التبويبات الأساسية

كتب رامح حمية في صحيفة "الأخبار" تحت عنوان " حام ومعربون بلدتان منكوبتان": "فيما ينشغل العالم بفيروس كورونا، يبدو أهالي بلدتي حام ومعربون الأقل خوفاً من الوباء في لبنان. ليس لكونهم يتمتعون بمناعة خاصة، وإنما بالنظر الى كونهم معزولين منذ أسبوع تقريباً عن باقي القرى المجاورة (والكوكب)، فلا يدخلهما أحد ولا يخرج منهما أحد. البلدتان المتراميتان في أعالي سفوح السلسلة الشرقية على مرمى حجر من بلدة طفيل الحدودية، تمكنت الأمطار الغزيرة منذ أسبوع تقريباً من عزلهما بالكامل بعدما جرفت السيول الصخور والأتربة، فقطعت أوصال البلدتين الداخلية والخارجية.
بضعة أيام مضت على العاصفة الهوجاء التي ضربت المنطقة، ولم تحرّك الدولة ساكناً تجاه البلدتين اللتين تعرضتا للعزل عن القرى المجاورة لهما. وعلى الرغم من المناشدات للمؤسسة العسكرية وللهيئة العليا للإغاثة، إلا أن أهالي البلدتين لم يلقوا آذاناً صاغية طوال الفترة الماضية، ولا يزالون معزولين ينتظرون الفرج. السيول جرفت شبكة مياه الشرب التي تربط البلدة بالبئر الرئيسية التي توفر المياه لأحيائها، وكذلك الكابل الكهربائي، الأمر الذي دفع الأهالي الى توفير المياه بواسطة الجرارات الزراعية التي يمكنها الوصول الى جرد البلدة. وحدهم، بأيديهم العارية، يسعى الأهالي إلى توفير متطلباتهم الخدماتية لجهة الكهرباء والمياه، متحسرين على الأرزاق التي تبددت أمام أعينهم، سواء في منازلهم او في بساتينهم وأراضيهم الزراعية.
"البلدتان منكوبتان" هكذا يصف رئيس بلدية معربون عبد الله حيدر المشهد. "لا نزال معزولين بالكامل في اعالي السلسلة الشرقية عن باقي القرى المجاورة، بعدما قطعت مياه الامطار الغزيرة والسيول الطرقات والجسور، ناهيك عن دخول المياه الى عدد كبير من المنازل وجرف البساتين وشبكتي مياه الشرب من البئر الوحيدة للبلدة، والري للبساتين". مناشدات حيدر للهيئة العليا للاغاثة المتكررة لم تجد حتى اليوم "أيّ رد علينا. يعني اذا ما منموت بكورونا لازم نموت من العطش ومن الجوع"، يقول حيدر".

صورة editor14

editor14