قبل أكثر من 10 سنوات، واجه هوانغ يونغ فو الذي يبلغ اليوم 97 عامًا، مأزقاً، إذ كانت الحكومة التايوانية تهدّد بهدم قريته، حيث كان آخر مقيم فيها.
وفي محاولة من الدولة لبناء مجمّع سكني أكثر حداثة، عُرض عليه المال لتوضيب أغراضه والانتقال إلى مكان آخر، لكنّه لم يستطع تحمّل فكرة مغادرة منزله، فخطرت في باله فكرة قد تخرجه من أزمته وتنقذ القرية وأهلها، وفق ما ذكر موقع "mymodernmet".
وُلد هوانغ، المعروف اليوم باسم "الجدّ قوس القزح"، في الصين. بعد مشاركته في الحرب الصينية اليابانية والحرب العالمية الثانية، حارب من أجل الحزب القومي على حكومة ماو تسي تونغ الشيوعية. وعندما خسر القوميون، فرّ مع مليوني شخص إلى تايوان. وفي هذا المكان، أقام في قرية موقتة بُنيت على عجل للأفراد الجدد في الجيش وعائلاتهم. وما كان من المفترض أن يكون ملجأً موقتاً، أصبح في نهاية المطاف منزلاً.
لذا، فقد كان قرار الحكومة بمثابة صدمة لهوانغ الذي عبّر قائلاً: "عندما جئت إلى هنا، كان في القرية 1200 أسرة وكنّا جميعًا نجلس ونتحدث مثل أسرة واحدة كبيرة، ومع مرور الوقت انتقل البعض وتوفي البعض الآخر وأصبحت وحيداً".
ولأنّه لن يجد أي مكان يذهب إليه، التفت هوانغ إلى الفنّ لتخفيف معاناته. رسم أوّلاً طائراً صغيراً على إحدى طبقات مبنى سكنيّ. وأكمل برسم القطط والطيور. وفي عام 2010، زار طالب جامعي القرية بعد سماعه قصة هوانغ، وتعهّد بالمساعدة. التقط بعض الصور للقرية وبدأ حملة لجمع التبرعات لإنقاذها من التدمير. سرعان ما انتشر الخبر بشكل كبير ووُلدت الشخصية "الجدّ قوس القزح".
وبعد أن لفتت قصته انتباه الكثير من الناس، قرّرت الحكومة عدم هدم المباني، واعتُبر هوانغ منقذ القرية الملونة التي استحوذت على قلوب الكثيرين من أنحاء العالم، وأصبحت جذبًا كبيرًا للسيّاح الذين وصل عددهم إلى أكثر من مليون زائر سنويًا.
وقال: "وعدتني الحكومة بأنّها لن تهدم القرية. كنت سعيداً جداً وشاكراً"