التبويبات الأساسية

انطوان بو عبود حرب
مستشار لعدة رؤساء في الجامعة
كتاب مفتوح إلى سماحة السيد حسن نصرالله المحترم
تحياتي سماحة السيد، أنا المحايد الذي تنكره ولا تراه، وأمثالي كثر في لبنان المأساة والجريح وبيروت الثكلى، يعيشون الانفرادية والاستقلالية وآلام الناس.
نحن المحايدين قد ذقنا الكي من شراسة وظلم الاحزاب وتحجر الطوائف، قد زيفوا لبنان ملتقى حوار الحضارات والاديان، طيفوه، شردوه، طاردوه، قسموه وهو اليوم محقون بالحقد ضد الحياة، وأصبح بالمزاد العلني
بين الشرق والغرب ونحن نصفق لانفسنا، صلاتي أن لا يأتي حتفه في ظلمة غيبوبتنا كمسؤولين نتيجة لسلاسل المصالح والانانية والتبعية والطائفية التي تحيط بعنق الوطن.
أنحني بخشوع يا سماحة السيد أمام ذكرى شهداء المقاومة الذين حرروا لبنان من العدو الاسرائيلي وأقدم العزاء لذوي شهداء الحزب الابرياء الذين
سقطوا في اليمن وغيرها....وليس هناك عدو إسرائيلي بل مصالح طوائف وشعوب قد نسيت أنهم إخوة، وكأن لغة الحوار العقلاني وحقن الدماء عندهم كفر وخطيئة.
الشعب اللبناني يا سماحة السيد صفق لكم في معركة تحرير لبنان وأعطاكم باستحقاق لقب القائد العربي بامتياز؛ لكن ألا ترى اليوم أن لبنان وكل
الشعوب العربية متألمة ومقهورة، لانك أصبحت بطل إيراني ضد العرب، مع إحترامي لدولة إيران التي تحب فرض هيمنتها على العراق وسوريا ولبنان .
لم نصدق فعلاً يا سماحة السيد، أنك أصبحت بالجَوهر تقود الحروب الطائفية وتغذيها بدم أطيب وأفضل نخبة من إخوتنا شباب الطائفة الشيعية، لذا نأسف ونبكي لانهم يسفكون دمائهم اللبنانية الطاهرة على قارعة الطائفية .
سماحتك تدرك بدون شك، كم أفرزت الطائفية من ويلات ومآسي ليس آخرها الجوع والخراب والدمار واليأس. كم عان لبنان ونعاني من الضاربين بسيف الطائفية والطوائف المتذابحة دائماً بالكلام والسلاح وبأيديهم منجل عزرائيل .
إسمح لي أن أقول؛ بناء الوطن والمواطن أهم من بناء الطائفية وتداعياتها، قال الامام موسى الصدر، أحب الطوائف واكره الطائفية .إن العدل والمساواة بين اللبنانيين والحقوق المشروعة للشعب اللبناني في إقامة دولة المستقبل الرغيد وليس دولة الطوائف حاجة ملحّة لقيام لبنان المنشود وتحرير لبنان من الداخل من كل إسقاطات الجاهلية والطائفية مع الالتزام شرط أساسي يتوافق مع مطلب تحرير الجنوب وليس قهراللبنانيين على حساب إرضاء دول وطوائف أخرى .
إن نهاية ما يجري من قول وفعل ليس كبدء الدعوة لنصرة ودعم المقاومة لذلك لا بد أن نبدأ من نقطة الانطلاق لنتمكن من الاجابة عن السؤال المصيري!
لبنان إلى اين؟

صورة editor3

editor3