تحت عنوان لبنان أمام "مُنازَلة الشارعيْن" اليوم، كتبت صحيفة "الراي": يقف الجميع في بيروت، السلطة والثورة، "على سلاحه" في ملاقاة يوم الثلاثاء وكأنه الساعة صفر لفصْلٍ جديدٍ من المواجهةِ التي تتّضحُ معها اتجاهاتُ الريح لحظةَ الكشف عن "كلمة السرّ" في شأن الشخصيّة التي ستُكَلَّف تشكيل الحكومة "المحتمَلة" وطبيعتها.
ورغم أن "أحدَ الشارع" اليوم، سيشكّلُ منازلةً في الميْدان عبر عرْضِ قوةٍ اختارَه "الحزبُ الحاكِمُ" أي "التيار الوطني الحر" بحشْدِ مُناصريه على الطريق إلى القصر الجمهوري لإعادة الاعتبار لمكانته، فإن الانتفاضةَ الشعبيةَ قرّرتْ جعْلَه يوماً للوحدةِ في وجه الائتلاف الحاكِم.
وعلى وهْج عصْف الناس في الشارع، بين السلطة والثورة، يستكمل تَحالُفُ فريق عون و"حزب الله" رَسْمَ السيناريواتِ المرتبطةِ بالمرحلةِ المقبلة في ضوء حساباتهما المحلية والإقليمية، والقيام بـ"محاكاةٍ" تتناول الحكومةَ العتيدة، رئيسها، طبيعتها حجمها، وجدول أعمالها ليُبنى على الشيء مقتضاه.
وفي اليوم الـ17 على الانتفاضة في لبنان والرابع بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، بدت البلادُ التي مرّرتْ بأقلّ الخسائر "قطوعَ" معاودة المصارف فتْح أبوابها (الجمعة) في أعقاب توقفٍ عن العمل لـ12 يوماً متتالية، في دائرة انتظارٍ ثقيلٍ و"على الحامي" لكيفيةِ توفيرِ "سكةٍ آمنة" لتشكيل الحكومة الجديدة العالقة بين:
- أولاً "الخط الأحمر" الذي حدّده الشارع المليوني حيال أي حكومة تكون نسخة عن التي تم إسقاطها، وسط مُطالَبةٍ بتشكيلةٍ إنقاذية مصغّرة غير سياسية ومن اختصاصيين، تمهّد لانتخابت نيابية مبكرة.
- ثانياً الاعتبارات التي تتحكّم بمقاربة الأفرقاء السياسيين الرئيسيين لهذا المنعطف بارتداداته السُلْطوية والاستراتيجية، وما قد يعنيه التسليم بمطالب "الثوار" لجهة قيام حكومة غير سياسية من وضْع البلاد أمام مشهدٍ مختلف تماماً لن يكون ممكناً قراءته إلا بـ"عيْن" إقليمية.
وبين هذين الحدّيْن تجري المشاوراتُ المكثّفة خلف الأبواب المقفلة لإيجاد "ترياقٍ" للأزمة التي دهمتْ البلاد تحت عناوين مطلبية (اقتصادية ومعيشية وذات صلة بالفساد المستشري وإدارة السلطة لهذه العناوين) تصبّ بالنهاية في "أصْل المشكلة" المتمثّل في مجمل الواقع السياسي الذي يسترهن الدولة وماليتّها واقتصادها اللذين وصلا إلى حافة انهيارٍ مريع.
المصدر: الراي