التبويبات الأساسية

لم يكن العدوان الواسع والمجرم في العام 2014 على قطاع غزة وأهلها سوى مواصلة للعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني منذ العام 1948 وما قبله، وطبيعة العدوان الصهيوني الغادر والمصرّ على المزيد من التوسّع الدائم يشير الى المزيد من الاعتداءات فيما طبيعة الشعب المناضل والأبيّ في قطاع غزة وجميع المدن والبلدات والقرى الفلسطينية ستبقى واعدة ليس فقط بالمقاومة والصمود، بل بتحرير كامل التراب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
لم يكن عدوان عام 2014 هو الأول فقد سبقته مجازر وعمليات قتل وهدم واسعة ومستمرة وتمّ اغتيال أبرز القادة الفلسطينيين ولم تتحرّك دول العالم المسمى بالحرّ بل من تحرّك وتظاهر واستنكر هم من أبناء الشعوب الحرّة من عمال ونقابيين ومثقفين وأحرار نساءً ورجالاً وأطفالاً.
وسنتذكّر اليوم هذا العدوان المجرم لا لتسجيل المواقف بل لإعلان الإصرار على المقاومة ودعمها والتأكيد على إرادة القتال والصمود حتى النصر. وليس ذلك بمستحيل على الشعوب والدول الصديقة. فمن يستطيع أن يؤمّن السلاح العادي والمتطور والصواريخ على الرغم من الحصار الجوي والبري والبحري يستطيع أن يؤمّن كل أسباب الحياة.

أيها الأصدقاء والأخوة،
لم تنسحب إسرائيل من قطاع غزة سوى بسبب الخسائر التي منيت بها تحت ضربات المقاومة المتلاحقة كما جرى في لبنان عام 2000 حيث كان الانسحاب مذلّ وقهري وإجباري لوقف الخسائر.
سوى أنّ غزّة المحاصرة اليوم من كلّ الجهات والممنوع على أهلها زراعة أرضهم واستثمار بحرهم وتسيير قوارب الصيد وعمليات الاغتيال والقتل المعتمد للنساء والأطفال ومن اعتقالات جماعية ليس إلاّ محاولة تعويض فاشلة لذلك الانسحاب المذلّ والمهين.
أيها الأخوة والأصدقاء،
إنّ علينا ديناً دائماً على الشعب الفلسطيني وخصوصاً على شعب غزة الصامد وهذا الدين يتمثّل بدعم عمال العالم العربي خاصةً وعمال العالم ومنظماته الدولية والإنسانية والحقوقية ومدّه بجميع أشكال الصمود من السلاح الى المواد الغذائية ومن التظاهر إلى إقامة مهرجانات التضامن.
وإنّ على الشقيقة الكبرى جمهورية مصر العربية مسؤولية أساسية في فتح المعابر على مدى كل أيام السنة ليتمكن هذا الشعب الأبيّ من التنفس من الرئة المصرية الوحيدة المفتوحة على القطاع.
إنّ قطاع غزة هو الأكثر كثافة سكانية في العالم حيث تبلغ نسبة السكان عشرة آلاف شخص في الكيلومتر الواحد وهذا الوضع الديموغرافي ما جعل من العدو يترك هذا القطاع عسكرياً ويحاصره أمنياً وسياسياً وغذائياً ومنع كل أسباب الحياة عنه.
وفي حين تتعثّر عملية قرار ضمّ حوالي 30% من أراضي الضفة وغور الأردن بعد ضمّ القدس الشرقية لخلافات بين المحتل الصهيوني وحليفه الأميركي ولكن لم تلغَ خطة الضمّ فإنّ ما يبشّر بالخير وينبؤ بالاستعداد لمواجهة شاملة هو ما يجري في محادثات وتفاهمات ربين الفصائل الفلسطينية من فتح وحماس وسواها وهي أخبار واعدة وإيجابية لوضع الخلافات جانباً والانصراف لمواجهة مخططات العدو.

إننا في لبنان قاتلنا معاً وتدربنا معاً وطوّرنا معاً أساليب مجابهة العدو حتى إلحاق الهزائم فيه ونحن كما تعلمون لا تزال أيدينا على الزناد ولا نزال نصرّ على تحرير كامل الأرض اللبنانية. لكننا في المقابل نقول: لست حراً طالما هناك إنسان واحد مستعبد في الأرض. وبهذا المعنى لا تحرير كامل لأرضنا طالما أنّ فلسطين محتلة وكذلك الجولان وبعض الدول العربية مقيّدة بشروط واتفاقات.

أيها الأعزاء،
إنّ لكلّ منّا ظروفه كنقابات واتحادات عمالية، بل كشعوب ونحن في هذا المجال نعمل على ما تمليه علينا ضمائرنا وواجباتنا الوطنية والقومية والإنسانية. وأنتم أيها الأخوة والأصدقاء ممثلي العمال العرب والعالم لكم ظروفكم وأنتم وحدكم تقدّرون أشكال وأساليب وأنوع الدعم المتاح والممكن، وهو نقاش مفتوح ليس اليوم فقط بل طالما طال العدوان والاحتلال.

رئيس الاتحاد بالإنابة

حسن فقيه

صورة editor14

editor14