وقع الأمين العام ل"مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب"، محمد صفا كتاب "رحلة الحرية- رسائل سمير بخط يده"، وهي رسائل خطها عميد الأسرى في السجون الإسرائيلية الشهيد سمير القنطار بيده، ووجهها إلى لجنة المتابعة لقضية المعتقلين وشقيقه بسام، وتبرز مدى متابعة الشهيد الأسير آنذاك لكل النشاطات.
واختار "مركز الخيام" هذا اليوم لإطلاق الكتاب، لأنه حمل تاريخ اعتقال القنطار، واعتمد من قبل لجنة المتابعة، ليكون يوما للأسير العربي، ويوما لنصرة الأسرى والمعتقلين العرب، وبات مناسبة لرفع الصوت في كل العالم، لمناصرة قضية المعتقلين الفلسطينيين والعرب.
حضر حفل التوقيع، إلى عائلة القنطار، وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي، ممثلة رئيس كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط مفوضة العدل في الحزب "التقدمي الاشتراكي" سوزان اسماعيل، الوزراء السابقون: عصام نعمان، زاهر الخطيب وبشارة مرهج، عضو المكتب السياسي للحزب "الشيوعي اللبناني" الدكتور حسن خليل ممثلا الأمين العام للحزب حنا غريب، ممثلو الأحزاب والقوى والتيارات اللبنانية والوطنية والفصائل الفلسطينية، ممثلو المنظمات والجمعيات الحقوقية والأهلية والإنسانية والهيئات النقابية والنسائية والمجالس البلدية والاختيارية، إضافة الى الأسرى المحررين وعدد من أهالي المخطوفين والمفقودين والشهداء.
بداية، النشيد الوطني، ثم عرض فيلم وثائقي عن زيارة القنطار إلى مركز الخيام بعد تحريره من السجون الإسرائيلية، وقدم للحفل الأسير المحرر حسين عبد الحميد، الذي تلا رسالة باسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، موقعة من المدير العام للمراسم والعلاقات العامة الدكتور نبيل شديد، فقال: "حضرة السيد محمد صفا والقيمين على دار الفارابي المحترمين، بعد التحية...تلقى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعوتكم للمشاركة في حفل إطلاق كتاب "رحلة الحرية"، رسائل سمير بخط يده، الذي تقيمونه يوم الاثنين الواقع 22 نيسان 2019. في هذه المناسبة ننقل إليكم شكر فخامة الرئيس، مثمنا جهودكم في إلقاء الضوء على رسائل الشهيد سمير القنطار والدفاع عن الأسرى والمعتقلين، والتأكيد على حقهم في الحرية، متمنيا لكم دوام التوفيق والنجاح".
الحركة
بعدها، ألقى عضو نقابة الصحافة فؤاد الحركة كلمة ترحيبية، تحدث فيها عن "رسائل القنطار الذي تفاعل فيها مع قضايا مجتمعة"، ذاكرا "رسائل أرسلها إلى الرئيس الحص والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله".
قماطي
من جهته، قال قماطي: "منذ 40 عاما، بدأ تاريخنا يسجل صفحة من صفحات المقاومة والكرامة، بينما سمير القنطار، بدأ ذلك منذ 41 عاما، حين اعتقل في الأردن في العام 1978، لاعتماده المقاومة. في العام 1979، حرر سمير من المتعقلات الأردنية وعاد إلى لبنان، إلا أنه في العام نفسه، انضم إلى مجموعة عملية نهاريا المشهورة، وكان من ضمن أهدافها قتل عالم ذرة إسرائيلي، إضافة إلى الهجوم على مواقع إسرائيلية عدة، وبالتالي نجحت العملية، حيث استشهد عنصران من جبهة التحرير الفلسطينية، واعتقل سمير القنطار، ولفت إلى أن القنطار عندما قام بهذه العملية، كان يهدف إلى إنجاحها، وكان يتمنى أن يكون شهيدا".
أضاف: "وبعد 29 عاما من الأسر، حرر سمير، بأضخم عملية تحرير بنتائجها وانعكاساتها، حيث أدت إلى حرب تموز 2006، وتعتبر من أضخم الحروب، لذلك كانت لعملية تحريره هذه الأهمية وهذا الوقع بتاريخنا الحديث".
