تم عرض فيلم الرسوم المتحركة الجديد Dilili à Paris (ديليلي في باريس) للمخرج ميشال أوسلو للمرة الأولى في سينما "سيتي" في أسواق بيروت مساء التاسع من كانون الأول، بدعوة من رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة كلودين عون روكز، وسفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه، وذلك بمناسبة اختتام الحملة العالمية "16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة.
حضر العرض ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري وعقيلته، وزير العدل سليم جريصاتي وعقيلته، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية عناية عزالدين، وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني وعقيلته، النائب ديما جمالي، النائب رولا الطبش، النائب ألان عون وعقيلته، النائب إدي أبي اللمع، النائب علي بزي، النائب إدي معلوف وعقيلته، ، النائب شوقي الدكاش وعقيلته، النائب فريد البستاني وعقيلته، النائب أنطوان بانو، النائب نقولا الصحناوي، سفراء، ممثلون عن قيادة الجيش والقوى الأمنية، مديرون عامون، أعضاء الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، ممثلون للمنظمات الدولية وشخصيات سياسية وقضائية واجتماعية وإعلامية وثقافية ومديرو مدارس وأساتذة ومعلمات وطلاب من مدراس مختلفة، وممثلون لهيئات المجتمع المدني وجمعيات وعدد من المدعوين.
استهل الحفل بكلمة السيدة كلودين عون روكز، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، قالت فيها:" عشية انتهاء ال 16 يوما المكرسة عالميا لمناهضة العنف ضد المرأة، يسرني أن أدعوكم اليوم إلى استعادة زمن الطفولة، إلى مشاهدة فيلم ينقلنا إلى عالم، نعرف فيه مباشرة من هو البطل ومن هو الشرير، وينتصر فيه في النهاية الخير على الشر".
وتابعت:"أدعوكم إلى استعادة زمن الأحلام، زمن الحماس لمناصرة القضايا الإنسانية. يدفعنا المخرج الصديق Michel Ocelot في Paris à Dilili وهو فيلم رسوم متحركة، إلى استعادة الأمل، بأن النوايا الحسنة والإرادات الصلبة، لا بد لها في النهاية من أن تنجح، ومن أن تضع حدا للتسلط على قدرة النساء على التحرك، والوقوف بعزة وكرامة وفخر وفرح في الحياة."
وختمت:"أدعوكم سيداتي سادتي إلى مشاهدة عملٍ فني رائع بجمالية رسومه وألوان وموسيقاه، التي تحمل توقيعا لبنانيا، للمؤلف الموسيقي غبريال يارد، ولنختم سويا هذه السنة، الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد النساء، بالأمل والفرح."
السفير الفرنسي
ثم ألقى السفير الفرنسي في لبنان السيد برونو فوشيه كلمة قال فيها:"أصبحت ديليلي، بطلت ميشال أوسلو، سفيرة اليونيسيف التي اتخذت هذا القرار لأن وضع الفتيات في العالم أصبح مقلقا جدا. ويجب أن نبذل قصارى جهودنا لتتغير العقليات. إن الفتيات والنساء يشكلن نصف البشرية. ولا بد لنا من التصدي للزواج المبكر والدفاع عن حق الفتيات بالتعلم."
وتابع:"فلنعمل مع اليونيسيف ومع الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية ومع النوايا الحسنة لمنح الفتيات القدرة على صنع المستقبل".
وختم محييا موهبة ميشال أوسلو التي لا حدود لها وشكره لأعماله الرائعة ولتواضعه وطيبة قلبه".
ميشال اوسلو
أما ميشال أوسلو فتوجه إلى الحاضرين قائلا:"لقد أتيت إلى لبنان لأقدم أفلامي واحدا تلو الآخر. لبنان بلد مبهر أشعر فيه بالدفء وألتقي فيه بأشخاص يشبهونني وتوجد بيننا نقاط مشتركة عديدة."
أضاف: "أنا متأثر قبيل هذا العرض الأولي المميز لـ"ديليلي" في لبنان، أود أن أشكر كل الذين ساهموا في تحقيقه، وكل الذين أتوا اليوم ليشاهدوا التغييرات الصغيرة التي أضفتها إلى هذه الحضارة، أما كلمتي الفعلية فهي تتجسد في العرض الأول بعد لحظات".
وكان المخرج والرسام والكاتب الفرنسي ميشال أوسلو المعروف بسلسلة الرسوم المتحركة "كيريكو" (Kirikou) و"أزور وأسمر" (Azur et Asmar)، قد حضر إلى لبنان بمناسبة العرض الأول لفيلمه Dilili à Paris، بدعوة من السيدة كلودين عون روكز، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة والسيد برونو فوشيه، سفير فرنسا في لبنان، وذلك بمناسبة اختتام الحملة العالمية 16 يوما لمناهضة العنف ضد المراة.
والفيلم رسوم متحركة فرنسي - بلجيكي - ألماني لميشال أوسلو. يروي مغامرات ديليلي، فتاة صغيرة فرنسية من أصول إفريقية في باريس في العصر الجميل، حيث تجري تحقيقا بجانب أوريل، شاب يعمل في خدمة التوصيل على الدراجة، للبحث عن الفتيات اللواتي اختفين فجأة، بعد أن اختطفتهن عصابة أشرار تعرف بالـ"مال ميتر". سيجتاز البطلان أماكن رائعة: "مونمارتر"، محطة قطار "أورسيه"، برج "إيفل" وسيلتقيان بشخصيات مميزة، ومنها: سارا برنار، ماري كوري، بيكاسو، وغيرهم، سيساعدونهما على حل اللغز.
في هذا الفيلم، يتطرق أوسلو إلى مختلف أنواع التعصب، بما في ذلك سوء معاملة النساء. يسلط المخرج الضوء على ارتكابات العصابة بحق الفتيات اللواتي خطفهن طاغية شرير لجعلهن عبيدا. "هذا ما علينا فعله: حان الوقت لنهز مشاعر الناس. أريد أن أصدم الناس قليلا،" أكد أوسلو. كما أنه يشدد على المساواة بين الرجل والمرأة فهي بنظره لا غنى عنها. فهذا يتجسد في فتاة صغيرة سمراء صغيرة وشاب توصيل ذات بشرة فاتحة يوحدان قواهما لإجراء التحقيق. وفي مقابلة مع صحيفة Le Parisien الفرنسية، يشير أوسلو إلى أن "السلام لا ينبثق إلا من اتحاد الرجال والنساء، وأنا من الرجال الذين فهموا أنه من الرائع أن تكون النساء حولنا قويات."
وتشارك السيدة عون روكز والسيد أوسلو، في حلقة حوار اليوم الاثنين 10 كانون الأول في المعهد الفرنسي لمناقشة كيفية إدماج Dilili à Paris في المدارس لكي يصبح الفيلم أداة عمل وتواصل حول العنف ضد المرأة والوقاية من العنف ضد الفتيات. وسيشارك عشرة خبراء، بما في ذلك ممثلة عن الجمعية الفرنسية " L'Escale "، ومجموعة تلامذة تختارهم وزارة التربية الوطنية في حلقة الحوار وسيتطرقون خلالها إلى الوسائل التي يجب اتباعها لتصل الرسالة إلى التلامذة من كافة المستويات الاجتماعية والثقافية.
يذكر أن فيلم Dilili à Paris سيعرض بدءا من العاشر من كانون الثاني في الصالات اللبنانية.