عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري بحضور السيدات والسادة أسعد بشارة، أنطوان قسيس، أنطوان اندراووس، د. أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أمين بشير، أيمن جزيني، إدمون رباط، بهجت سلامه، بدر عبيد، توفيق كسبار، جوزف كرم، حسن عبود، حسان قطب، خليل طوبيا، ربى كباره، رودريك نوفل، منى فيّاض، سامي شمعون، سوزي زيادة، غسان مغبغب، فارس سعيد، طوني حبيب، طوني خواجه، ميّاد حيدر، ندى صالح عنيد، سيرج بوغاريوس وعطالله وهبة وأصدر البيان التالي:
منذ قيام دولة لبنان الكبير في العام 1920، مروراً بالاستقلال (1943) وبوثيقة الوفاق الوطني في العام 1989، لم يصادف أن ذُكر اسم سياسي لبناني على لوائح العقوبات الغربية- أميركية كانت أو أوروبية،إلا في عهد الرئيس ميشال عون، لا بل على العكس فقد كان للسياسيين اللبنانيين، والمسيحيين خصوصاً، دور أساسي بربط لبنان بدوائر القرار الخارجية والعربية وكانوا لعقود جسر العبورٍ الحقيقي بين الشرق والغرب كما لعبوا دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر بين مختلف الثقافات وبين االفاتيكان وأوروبا والولايات المتحدة من جهة والعالم العربي من جهة أخرى.
إن الدور الذي لعبه الوزير جبران باسيل وغالبية الطبقة السياسية دفاعاً عن سلاحٍ ايراني غير شرعي في لبنان مقابل مكاسب خاصة سياسية ومالية أكّد ما ورد في البرنامج المرحلي المشترك للمبادرة الوطنية بأن السيادة لا تتجزأ، ولا مكاسب خاصة على حساب سيادة واستقلال لبنان.
وأمام هذا الواقع المرير يأسف لقاء سيدة الجبل إلى ما وصلت إليه الأمور، ومنعاً من أن يدفع اللبنانيون بشكلٍ عام والمسيحيون بشكلٍ خاص ثمن سياسات خاطئة، يطالب "اللقاء" مجدداً باستقالة الرئيس ميشال عون ويعتبر أن هذه الاستقالة هي واجبٌ وطني قبل أن تكون مطلباً سياسياً. كما أن هذه الاستقالة تشكّل حاجة مسيحية كي يستعيد المسيحيون دورهم الريادي في العيش المشترك في لبنان، وكي يكون باستطاعتهم المساهمة في بلورة مفهومٍ حديث للعروبة وإعادة ربط لبنان بدوائر القرار العربية والدولية.
وعندما نطالب باستقالة الرئيس، فنحن نتوجه بذلك اللبنانيين عموماً وإلى المسيحيين بالدرجة الأولى لقيادة هذا المطلب، لأنّ المقصود ليس الشخص بل النهج الذي اتخذه الرئيس وتياره لمغادرة أربعمائة عامٍ من الوجود والتوجه المسيحي في لبنان والمشرق باتجاه الغرب وحضارته واستنارته، وإلى مسارٍ عنوانه تحالف الأقليات الخائفة على المصير رجاء الحماية والعيش في كنف إيران وتنظيمها المسلح في لبنان. وهذا الوهم لا يُنهي العيش المشترك فقط، بل ويُنهي الدولة الدستورية التي ناضل المسيحيون أزمنةً من أجل إقامتها واستدامتها.
إنّ المطلوب استعادة المسار التاريخي للمسيحيين في كنف المحيطين العربي والعالمي. واستعادة الدولة الوطنية اللبنانية لرشدها وانتمائها الأصيل وإدارتها ذات الشفافية والتوجه الصحيح بعد الانهيارات الكبرى في ظل العهد والتنظيم الإيراني المسلح، وآخرها انفجار المرفأ. وبالطبع فإنّ المعارضة لهذا الانقلاب لا بد أن تكون وطنيةً شاملة. ونحن في لقاء سيدة الجبل ندعو كل الوطنيين المتضررين من استيلاء السلاح، ومن فساد العهد إلى الالتفاف حول البرنامج المرحلي للمبادرة الوطنية الذي ينتصر لوثيقة الوفاق الوطني والدستور وقرارات الشرعية الدولية.
يعمل اللقاء من اجل لبنان واللبنانيين، جميع اللبنانيين، ويرى ان مصلحتهم اليوم في استعادة العلاقة الاخوية مع دوائر القرار العربية والمجتمع الدولي.
إن أحداً لم يحمل صليب لبنان عن لبنان. أنتم حملتم الفساد وحملتم الشعب اللبناني صليب فسادكم وارتهانكم للسلاح غير الشرعي.