التبويبات الأساسية

لا تهجروننا مرتين
يا أولياء الحكم والحكمة
سأل معاوية أحد
القادمين من الكوفة، هل هربت من ظلم علي؟ اجابه،لا والله،
هربت من شدة عدله.
يسألوننا في دنيا الاغتراب،لماذا
هجرتم أرضكم؟ لبنان أجمل ربوع
الارض،قد تغنت به الكتب السماوية ونشيد الاناشيد،ارض
اللبن والعسل،موطن الحرف، مهد
قدموس…
نحبس الدمعة،نغص بالجواب،
نفتش عليه،لم نجده،لأنه يعز علينا أن نجيب من شدة الظلم، لأن العدالة لم تولد فيه بعد.
يصعب علينا القول،وطني قد زيفوه، طيفوه،شردوه، واليوم
يطاردون اغترابه لتقليده الجميل
بكمشة ممثلين.نواب.
يؤلمنا الجواب او القول،لقد سقط الوطن وصار اقطارا يعيشون فيه اضدادا على ماءدة
المصالح المتناقضة، حيث الانحسار في ظلمة الحاضر يعطل رؤية المستقبل،فالوطن
محقون ضد الحياة والانبعاث،
بغية مشاريع واهداف تضرب
المقيمين والمهاجرين،
تؤلمنا وسائل الإعلام يوميا،إنهم
سكروا صناديق الاقتراع في وجهنا، واسقطوا حقنا الطبيعي
والشرعي بالتصويت في مسقط
راسنا، نزعوا عنه قيمته التاريخية والوطنية كي لا يبق
متجزرا، مناضلا،فاعلا، متفاعلا مع بئتنا الأم.
هللوا لزرعنا مجددا في كنتونات
اجنبية لنصبح ورقة يتيمة كاوراق تشرين.
يريدونا سلعة للاستكبار شخصيات
ستدعي صفة التمثيل والنطق
الرسمي باسمنا، والتحجج بحفظ
كرامتنا والدفاع عن حقوقنا،
بالله أي حقوق؟ ونحن براء من
عباءة تمثيلهم لنا.
إنها هرطقة وطنية في موسوعة
السياسة اللبنانية، واكبر مسرحية
سياسية صادمة للعهد والانتشار،
كخيبة نوح بعودة غرابه.
المغتربون يا اولياء الحكم والحكمة، ليسوا بحاجة لأي مسؤؤل سياسي لبناني او غير
اللبنانيون ،هم جديرون بايصال صوتهم مباشرة، والمطالبة بحقوقهم. تاريخهم لم يتغير!
كمغتربين نطالب بوطن حر سيد
مستقل ديمقراطي، غير
مرتهن لأي دولة أو صندوق مالي
دولي،حتى لا يصبح تحت رحمتهما،
المغتربون متمسكون بلبنان لأنه
بخطر،بعد أن اشرك فيه الفاسدون والمغامرون لعنة الطائفية والاقليمية والعشيرة،
وآمنوا بكل شيء إلا بلبنان.
نناشدكم كمغتربين، وكلمة الحق
أصدق من حد السيف،إن رأس الحكمة وحدة الوطن،ونحن نريد
اللحمة اللبنانية،بالمصير والمسار ،على قاعدة الولاء للوطن وليس على قاعدة الاستيلاء عليه،باسم الطائفية،
والعقيدة ومرادفاتها الجوفاء.
أجدادنا وآباؤنا استحقوا هذا
الوطن بالعيش الاخوي، فهل يجوز أن نقف واولادنا على اطلاله ندبا لماضيه وفقدانه،
اعطونا السلام والوئام في وطننا.
وخذوا أنتم النواب والممثلين،
إنهم عبء علينا وعليكم وعلى
الوطن.
د . انطوان عبود حرب

صورة editor3

editor3