إبن بيتٍ سياسيٍّ عريقٍ رافق لبنان خلال كافة مراحله، فعاش معه سنواته الذهبية كما عان معه خلال الأيّام العصيبة، وما أكثرها!
عرف الحرب وبشاعتها، عاش الإحتلال وظلمه، ذاق التهجير ومراراته.
هو إبن جزين الوفي لبلدته والمتشوّق لعودة كافة أهلها إليها حتى تنبض بالحياة من جديد وكما تستحقّ.
هو الشاب الطموح والشغوف الذي لا يألو جهداً لتأمين الإستقرار لأهل البلدة الذين قست عليهم الظروف مراراً ودفعتهم للنزوح والهجرة. هو الدكتور سليم خوري، مرشح االتيار الوطني الحرب عن المقعد الكاثوليكي في جزين، معه نتطرق إلى الملّف الإنتخابي الساخن مع بدء العدّ العكس للإستحقاق الذي طال إنتظاره.
ϒ في البداية ما الذي جذبكم الى عالم السياسة؟
أنا في الأساس أنتمي الى عائلة سياسية تتعاطى الشأن العام منذ أكثر من 20 سنة. نحن كعائلة سياسية قد عايشنا كافة المراحل التي مرّ بها لبنان منذ تأسيسه، من الإنتداب الفرنسي إلى الإستقلال وصولاً إلى الحرب الأهلية، الإحتلال، التهجير ومن ثمّ العودة، وبحكم مواكبتنا لكلّ هذه الظروف بات تعاطينا في الشأن العام مسألة روتينية طبيعية جدّاً، حتى أنّها باتت مطلباً لدى المجتمع الجزّيني، لأنّ الناس تعرف أنّنا دائماً إلى جانبها ولا نتخلّى عنها.
ϒ ستخضون الإستحقاق الإنتخابي انطلاقاً من اعتبارات حزبية معينة، ما الذي دفع «الوطني الحر» إلى ترشيحكم؟
في الحقيقة، المسألة ليست شخصيّة أو إستنسابية، إذ إعتمد حزب التيّار آليّة موّحدة لإختيار مرشحيه في كلّ المناطق، وهذه الآلية تتطلّب من المرشحين المحتملين إجتياز ثلاثة مراحل، أوّلها اقتراعٌ من قبل المحازبين ومن ثمّ استطلاع بين المحازبين ومن ثم إستطلاع شامل على مستوى المنطقة، والأشخاص الذين نجحوا في هذه الاختبارات عن دائرة جزّين هما النائبان زياد أسود وأمل ابو زيد عن المقعدين المارونيين وأنا عن المقعد الكاثوليكي.
ϒ كيف تنظرون الى القانون النسبي؟
لا شك بأن «النسبية» ستساهم في وصول ممثلين عن كافة الأقليّات، بحيث أن كلّ مجموعة ستتاح لها فرصة إيصال من يمثّلها الى المجلس النيابي بغضّ النظر عن الواقع الديمغرافي الذي لا يمكن تجاهله. إنّما في الحقيقة نحن لا نملك هذه العقدة على الإطلاق، بل بالعكس فقد اعتدنا على التعايش مع الآخرين وتأقلمنا مع هذا الواقع.
ϒ هل من تصوّر حول التحالفات الإنتخابية؟
نحن نعتبر حزب الله حليفنا الاستراتيجي في الجنوب واليوم يوجد أيضاً تيّار المستقبل الذي نعتبره حليفاً مستجدّاً. أمّا القوّات اللبنانيّة فيجمعنا بها ورقة اعلان النويا.
ϒ هل ممكن أن نرى تحالفاً إنتخابياً مع حزب «القوات»؟
نحن نتمنّى هذا الأمر إنّما الموضوع بيد القيادات، إذ يوجد اليوم تبايناً واضحاً في العديد من الملّفات.
ϒ هل تصنفّون جزّين كمنطقة محرومة؟
على صعيد البنى التحتية شهدت المنطقة تحسّناً ملحوظاً في الفترة الأخيرة بل يمكن وصف ما أُنجز بالنقلة النوعية، إنّما ما ينقص جزين حقيقةً هو وجود أهلها فيها، ذلك أن معظم القرى فارغة لا سيّما في فصل الشتاء. والسبب في ذلك يعود إلى غياب فرص العمل التي تؤمّن إستقرار وثبات العائلات في بلداتها. من هنا، فإنّ همّنا الأوّل والأساسي هو خلق فرص عمل وتشييد جامعات وربما فروعاً للجامعة اللبنانية لوقف هذا النزوح إلى بيروت.
ϒ هل تقولون ان همّ خلق فرص عمل يتصدّر برنامج عملكم؟
بما أنني ابن المنطقة ومن القاطنين الدائمين فيها، لدي هاجسٌ لا بل غصّة كون غالبية القرى شبه فارغة وهذا أمرٌ يؤسفني ويحزنني حقًّاً. أمّا بالنسبة لفرص العمل، فلا بدّ من اشتراك الدولة في هذه الناحية من خلال إتخاذها سلسلة إجراءات كفيلة في تشجيع الإستثمارات وبالتالي خلق فرص عمل مثل إقرار إعفاءات ضريبية معيّنة وغيرها، فهذا الأمر مهمّ لمناطق الأطراف كما أنه يريح العاصمة ويخفف من حدة الزحمة فيها.
وأحبّ أن أتوّجه الى الناخب الجزيني، وأتمنّى عليه أن يتعاطى مع الإستحقاق الإنتخابي بجدّية تامّة، فهناك محاولات تشويش كبيرة تجري ومحاولات أخرى لتزوير الحقائق. من هنا فإنّ الإحتكام إلى الضمير واجبٌ للتصويت لمن يستحق فعلاً. باختصار، أنا أدعوهم لإنتخاب شخص عاش معهم مرحلة التهجير وأختبر معهم فرحة العودة.
