ذكرت دراسات جديدة أن قلّة النوم تؤثر على الدورة الدموية وجوانب من الذاكرة، وحتى العلاقات الاجتماعية.
نُشِرت الدراسة في "المجلة الدولية للبدانة" ورصدت رابطاً بين قلة النوم أو اضطرابه ومشكلة فقدان الوزن. وكشفت النتائج أن أصحاب الوزن الزائد لا يخسرون الوزن بقدر الآخرين إذا كانوا لا ينامون جيداً. وجرى البحث في وحدة التغذية البشرية في جامعة "روفيرا إي فيرجيلي" في "تاراغونا"، إسبانيا، بالتعاون مع معاهد أخرى. وحلل سالاس سالفادو وزملاؤه بيانات طبية تعود إلى 1986 شخصاً، يبلغ متوسط أعمارهم 65 عاماً، خلال سنة. كان جميع المشاركين بدينين أو من أصحاب الوزن الزائد في بداية الدراسة، وأصيبوا أيضاً بمتلازمة الأيض، ما يعني ظهور مجموعة من عوامل الخطر الصحية التي تشمل ارتفاع ضغط الدم، وزيادة مستويات الأنسولين، وتراجع تحمّل الغلوكوز، وتسجيل مستويات غير طبيعية من الدهون في الدم.
طوال سنة كاملة، شارك هؤلاء المتطوعون في برنامج مكثف لفقدان الوزن ترافق مع تبني حمية متوسطية قليلة السعرات، وزيادة مستوى النشاطات الجسدية، والمشاركة في جلسات الدعم السلوكي لتحسين العادات وأسلوب الحياة. سجّل الباحثون التغيرات في وزن الجسم ودهونه على مر السنة، كما راقبوا أنماط النوم لدى المشاركين. في نهاية فترة الدراسة، اكتشف سالاس سالفادو وفريقه أنّ من لم يَنَمْ طوال المدة نفسها ليلياً في بداية البحث (تُسمّى هذه الظاهرة "تقلبات النوم المكثفة") لم يخسر الوزن بعد سنة بقدر من كان ينام وفق نمط منتظم. كذلك، لم يتراجع مؤشر كتلة الجسم في المجموعة الأولى بقدر الثانية.
على صعيد آخر، لم يتراجع محيط خصر من كان ينام لأقل من ست ساعات ليلياً بقدر من ناموا بين 7 و9 ساعات.
في النهاية، استنتج الباحثون: "تشدد نتائج دراستنا على أهمية خصائص النوم لتحسين الوزن وطريقة تجاوب السمنة مع برامج تغيير أسلوب الحياة لدى كبار السن المصابين بمتلازمة الأيض". لهذا السبب، يشجّع العلماء برامج فقدان الوزن مستقبلاً على مراقبة أنماط نوم المشاركين وتحسين إيقاعها كجزءٍ من التدخل الفاعل.