في تطوّر جديد على مستوى العلاقات الصينية-اللبنانية النامية بالتزامن مع الحديث عن اعتبار الصين لبنان بوابة لإعادة إعمار سوريا، عرض وفد صيني زار وزير الأشغال والنقل، يوسف فينانوس، يوم الجمعة الفائت، خططاً لإعادة تفعيل سكة الحديد التي تربط بين بيروت وطرابلس، وذلك في إطار مشروع استثماري صيني واسع النطاق في مجال خطوط النقل في المنطقة.
وفي التفاصيل أنّ الوفد الصيني الذي اجتمع بفنيانوس ورئيس مجلس الادارة المدير العام لمصلحة سكك النقل المشترك، زياد نصر، وممثلة المجلس الأعلى للخصخصة للشراكة بين القطاعين العام والخاص، ديالا الشعار، بحث في "تطوير قطاع النقل في لبنان وتفعيله"، وعرض "المشاريع التي تُعنى بتطوير القطاع بشكل عام ومنها اعادة احياء خطة سكة الحديد على الساحل بين بيروت وطرابلس، إضافة إلى مشاريع البنى التحتية المتعلقة بمرافق النقل العام".
وفي هذا السياق، قالت رئيسة الجمعية الصينية العربية للتبادل الثقافي والتجاري، إليانا إبراهيم، إنّه من شأن خط بيروت --طرابلس أن يجذب المستثمرين الصينيين، في حال كان جزءاً من مجهود واسع النطاق لربط المنطقة ببعضها البعض، مضيفةً: "نحن مستعدون لدعم لبنان بمعرفتنا التقنية...
لكننا نبدي اهتماماً أكبر بربط بيروت بطرابلس، وطرابلس بحلب، وحلب بدمشق، وهكذا دواليك". وتابعت إبراهيم: "إذا جرى الاعتماد على الأشخاص الذين يركبون القطار للذهاب إلى العمل، لن يكون هذا كافياً. فلا بد من الاعتماد على الشحن، وعلى السلع"، مبيّنةً أنّ العائدات التي سيدرّها تفعيل سكة الحديد هي ما يثير حماسة المستثمرين الصينيين، إذ قالت: "نحن مهتمون بالتطوير بنسبة 20%، لكننا مهتمون بالعائدات بنسبة 80%".
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، التقى رئيس الحكومة سعد الحريري بوفد صيني ترأسه السفير الصيني إلى لبنان، وانغ كيجيان، الذي رافقه وفد اقتصادي من شركة الطاقة الصينية "China Energy Group".
وأوضح السفير الصيني أنّ هذا اللقاء يعدّ واحداً من بين زيارات عدة قام بها ممثلو شركات صينية مهتمة بالاستثمار في لبنان، معتبراً أنّ هذه الخطوات تعبّر عن رغبة الجانب الصيني، على مستوى الحكومة والشركات، في التعاون مع الجانب اللبناني في مجال التنمية الاقتصادية من أجل مصلحة البلدين.
ونأمل التوصل إلى اتفاق قريباً".
استثمارات و5 آلاف فرصة عمل
بدوره، نشر موقع "The 961" في نيسان الفائت تقريراً عن الاستثمارات الصينية في لبنان، كاشفاً أنّها ستؤدي إلى خلق 5 آلاف فرصة عمل.
وبيّن الموقع أنّ 400 شركة صينية وقعت منذ آذار الفائت عقود إيجار لمدة 15 عاماً في مركز "كاسكادا مول" التجاري في البقاع الأوسط، في مسعى منها إلى أن يكون نسخة عن المركز التجاري الصيني في دبي Dragon Mart، الذي يُعدّ أكبر سوق صيني خارج الأراضي الصينية.
لبنان بوابة الصين لإعادة إعمار سوريا
ويضع خبراء التحركات الصينية في لبنان هذه في إطار الجهود التي تبذلها بكين للمشاركة في إعادة إعمار سوريا التي تقدّر الأمم المتحدة كلفتها بـ250 مليار دولار أميركي.
وسبق للصين أن أرسلت وفوداً إلى سوريا ولبنان، علماً أنّها تبدي اهتماماً بمرفأ طرابلس بشكل خاص، بحسب تقرير نشرته صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية.
ديلي ستار