الحب مبدأ أو غريزة !!
الحب يعمينا عن تفاهات الأمور ويضيء أمامنا طريق العبور إلى القمة ، القمة في كل الموجودات فنمشي إليها بشغف ونستمتع مع كل وطأة قدم نشعر برهبة المكان وننتشي .
مع الحب ، تتحول الأمكنة إلى اللاملموس ، هو إحساس تستشعره الروح ولا شيء غير الروح ، إقامته الأبدية في الخيال ، وبين الخيال والواقع شعرة دقيقة جدا متينة جدا لا يقدر على قصفها سوى الغريزة .
جاء الحب مبدأ وجاء غريزة في الوقت ذاته ، فحب الأم لأطفالها غريزة بعيداً عن المنطق .
حين يقفز الحب من عالم الخيال إلى عالم الواقع ينتهي غريزة .
الحب لا يقاس بزمان ولا يُحصر بمكان ، هو هذا السلم إلى الأعلى حيث ما لا نهاية ، هو المطلق ، يشبه الله أو ربما هو الله .
حين نحب نشعر بالاستقرار ونتعالى على الملذات الدنيوية ،ننطلق بقوة نحو أهدافنا ، نرى الأمور صغيرة أمام وجودنا ، نرتب حياتنا في الدنيا بشكلٍ ساحرٍ وجميل ، نزرع كل ما هو جميل أينما حللنا ونمشي لا مبالين .
لا خوف مع الحب ولا حب مع الخوف ، الخوف ضعف والحب قوة لكن …
لا بد من إسقاط الحب على قيمة في الوجود من أجل التجلي ، رغبةً في رؤية عظمة الخالق ، وهنا تفرض الغريزة وجودها ولا بد لنا من الاستجابة هرباً من الملل .
الغريزة تتغذى على الحب وهي كائن موجود لا بد من الاعتراف به فيتحول الأمر إلى ما يشبه حالة الجوع .
الغريزة الجائعة والحب اللذيذ ، إما أن تكون هذه الغريزة راقية مثقفة روضها الفكر حتى أصبحت تعرف كيفية التعامل مع الحب وإما أن يصبح الحب إذا ما استطاعت الغريزة العثور علية فريسة سهلة ووليمة دسمة فينتهي الحب بمجرد أن تشعر الغريزة بالتخمة ، ويصبح صاحب هذه الغريزة وحشاً بشرياً ، يبحث عن أطفال الحب في كل مكان ليلتهمهم دون رحمة ، وهذا ينطبق على الجنسين المرأة والرجل ، حتى الأم تتحول إلى وحش مفترس إذا ما شعرت بالإكتفاء ، تمارس سلطتها على أولادها من أجل أن تثبت وجودها من خلالهم فتمنع عليهم ممارسة هذا الشعور مع غيرها .
وحش الغريزة وأطفال الحب مسيرة لا تنتهي .
الأطفال لا يجيدون التعامل مع الوحوش يخافونها ، لهذا كان اللجوء إلى إفتراضية الأمور هي الأقرب إلى الاعتدال والإعجاب سيد الموقف هنا ..
من ليس ضليعاً في التعامل مع الحب برقة وحنان يلتجىء إلى الإعجاب ويختاره على الحب .
الحب مبدأ والإعجاب حالة ، الإنسان الرجل كائن بحد ذاته والرجولة حالة ، وكذلك المرأة ،مواصفات المرأة قائمة ثابتة وأنوثتها حالة ، لا يجرؤ على التلاعب فيها إلا من به مرض عقلي . المرأة انفطرت على العاطفة ، وإظهار أنوثتها رهن إشارة الرجل ، الرجل وليس أي رجل .
أنوثة المرأة كنز ثمين والرجل الذي يستخرجه يصبح إلهاً لها بعد خالقها ، أكان يعيش بقربها أو كان بعيداً عنها ، أكان في الدنيا أو في الآخرة ، ستحافظ على هذه الثروة التي استخرجها الرجل منها لها ، وتبقى مؤتمنة عليها مدى الحياة شرط أن تبقى صورة رجلها ثابتة ، وإن تزوجت بآخر قلبها سيبقى مع من استطاع أن يغوص في مكنوناتها ويلمس روحها دون أن تشعر بالخوف منه ، فتعطيه كل ما تملك دون سؤال منه .
الروائية والشاعرة: جيهانا سبيتي