وعرض "حيثيات عملية تبادل لأسرى ومعتقلين، قبل تحرير سمير القنطار ب 4 سنوات، وكان اسم القنطار في رأس لائحة التبادل، إلا أن العدو رفض إطلاق سراحه، لأنه في مفهومه أن يدي سمير لطخت بقتل إسرائيليين. كان السجانون يهددون سمير، ويقولون له لا تحلم بالحرية، لن تلد الأم التي ستلد من سيحررك من سجنك، أنت باق هنا إلى البد. بعد 4 سنوات قامت المقاومة الإسلامية في لبنان، بعملية أسر جثامين جنديين إسرائيلين، لتحرير الأسرى، وتمت عملية تحريره، وهنا توجه القنطار لسجانه وهو خارج إلى الحرية، ها قد ولدت الأم التي ستلد من سيحررني، لقد ولدت المقاومة الإسلامية "حزب الله"".
وتحدث عن لقائه بالقنطار بعد تحريره "موفدا من الحزب"، حيث قال له: "أنت الآن تحولت إلى رمز تهفو له الأفئدة والقلوب والمشاعر، هناك من يعمل على تنظيم مرادف للمقاومة، وأنت تستطيع أن تستوعب الكثير من أبناء الأمة، من مختلف الاتجاهات والانتماءات برمزيتك الجديدة، فتعال لنقدم بهذا المشروع. فرد علي القنطار: لا تكمل يا حاج، مشروعي مشروع شهادة، وليس أي إطار سياسي، مشروعي المقاومة وأريد أن أستشهد، وسأذهب بعد أيام إلى المعسكرات لأعيد تأهيلي مباشرة".
وختم "سمير بقلبه وعقله كان فلسطينيا، وجنسيته كانت لبنانية، وطرحه كان قوميا عربيا، ورسالته كانت أممية، ووعد سمير باللقاء على دربه في خط المقاومة، والحر لن يتراجع ولن يتغير رغم كل الضغوطات الدولية".
عبد الحميد
بدوره، تلا عبد الحميد رسالة تحية من "ثورة السودان"، فقال: "الرفيق المناضل محمد صفا، بلإسم مناضلي السودان المنتصرين بثورتهم الشعبية، التي قدموا فيها شبابهم وأبناءهم وأمهاتهم للضرب والتعذيب، ولم تكن السجون ولا التعذيب عائقا في تاريخ الشعوب.
عزيزي صفا: هذا الكتاب إحدى ذرات ما تملك من المعرفة، تحياتي لكل المعذبين، وعلى رأسهم جورج عبدالله، وألف تهنئة لصدور الكتاب، رحلة سمير، رحلة الحرية، رحتلنا جميعا".
ووردت مجموعة من التحيات لكل من: الأسير المحرر حديثا رئيس "مركز الأمل لإعادة التأهيل" الدكتور نجيب نجم الدين، لجنة "الحقوقيين الديمقراطيين العالميين" في بروكسل موقعة من ممثلهم الدكتور حسن جوني، رئيس "منتدى البحرين لحقوق الإنسان" باقر درويش.
وكانت كلمات لكل من فتحي أبو العردات عن "جبهة التحرير الفلسطينية"، الدكتور حسن خليل عن الحزب "الشيوعي"، محمد ياسين عن "تحالف القوى الفلسطينية"، بسام القنطار، محمد صفا عن "مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب"، تحدثت عن "المناضل القنطار والقضايا، التي حملها من معتقله، وعن الكتاب الذي ليس إلا جزءا يسيرا من تاريخ نضالي حافل وطويل".
يقع الكتاب في 230 صفحة من الحجم الكبير، أعده الأمين العام لمركز الخيام محمد صفا، وهو صادر عن دار الفارابي، ويتضمن أربعة فصول، عبارة عن رسائل خطها سمير بيده من معتقله، موجهة إلى صفا وشقيقه بسام، ورسالة إلى الأمين العم ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله وإلى الرئيس سليم الحص.