نظم قطاع المرأة في "تيار العزم"، على مدى ثلاثة أيام، لقاءات حوارية عن ثلاثة أفلام مصرية يعود بعضها الى حقبة البدايات، شارك فيها رواد السينما المصرية، وتعرض لقضايا المرأة والمجتمع، وذلك في مركز العزم الثقافي بيت الفن بطرابلس، بمشاركة حشد من فاعليات المجتمع المدني وفنانين ومخرجين.
وأدارت الجلسات رندة صادق بركات التي اعتبرت أن "القضايا التي تطرحها هذه الأفلام الثلاثة، لا تزال مثار جدل في المجتمعات العربية رغم مرور السنوات، ورغم النضالات التي خاضتها المرأة على أكثر من صعيد"، داعية إلى "العمل على إحداث التغيير الثقافي في المجتمع، بما ينعكس إيجابا على وضع المرأة".
في اليوم الاول تم عرض فيلم "مراتي مدير عام"، من بطولة شادية وصلاح ذو الفقار، الذي يطرح إشكالية المرأة العاملة في ستينات القرن الماضي بقالب كوميدي، وأعقب العرض مناقشة الفيلم مع المخرجة كارول منصور والكاتبة ضحى المل. وركزت منصور في كلامها على أن "المرأة ما زالت في واقع مترد، وجل ما حصلت عليه هو حرية شكلية، ويعود ذلك الى عدم إدراكها الكافي لمعنى الحرية".
أما المل فأثنت على اختيار الأفلام، مشيرة إلى "ارتباط الفيلم بفترة الحكم الناصري في مصر وكل المتغيرات التي كانت سائدة"، ومؤكدة أن "النظرة لم تتغير كثيرا وما زالت المرأة العربية تناضل لتأخذ المساحة التي تليق بها".
وكان للحضور آراء مختلفة وتجارب شخصية ركزت على ضرورة التغيير والخروج من عنق الزجاجة التي تضيق على وصول المرأة إلى مراكز قيادية.
وخلال اليوم الثاني عرض فيلم "اريد حلا" لفاتن حمامة ورشدي أباظة، ثم قدم منسق قطاع محامي العزم ممتاز معرباني عرضا لأهم الإشكاليات القانونية التي وردت في الفيلم، موضحا أن "معظم التشريعات المتبعة في المحاكم الشرعية تستند الى قانون 1917"، ومناشدا تعديله بما يخدم مصلحة الأسرة والمجتمع.
أما الدكتور غسان وهبة فأوضح أن "التجديد بما ينسجم مع واقع المرأة اليوم بات حاجة ضرورية"، مشددا على أن "ما جاء به الشرع هو عادل، اما طرق التطبيق وآلياته فهي بحاجة إلى إعادة النظر".
وفي اليوم الأخير عرض فيلم "بنتين من مصر" من بطولة زينة وصبا مبارك، يعرض لمشكلة تأخر سن الزواج لدى الفتيات.
وفي نقاش الفيلم تناول الدكتور أحمد العلمي الناحية النفسية للمرأة التي تأخر سن زواجها، مؤكدا أن "إيجاد معنى جديد لحياتها هو الحل من خلال الدين أو الثقافة".
اما عبد الرزاق قرحاني فرأى أن "الفيلم كان يفتح آفاقا لقضايا ساخنة ومحبطة"، مشددا على "أن الأمل موجود وان تغيير نظرة المجتمع الى المرأة التي تأخرت في سن الزواج والى كل سلبيات المجتمع"، مشددا على أن "قيمة المرأة تكمن في المعنى الذي تعطيه لوجودها".
وفي الختام دارت نقاشات حول الفيلم، تناولت قضايا تأخر سن الزواج وحاجة المرأة إلى الأمومة، ودور المجتمع والثقافة في التعامل مع هذه القضايا وتخفيف حدتها.
ورأت مسؤولة قطاع المرأة في "تيار العزم" جنان مبيض أن "هذه العروض الثلاثة تم اختيارها بإتقان، وجاءت لتفتح المجال أمام المشاركين لمعالجة قضايا تمس قيم المجتمع وتقاليده، حيث باتت الحاجة الى طرح هذه الاشكاليات وسبل حلها ضرورة مجتمعية تأتي على رأس سلم الأولويات".