تعتبر قلعة عنجرالتاريخية إحدى أهم المعالم الأثرية في لبنان فهي تُشكل واحدة من أكبر المدن الأموية المتكاملة في الشرق, فبالإضافة إلى القصر والمسجد هناك السوق الشعبي الكبير والحمامات البخارية المتميزة والباحة الخارجية التي تُشكل بحد ذاتها واحدة من روائع التصميم الحضاري للقلعة والتناسق المذهل في داخلها.
قلعة عنجر هذا البنيان الشاهق الذي صمد رغم الحروب والإهمال يُعد الموقع اللبناني الوحيد الذي يعود تاريخ إنشائه إلى الحقبة الزاهرة في تاريخ الحضارة العربية , فما أن تدخل إليها وتتجول في أرجائها حتى تشتم في جدرانها عبق التاريخ, وترى في زواياها بصمات عابرة تدور في أروقتها مزهوتاً بالمجد والفنون والروائع.
بُنيت القلعة في القرن الثامن للميلاد على يد الوليد بن عبد الملك وحياتها لم تدم طويلاً بعد وفاته فقد أقدم الخليفة مروان الثاني على تدمير جزء كبير منها أثر إنتصاره في حرب دارت رحاها بجانب القلعة, وفي أواخر الألفية الثانية بدأت الدولة اللبنانية أعمال البحث والتنقيب عن القلعة وأشرفت على ترميمها حتى أعلنتها منظمة اليونسكو منذ ثلاثة عقود موقعاً من مواقع التراث العالمي.
تقع المدينة الأثرية في محافظة البقاع شرقي بيروت على مقربة من الحدود مع سوريا, يتميز الموقع بإطلالته الخلابة على السهل والجبل, كذلك فإن المدينة تقع على مقربه من حصن قديم يدعى (جرا) لم تتمكن الدرسات الاثريه حتى الأن من تحديد موقعه القديم, إلا ان الاسم بقي حيا حتى يومنا هذا من خلال العين التي روت القلعة والتي اعطت المدينه اسمها الحالي عين جرا او عنجر, وعلى الرغم من موقعها المميّز هذا، تختلف هذه القلعة اختلافاً أساسياً عمّا سواها من المواقع والمدن الأثرية الأخرى في لبنان، من خلال تصميمها الهندسي الرائع والفريد وموقعها الجغرافي على مقربة من أهم منابع نهر الليطاني أحد أكبر الأنهار في لبنان وعلى مقربة من الطريق القديمه التي كانت تصل سهل البقاع بغوطه دمشق وتصل مناطق سوريا الشمالية بشمال فلسطين.
www.alankabout.com/lebanon_news