تحت عنوان: "معرض بيروت للكتاب ضحية نقص في السيولة"، كتبت سوسن الأبطح في "الشرق الأوسط": معرضا الكتاب الرئيسيان في لبنان اللذان يعقدان سنوياً في الشهرين الأخيرين من السنة، طارا بفعل الانتفاضة الشعبية. وإن كان "النادي الثقافي العربي" المنظم لـ"معرض بيروت العربي الدولي للكتاب" قد أرجأ الموعد إلى الثامن والعشرين من شباط المقبل، فإن الجهة المنظمة للمعرض الفرنسي والذي يعرف بحيوية نشاطاته وكثرة ضيوفه، لم تحدد موعداً جديداً، وتركت الاحتمالات رهناً بالظروف.
والمعرض العربي تحديداً الذي يعتبر الأول عربياً من حيث تاريخ تأسيسه عام 1965 يتباهى عادة بأنه كان عقد حتى في سنوات الغزو الإسرائيلي، وأنه فعل مقاومة ثقافية حتى في أحلك الظروف وأشدها قسوة. ويقول المدير التنظيمي للمعرض د. عدنان حمود لـ"الشرق الأوسط": "أنجزنا كل شيء ولم يكن قد تبقى غير الافتتاح، لكن ما حصل جعلنا نفكر ألف مرة". والسبب الرئيسي للتأجيل بحسب حمود "هو الوضع المالي. لا توجد سيولة بين أيدي الناس للشراء. ليس مع الزائر عشرة دولارات أو عشرون، كما أن الناشرين يحتاجون للسيولة ليسددوا إيجارات أجنحتهم، ونحن أيضاً كي نتمكن من استئجار المكان. كل هذا كان عائقاً. فنحن لم نلغ المعرض يوماً ولم نؤجل إلا عام 2008 بسب الوضع المتردي، ولم نكن لنلجأ لهذا الحل، لو أن بين أيدي الناس ما يشترون به كتاباً".
ورغم ذلك يقول د. حمود: "اتصلوا بي يوم كان يفترض أن يفتتح المعرض وأخبروني أن خمسين سيارة وصلت إلى مكان العرض لأن هؤلاء لم يعرفوا بالتأجيل. لكنني لا أستطيع التعويل على خمسين شخصاً لأقيم معرضاً". وجدير بالذكر أن كتب دور النشر العربية كانت قد وصلت إلى لبنان، مثل الكتب الكويتية، لكن الضيوف اعتذروا عن المجيء. ولا يرى "النادي الثقافي العربي" غضاضة في التأجيل طالما أن كلّ المعارض الكبيرة في هذه الفترة أجلت هي الأخرى، وللأسباب عينها.
المصدر: سوسن الأبطح - الشرق الأوسط