التبويبات الأساسية

الآتي من كوكب آخر , بذهنية رجل الدولة لا بذهنية علي بابا , يفترض أن يعود من حيث أتى ...
من البداية , بدت حكومته البطة العرجاء وسط الأدغال . نعلم أي سيناريو وضعه نجوم الطبقة السياسية لازاحة حسان دياب قبل "الانفجار النووي" الذي لو وقع في أي بلد آخر لتدحرجت كل الرؤوس الكبيرة في الحال .
كنا قد تحدثنا عن مصطفى كاظمي لبناني لرئاسة الحكومة . هنا لا دور مباشر للايرانيين كما هي الحال في العراق , وحيث القيادات الشيعية في ذروة الهلهلة . الكلمة الأولى والأخيرة في صناعة السياسات , وفي صناعة المواقف , للسيد حسن نصرالله .
قيادة الحزب تعي الى أين انتهى الوضع في لبنان , ومن تراه يلعب في الجزء الخلفي من المسرح لتفكيك البلد قطعة قطعة . أكثر من جهة سياسية توقعت أن تظهر تلك القيادة الكثير من المرونة , والكثير من البراغماتية , في هذه المرحلة الخطيرة .
لا بأس أن يؤتى بنواف سلام (بالبعد الأميركي في شخصيته) . هو خيارالولايات المتحدة , بالتالي هو خيار خليجي . وجوده في السرايا يمكن أن يؤدي الى الحد من الحصار على لبنان , ان لم يكن انهاء الحصار الذي وضع الجمهورية على أبواب جهنم ...
ديفيد هيل , وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية , في بيروت قريباً , حاملاً أفكاراً حول ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل . هذه مسألة لها معناها , وقد تلقى صدى لدى "حزب االله" اذا ماكانت الأفكار بعيدة عن أفكار فريدريك هوف الذي رأى أن التداخل الجيولوجي بين لبنان واسرائيل يستتبع تلقائياً التداخل الجيوستراتيجي .
ملف الأمونيوم ينطوي على ألغاز كبيرة وخطيرة . جهات سياسية داخلية وأجهزة استخبارات خارجية ضالعة في الفضيحة . أما وقد لاحظنا ضجيج بعض الأقطاب وتوجيههم الاتهامات الى "حزب الله" , و"حكومته" , تبدو اللفلفة قائمة على قدم وساق , بالطرق البهلوانية اياها , وبالرهان على الذاكرة اللبنانية البعيدة , كلياً , عن ثقافة المساءلة والمحاسبة .
عليكم أن تتصوروا ماذا كان يعدّ لدفع الحزب الى وسط الحلبة لتعريته سياسياً , وربما لتعريته أمنياً بافتعال صدامات دموية تزيد في تأجيج الحرائق المذهبية . وكانت أكثر من مرجعية مسؤولة قد لاحظت تدفق المال على بعض الشخصيات , والجماعات , وكأن المسرح جاهز لاستضافة صراعات من النوع الذي لا يبقي ولا يذر ...
لا مجال للتفاصيل . ثمة مايسترو , في مكان ما , تمكن من ادارة الخيوط بالطريقة التي تحول دون الاستشراء الدراماتيكي للفوضى السياسية , والأمنية , وحتى الطائفية .
من البداية دخل حسان دياب الى السرايا كضحية , ولا بد أن يخرج كضحية . تالياً , تشكيل حكومة تحظى بتغطية عربية ودولية , ويمكنها اجراء اصلاحات هيكلية تتطابق وشروط صندوق النقد الدولي , كما وشروط الدول , والمؤسسات , المانحة في مؤتمر "سيدر" .
الأولوية الآن لانقاذ لبنان . الفرنسيون كان لهم دور محوري في اقناع واشنطن , وكذلك عواصم عربية , باستحالة طرح موضوع الترسانة الصاروخية لـ"حزب الله" على الطاولة . هذا الطرح قد لا يؤدي فقط الى تدهور الوضع اكثر فاكثر , والى حد اضمحلال الدولة , وانما الى تفجير الأرض اذا ما لامست الضغوط أياً من الخطوط الحمراء .
الحديث عن الثورة في لبنان أقرب ما يكون الى "الكوميديا الصفراء" (هكذا وصفت "الفيغارو" تظاهرات أصحاب السترات الصفراء في فرنسا) . ملوك الطوائف تمكنوا من تقطيع أوصال جمهور الجمهورية .
لو ترك الأمر للعرب لما ترددوا لحظة في تفجير لبنان كما فجروا سوريا . الغرب الذي يدرك مدى هشاشة الوضع في المنطقة وتأثيره على مصالحه بدا كما لو أنه كان ينتظر كارثة ما لكي يهب الى المساعدة . هذا لا يعني أن أصحاب السيناريوات سيتوقفون عن سياسات التهويل والتخريب .
حسان دياب يستحق أن يقال له : كنت نبيلاً ...

صورة editor3

editor3