التبويبات الأساسية

نظمت جامعة "العزم" ندوة بعنوان: "الاعلام في مهب الازمات"، حاضر فيها رئيس تحرير صحيفة اللواء صلاح سلام، رئيس تحرير صحيفة "السفير" السابق طلال سلمان، رئيس تحرير "الانوار" رفيق خوري، وادارها نائب رئيس المجلس الوطني للاعلام ابراهيم عوض، في حرم الجامعة بطرابلس.

حضر الندوة ممثل الرئيس نجيب ميقاتي الدكتور عبد الاله ميقاتي، سامي رضا ممثلا وزير العمل محمد كبارة، الوزير السابق رشيد درباس، احمد الصفدي ممثلا الوزير السابق محمد الصفدي، ايلي عبيد ممثلا الوزير السابق جان عبيد، عبد الله ضناوي ممثلا الوزير السابق فيصل كرامي، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء احمد قمر الدين، مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار ممثلا بالشيخ ناصر الصالح، وحشد من الاعلاميين والفعاليات الاجتماعية والثقافية.

النشيد الوطني بداية، ثم كلمة ترحيبية القتها نسرين ضناوي عرضت فيها واقع الاعلام وخصوصا بعد التحولات في العالم العربي، الامر الذي عرض الصحافة للعديد من الازمات مستشهدة بما تعرضت له جريدة "السفير".

ثم، بدأ سلام الكلام بالاشارة الى "ان ازمة الاعلام هي جزء من ازمة النظام في لبنان، لان الصحافة هي مرآة المجتمع". وعرض سلام لتاريخ الصحافة اللبنانية "التي كانت ملاذ العرب في الماضي، وتحملت نتائج الحرب اللبنانية هجرة واغلاقا ونقلا الى خارج لبنان".

واشار الى انه "بعد الحرب تحول الاعلاميون اللبنانيون الى فرسان النهضة الصحافية في العالم العربي، الأمر الذي أدى إلى تفريغ مؤسسات صحافية لبنانية من خبرات مهنية ومواهب إنسانية واعدة، وتجييرها إلى مؤسسات عربية وخاصة خليجية".

من هنا، أكد سلام "أن أزمة الصحافة ليست وليدة الساعة، بل بدأت منذ سنوات المحنة الطويلة التي مرت بلبنان".

وإذ أكد انه "لا وسيلة إعلامية تستطيع أن تعيش على مواردها العادية وبدون المال السياسي"، لفت إلى أن "لبنان يكاد يكون الدولة العربية الوحيدة التي تتنكر فيها الدولة لدورها في دعم مؤسسات الإعلام الوطني، وخاصة الصحف، في الوقت الذي يحظى فيه هذا القطاع بدعم غير محدود من الحكومات العربية، وفي العديد من الحكومات الغربية في البلدان الديموقراطية العريقة".

وأشار سلام إلى محاولات "للعمل على الحد من التدهور المستمر في واقع المؤسسات الصحافية، عبر زيادة أسعار الإعلانات الرسمية، وسداد الوزارات والمؤسسات بدل إعلاناتها التي يطلب الوزراء نشرها مجانا، فضلا عن تخفيض كلفة الاشتراكات في الهواتف الخلوية والانترنت، وتخصيص دعم سنوي للمطبوعات المستمرة بالصدور، ولكن مطالبتنا كانت أشبه بصرخات في واد لا آذان له".

وتساءل: "هل نستطيع الاستمرار بضع سنوات أخرى في حال استمرار تجاهل الدولة واستفحال العجز المالي"؟ مجيبا "إن الانتقال إلى الجريدة الإلكترونية بات مسألة وقت، ولكن ما زال في إمكاننا إنقاذ الصحافة المكتوبة من المصير المحتوم".

بدوره، اعتبر خوري أن الإعلام اليوم أصبح أكثر تنوعا في الوسائل قبل الممارسات، وعدد أربعة عناصر تتحكم في الإعلام اليوم: المال، السلطة، العصبية والفوضى.

وأكد "أن الإعلام في الوقت الذي يعاني فيه من الأزمات، هو سلاح في الأزمات أيضا من حيث دوره المهم في تحضير المناخ والأفكار للحلول والتسويات".

وشدد على "أن أزمة الإعلام مالية أولا، لكن أم الأزمات تكمن في أن يتخلى الإعلام عن مهامه الثلاث: أن يخبر الناس ماذا حدث، وأن يكون منتدى الحوار والنقاش، وأن يلعب دور الرقيب على السلطة، وحتى على المعارضة".

من ناحيته، اعتبر سلمان أن "ما يقال من أن الصحافة أو الإعلام هو السلطة الرابعة، نكتة سمجة: فأين السلطات الأولى والثانية والثالثة؟ وكيف تكون صحافة في بلاد لا حياة سياسية فيها تمدها بالحيوية؟.

وتابع: "إذا اردنا ان نقول الصراحة، فلا بد من القول أن لا صحافة بلا سياسة"، مشدداً على أن "لبنان الذي كان درة الشرق وعاصمته النوارة التي كانت المركز الأول للإعلام العربي، قد عاد إلى حجمه الجغرافي المتواضع حتى ولو كان أبناؤه يملؤون العالم فكرا ونشاطا في مجالات الأعمال والتعليم والهندسة والمقاولات".

وختم: "مع أن السفير لا تمثل الإعلام كله، لكن غيابها كان مؤشرا على طبيعة الصعوبات التي تعيشها مؤسسات الإعلام كافة، مرئية ومسموعة، فضلا عن المكتوبة".

وبعد نقاشات وأسئلة من الحضور تمحورت حول طبيعة العلاقة بين الإعلام الكلاسيكي والإعلام الإلكتروني، وكيفية الحفاظ على الوسائل الإعلامية وحمايتها مستقبلا، تم تقديم دروع تكريمية باسم جامعة "العزم" إلى المشاركين في الندوة.

صورة editor9

editor9