وباء كورونا أنعش عمليات الدفع الإلكتروني واستخدام البطاقات البنكية في عمليات التسوق مباشرة، وذلك مع رغبة أعداد متزايدة من الناس تجنب استخدام النقود التقليدية التي يسود الاعتقاد بأنها أحد وسائل انتقال العدوى وانتشار الفيروس، فيما تلجأ العديد من الأسواق والمحلات التجارية إلى عدم قبول النقود وإلزام زبائنها بالدفع الإلكتروني أو من خلال البطاقة البنكية لضمان تقليل الملامسة عبر تداول الأوراق النقدية أو العملات المعدنية.
وأظهر استطلاع جديد أجري مؤخراً في بريطانيا، أن ثلاثة من كل أربعة أشخاص يعتقدون أن فيروس كورونا سوف يستمر في التأثير على استخدامهم للنقد حتى عام 2021، ما يعني أن الغالبية الساحقة من الناس سوف تستمر في تجنب استخدام النقود التقليدية، ولو خلال الشهور القادمة على الأقل.
وقال حوالي 75% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع الذي أجرته شركة "يوغوف" في أواخر تشرين الثاني الماضي إنهم يعتقدون أن فيروس كورونا سيؤثر على استخدامهم للنقد خلال الأشهر الستة المقبلة
.ويعتقد ما يقرب من نصف الأشخاص (48%) أنهم سيستخدمون البطاقات أكثر، و37% سيعتمدون أكثر على المدفوعات غير التلامسية والهاتف النقال، ويعتقد 36% أنهم سيتسوقون أكثر عبر الإنترنت.
وبشكل عام، قال 72% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع إنهم يستخدمون نقوداً أقل منذ تفشي وباء "كورونا" العالمي في بداية العام 2020.
وقال واحد من كل 12 شخصاً (8%) إن استخدام مدفوعات البطاقات في المتاجر بدلاً من النقد يجعل من الصعب عليهم إدارة أمورهم المالية بشكل جيد.
لكن في المقابل أثبتت النقود التقليدية أيضاً أنها مفيدة في بعض الأحيان أثناء عمليات الإغلاق التي شهدها العالم، حيث قال 8% من الأشخاص إنهم استخدموا النقود لدفع أموال لأحد الأصدقاء أو أفراد العائلة مقابل قيامهم بالتسوق أو المساعدة في شيء آخر، وهو ما لا يمكن القيام به بواسطة البطاقة البنكية أو من خلال الدفع الإلكتروني.
وقال واحد من كل ستة أشخاص (15%) أيضاً إنهم يحتفظون بأموال إضافية في المنزل في حالة الطوارئ.
ووجد البحث أيضاً أن مشكلة عدم تشجيع بعض المتاجر للمدفوعات النقدية أثناء الوباء كانت تسبب مشاكل للعملاء.
وقال أكثر من ربع المستهلكين (27%) إنهم مروا بمواقف أرادوا فيها الدفع مقابل شيء ما نقداً ولكنهم اضطروا إلى استخدام البطاقة لأن المكان لم يكن يقبل بذلك وكان يُلزم زبائنه بالدفع بواسطة البطاقات.
وحوالي واحد من كل سبعة (13%) أرادوا استخدام العملات المعدنية أو الأوراق النقدية، ولكن نظراً لأن المكان الذي كانوا فيه لم يعد يقبل النقود، فإنهم لم يقوموا بالشراء.
وقال جون هويلز، الرئيس التنفيذي لشركة "لينك" المتخصصة بإنتاج التكنولوجيات ذات العلاقة بالبنوك والشبكات المصرفية وأجهزة الصراف الآلي وبطاقات الدفع "إن فيروس كورونا يغير علاقتنا بالنقد".
وأضاف هويلز: "على أساس سنوي، شهدنا انخفاضاً في عدد عمليات السحب النقدي من أجهزة الصراف الآلي بنسبة 40% تقريباً. ربما توقعنا أن يحدث هذا على مدى خمس سنوات، لكنه حدث في تسعة أشهر".
وتابع: "ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أنه حتى أثناء الجائحة وعمليات الإغلاق المتعددة، يتم سحب أكثر من 1.6 مليار جنيه إسترليني كل أسبوع من أجهزة الصراف الآلي في بريطانيا".
وأضاف: "يسعدنا أن الحكومة البريطانية ستطرح تشريعات في أوائل عام 2021 لحماية الوصول إلى النقد، لكننا نحتاج إلى ذلك بشكل عاجل".
وقال ما يقرب من ربع المستهلكين (24%) الذين شملهم الاستطلاع اكدوا انهم يتخذون احتياطات نظافة إضافية عند استخدام النقود، وذلك بهدف الوقاية من انتشار كورونا.
وكانت دراسة حديثة صادرة عن بنك إنجلترا المركزي أشارت إلى أن خطر الإصابة بفيروس كورونا من الأوراق النقدية منخفض.
المصدر: العربية