التبويبات الأساسية

1(المقعد الارمني _تابع)

أنها لعبة "الروليت" في كازينو الإنتخابات النيابية، أو قل ما درج على تسميته ورقة حظ .أنها اللوتو اللبنانية في أبهى معانيها. إنه المقعد المنسوب إلى طائفة الأرمن الأرثوذكس، في دائرة قضاء زحلة .

فليس من شروط الربح بالمقعد، إلا أن تتوفر فيك دفتر شروط النيابة في لبنان ،وهي أن تكون على لائحة تتمكن من الحصول على "الحاصل الإنتخابي".

من المفارقة الإنتخابية في لبنان، أن ينصبّ الإهتمام على المقاعد النيابية في دائرة ما، يغلب عليها الشرط الديمغرافي الكبير. فتصبح طائفة المرشح هي المكيال العددي، أما المرشح عن الطائفة الأقل عددا، فهو استلحاق عددي لا غير، فكيف يتساوى مرشح فاز ب 77 صوتا، ولم تفز مرشحة فازت ب 3851 صوتا( النائب ادي دمرجيان والمرشحة ماري بيلاكجيان).

وهل يمكن من حيث المبدأ التمثيلي الذي هو ركيزة الإنتخابات الديمقراطية ،أن يحصل مرشح للنيابة على (42.13%) من الأصوات (نبيه بري)، وأن يحصل مرشح آخر على (0.5 %) ،ويسمّى نائب في المجلس النيابي مصطفى الحسيني)

إنه المنظم الذي يرتب النيابة ،وفق إرادة محددة ، وبعيدة عن كل معطى علمي، أو ديمرقراطي. فما قيمة الأصوات التي هي معيار الإختيار بين مرشح وآخر، إذا كانت هذه الأصوات غير متممة لنجاح المرشح؟

من هنا يمكن القول، أن الطاقة الكبرى في القانون الإنتخابي،

إنه لا توجد المعايير لنجاح مرشح ،(وهي معايير تفوق الإقتراع لهذا المرشح)، بل هناك أكثر من معيار: من جهة المرشح الأقوى، ومن جهة أخرى، المرشح التي تكون اللائحة التي ينتمي اليها قد استوفت الحاصل أو نصف الحاصل. إنه "الجنون الديمقراطي".

ماذا يحتاج إذا (جورج بوشكيان) أو (بوغوص كورديان) أو (ادي دمرجيان) للفوز بالمقعد النيابي، أكثر من الترشّح على لائحة تحظى بحاصل ،والبقية تأتي...

لم تكن تسمية (جورج بوشكيان) وزيرا للصناعة ،من قبل حزب الطاشناق، إلا تبني هذا الحزب لبوشكيان، ليخوض الإنتخابات النيابية ،

إذ يحظى وزير الصناعة بدعم حزبه الأرمني ،إضافة إلى مئات من الأصوات ،من غير الأرمن، بفعل موقعه وعلاقاته التجارية والخدماتية ،فهو قادر على تأمين أكثر من 1800 صوتا، خصوصا في بلدة عنجر، ومن المغتربين الأرمن ،مما يجعله متفوقا على سائر المرشحين من طائفته.

ينافس (بوشكيان) النقابي (بوغوص كورديان ) ،وهو مؤسس لأكثر من جمعية أرمنية تعنى بالشؤون الإجتماعية للأرمن ، كما أنه نقيب معلمي ساعات الذهب والمجوهرات في لبنان، إضافة الى نشاطه المكثّف في المجتمع المدني على الصعيد اللبناني.

لا يحظى( كورديان )برضى الأحزاب الأرمنية ،وبخاصة حزب الطاشناق، كما تجاهر فعاليات أرمنية بدورها في إبعاده عن لائحة المعارضة التي تزعمها تيار المستقبل، وضمت مرشحين يلوذون بعباءة حزب القوات اللبنانية، ففازالنائب ( شانت جنجنيان )بغالبية 48527 صوتا على منافسه جورج قصارجي

لم ينل الفائز إلا113 صوتا أرمنيا، فيما لم تشفع ال 1511 صوتا أرمنيا في جعل قصارجي ممثلا عن الأرمن في الندوة البرلمانية.

بانتظار تشكيل اللوائح ،يطرح دوما السؤال :هل تختار القوى السياسية والحزبية حصتها، بالتوافق مع الخصوم ؟

هل تعاد تجربة 2018، ويفوز من خارج السياق الانتخابي مرشح ارمني ولو بصوت واحد؟

وأخيرا هل حقق القانون الإنتخابي النيابي الجديد اختراقا نحو الديمقراطية ،أو سلك مسارا نحو المجهول ؟

صورة editor

editor