نظمت "مؤسسة رينه معوض" حفل اختتام مشروع "تعزيز منظمات المجتمع المدني في الشمال وعكار من أجل التنمية المستدامة" الممول من الاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع جامعة القديس يوسف - "المدرسة اللبنانية للتدريب الاجتماعي".
وأقيم الحفل في قاعة المحاضرات في مبنى مؤسسة رينه معوض في مجدليا، في حضور ممثل مفوضية الاتحاد الأوروبي في بيروت جياناندريا فيلا، رئيس قسم الاقتصاد والتنمية المحلية في بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، خوسيه لويس فينيسيا - سانتاماري، مديرة المدرسة اللبنانية للتدريب الاجتماعي ماريز طنوس، المدير العام بمؤسسة رينه معوض نبيل معوض، وأعضاء وممثلين عن الجمعيات المشاركة في المشروع.
عرض تقني
استهل الحفل بعرض تقني مفصل قدمته منسقة المشروع لدى مؤسسة رينه معوض، جانو بركات، شرحت خلاله أهداف المشروع وأبرز المحطات التي تخللته.
تجدر الإشارة إلى أن المشروع يهدف إلى بناء قدرات منظمات المجتمع المدني في محافظتي الشمال وعكار وجعل العمل فيها أكثر استدامة على المدى الطويل، إضافة الى إتاحة الفرصة لها لتقديم اقتراحات مشاريع مولت بقيمة 40 ألف يورو.
سانتاماري
وعبر رئيس قسم الاقتصاد والتنمية المحلية في بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، خوسيه لويس فينيسيا - سانتاماري، عن سعادته لمشاركته في حفل اختتام هذا المشروع البالغ الأهمية على رغم أنه قصير الأمد معتبرا أن الهدف المرجو تحقق، وهو تعزيز قدرات منظمات المجتمع المدني في محافظتي الشمال وعكار اللتين تحظيان بأهمية استثنائية بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي.
أضاف: "تكمن أهمية هذا المشروع في بناء قدرات المنظمات وخدمة أفراد المجتمع من خلال تعزيز الشراكة الاجتماعية والحماية ودعم الشراكة مع القطاعين العام والخاص".
ومن ثم عبر عن سعادة الاتحاد الأوروبي بتقديم الدعم المالي لتنفيذ مجموعات من التدريبات التي تسعى لبناء قدرات الجمعيات من كتابة المشاريع وتقديمها، التسويق، التواصل، إدارة الموارد البشرية، الاستراتيجيات وغيرها من الأمور التي تساعد على سد ثغرات وحاجات منظمات المجتمع المحلي.
وتحدث عن أهمية دور منظمات المجتمع المدني بصنع السياسات المحلية وسعيها لتنفيذ هذه السياسات. وأمل في أن تتكرر هذه المبادرات من المنظمات التي شاركت بهذه التدريبات، مشددا على "أهمية التشبيك بين هذه المنظمات في ما بينها".
طنوس
وتحدثت ماريز طنوس، مديرة المدرسة اللبنانية للتدريب الاجتماعي في جامعة القديس يوسف، عن تجربتها في التعاون مع مؤسسة رينه معوض وقالت: "عندما تقدمت مني مؤسسة رينه معوض بطلب إشراك المدرسة اللبنانية للتدريب الاجتماعي في جامعة القديس يوسف في هذا المشروع، لم أتردد لحظة واحدة في المشاركة. وهذا ما كان ليبديه أي واحد منا تجاه هكذا مشاريع".
أضافت: "إن مهامنا في المدرسة اللبنانية للتدريب الاجتماعي تتقاطع ومهام مؤسسة رينه معوض في خدمة الإنسان والمجتمع. والتعاون المتبادل بين الأكاديميين والفاعلين على الأرض يمكن أن ينتج عنه تكاملا في الكفايات من أجل إعداد وتنفيذ مشاريع ناجحة وفعالة. وأخيرا فإن منطقة شمال لبنان تستحق من كل منا اهتماما خاصا، نظرا إلى ما تحتويه من حاجات اجتماعية وتنموية ولكن أيضا طاقات وموارد لا بد من تعزيزها وتشجيعها".
ومن ثم أشارت إلى أن "الحافز الأساسي لالتزامنا في هذا المشروع يكمن في الأمل الذي نضعه في هذا البلد وبخاصة في قواه الحية، أي قطاع الجمعيات التي تناضل كل يوم وبكل السبل المتوافرة لديها من أجل إحقاق كرامة الناس والحفاظ على حقوقهم".
معوض
أما المدير العام ل"مؤسسة معوض"، نبيل معوض، فشدد من جهته على "أهمية اللغة التي يتحدثها الجميع هنا اليوم، وهي لغة المجتمع المدني".
وتابع: "هذه اللغة التي اعتدناها والتي بات لبنان اليوم يفتقد لها هي اللغة التي نسعى إلى تنميتها وجعلها مثالا يحتذى في القطاع الخاص والقطاع العام. أعرف اليوم تمام المعرفة أن هذا المشروع، ومن خلال التدريب التي قامت به جامعة القديس يوسف، هو تدريب بغاية الأهمية. من الممكن أن يكون البعض قد أصيب بخيبة أمل لعدم تمكنه من الحصول على التمويل اللازم، وأتفهم موقفهم. لكنني أؤكد لهم أن المستقبل أمامنا وأمامهم، وأن المهارات التي اكتسبتها الجمعيات خلال التدريبات هذه تخولها اليوم الحصول على هبات من قبل المانحين".
أضاف: "أفتخر اليوم أن أقول أن قسما من هذه الجمعيات أصبح لامعا، وأن هذا الحفل ليس النهاية إنما البداية لأننا اكتشفنا حماسة هذه المنظمات واندفاعها للعمل الإنمائي وللشأن العام. نأمل في أن نكون معا، اليد باليد، في مشاريع مستقبلية، خاصة أنكم أصبحتم اليوم قادرين على أن تتقدموا بأنفسكم للحصول على مشاريع يطلقها أي مانح، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي".
وختم: "في هذا السياق، أتوجه إلى الاتحاد الأوروبي وهو المانح الأول للبنان، لأقول له أن مؤسسة رينه معوض اكتسبت الكثير من الخبرات خلال تجربتها معه وتنفيذها لعدد كبير من مشاريع ممولة منه. كما أتوجه أيضا بالشكر لجامعة القديس يوسف التي عملت بشغف كبير، وأظهرت لنا أن الأكاديميين، وعلى عكس ما يشاع عن كونهم منغلقين داخل أسوار الجامعة، كانوا سباقين على كل الأصعدة. أشكر الجمعيات المشاركة وأشكر فريق عمل مؤسسة رينه معوض على انجازه لهذا المشروع".
عبيد
ومن ثم كانت كلمة للسيد زاهر عبيد ممثلا جمعية "الحداثة" ومتحدثا باسم الجمعيات المشاركة في المشروع، إذ قال: "إن التنمية المستدامة تتحقق بتلبية احتياجات الناس والمجتمع المحلي، وبإيجاد الوسائل والأساليب المناسبة للنهوض بمناطقنا من خلال تعزيز الشراكة بين منظمات المجتمع المدني".
أضاف: "كان للتدريب الذي تلقته الجمعيات وقعا إيجابيا على سير العمل فيها، ففي جمعية "الحداثة" مثلا، لاحظنا تقدما وتطورا كبيرين لدى فريق العمل لناحية القدرات المكتسبة والمهارات المتعلقة بالتواصل".
واختتم الحفل بتوزيع الشهادات على الجمعيات المشاركة تلاه حفل كوكتيل.