التبويبات الأساسية

نشرت مجلة "ومنز هيلث" الأميركية تقريرا حول الأمراض الوراثية التي تنتقل عبر الأجيال المتعاقبة، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة قد لا تقتصر على الحالات البسيطة من التوريث الجيني لبعض السلوكيات أو المميزات الخلقية، وإنما تشمل أيضا أمراضا متفاوتة الخطورة.

وقالت المجلة إن الهدف من اختبار الحمض النووي، يتعدى مجرد معرفة بعض التفاصيل البسيطة مثل قابلية المرء أن يرث عن والديه قدرة غريبة على التحكم بحاجبيه. فالإمكانيات الحقيقية لهذا الاختبار تشمل القدرة على كشف الملابسات الصحية الخطيرة التي من الممكن أن ترثها عن عائلتك، والتي قد تتسبب في إصابتك بأمراض مزمنة في المستقبل.

وأوضحت المجلة أن بعض هذه الاختبارات الجينية تعمل على تحليل 30 عنصرا جينيا، قد يكون مسؤولا فرضا عن الإصابة بسرطان المبيض والثدي بالإضافة إلى الكولسترول. وقد وافقت وكالة "إدارة الغذاء والدواء" الأميركية، مؤخرا، على الشروع في اعتماد نوع آخر من التحاليل القادرة على كشف أي خطر وراثي لمرض "الزهايمر" ومرض "باركنسون". كما قررت هذه الوكالة الموافقة على إجراء المزيد من الاختبارات بهدف توعية المجتمع الأميركي والدفع بخياراته نحو نمط حياة صحي.

وبينت المجلة أن وعي الشخص بالأخطار الكامنة في حمضه النووي، من شأنه أن يحفزه على تحسين جودة حياته، ومتابعة حالته الصحية من خلال التصوير بالأشعة السينية وإجراء بقية الفحوصات الأخرى. وفي هذا السياق، أكد الخبراء أنه مع تطور الاختبارات الجينية، أصبحت الفرصة مواتية لمعرفة المزيد عن مخاطر الإصابة بأمراض معينة، وهو ما لم يكن متاحا في الماضي.

ومع ذلك، من المهم أن ندرك أن قابلية المرء للإصابة بمرض وراثي معين، لا تعني بالضرورة حتمية حصول ذلك. ونقلا عن ماري فريفوجيل، رئيسة الجمعية الوطنية للمستشارين المختصين في الجينات، فإن بيئة الفرد وتاريخ عائلته الصحي ونمط حياته وحتى حظه السيئ، يؤدي دورا في مرضه أيضا.

وذكرت المجلة، أولا، أن أمراض القلب والأوعية الدموية تعد من بين الأمراض المنقولة عبر الجينات. فقد تم إنجاز دراسة بارزة نشرت سنة 2016 في مجلة "نيو إنغلند" الطبية، شملت أكثر من 55 ألف مشارك خضعوا لاختبار الحمض النووي الذي درس 50 علامة جينية لمرض الشريان التاجي. وقد صنفت الدراسة مجموعة من المشاركين على أنهم الأكثر قابلية للإصابة بالمرض، الذي من الممكن تخفيض خطر الإصابة به بنسبة 50 بالمائة عبر إتباع نمط حياة صحي.

ثانيا، أن أورام القولون الحميدة يمكن أن تكون وراثية. فقد يتطور هذا النوع من الأورام خلال سنوات المراهقة لتصبح أوراما خبيثة عندما يقترب الفرد من سن الأربعين. في هذا الصدد، قالت السيدة فريفوجيل: "عادة ما يبدأ الناس في إجراء فحص سرطان القولون والمستقيم في سن الخمسين، ولكن إذا كان أحد أفراد العائلة قد أصيب بالمرض نفسه، فقد يحتاج الشخص المعني إلى إجراء الفحوصات اللازمة في وقت مبكر والتحدث إلى مستشار جيني".

ثالثا، أن مرض "الداء الباطني" يعد من اضطرابات الجهاز الهضمي التي تنتقل عبر الجينات. فوفقا للمنظمة المختصة في مرض "الداء الباطني" فإن الأشخاص الذين لديهم قريب من الدرجة الأولى (أحد الوالدين أو الأشقاء) مصاب بهذا المرض، يكونون معرضين لخطر الإصابة بالعلة نفسها أكثر من غيرهم. لذلك، من المستحسن الحصول على تقييم من الطبيب، خاصة إذا كنت تعاني من بعض الأعراض الكلاسيكية للمرض كآلام البطن أو فقدان الوزن.

رابعا، أن فرط كولسترول الدم العائلي يعد من الاضطرابات الوراثية. في الواقع، يكون الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسب الكولسترول منذ الولادة أكثر عرضة لأخطار النوبات القلبية والسكتة الدماغية بعشرين مرة. وقد أكد دانيال رايدر، الأستاذ في كلية الطب في بنسلفانيا، أن "الجينات المساهمة في كثافة الكولسترول في الدم، هي السبب الوراثي الأكثر شيوعا لأمراض القلب المبكرة، ولكن مع العلاج المبكر يمكن تقليل خطر الإصابة بنسبة 80 في المائة".

وفي الختام، ذكرت المجلة أن الاكتئاب يعد من الأمراض الوراثية، إلا أن الباحثين لازالوا بصدد البحث لمعرفة المزيد عن الجذور الوراثية للأمراض العقلية. وبالنظر في تاريخ العائلة النفسي والعقلي يمكن تقديم دليل على صلة المعطيات الجينية بإمكانية الإصابة بالاكتئاب. وبالتالي فإن التدقيق في تاريخ عائلتك الصحي، قد يدفعك إلى الخضوع لبعض تحاليل الحمض النووي والبحث عن العلاج إذا كنت تمر بأزمة اكتئاب حادة.

(عربي 21 - ومنز هيلث)

صورة editor11

editor11