لم يبالغ المنتج صادق الصباح في مداخلته الهاتفية عبر حلقة من برنامج "منا وجر" بالقول "إنّ لدى "شركة الصباح اصطبل من الأحصنة الرابحة في موسم رمضان". فالمتابع لأعمال الصباح هذا العام، سيدرك أنها حافظت على أبطال أعمالها، وأضافت الى رصيدها آخرين.
ولعلّ آداء الفنان قصي خولي في مسلسل "خمسة ونص" تأليف ايمان السعيد وإخراج فيليب أسمر، يؤكد بأنه أحد الأحصنة الأصيلة في فن التمثيل، فهو فنان متمكن الأدوات والتكنيك واللعب على المشهد، مكرسا مقولة الصباح بحضوره الجذاب كبطل للعمل.
ورغم أن تيمة العمل الأساسية لا تختلف كثيرا عما "اعتنقته" الدراما العربية المشتركة إجمالا، بالاتكاء على حدوتة حب تتفرع عنها حكايا ثانوية، ليكون المشهد الرومانسي هو المراد لجذب الانتباه، إلا أن حضور خولي الماسك بتفاصيل دوره من الداخل والخارج وبأبعاد الشخصية المركبة، بدا متعدد الوجوه. فهو ابن الرجل السياسي"الغانم" المكسور من استبعاد أبيه له في الصغر خارج البلد لصالح أخيه غير الشقيق، وهو الشاب العائد بثقة وشراسة ومع ذلك دمعته حاضرة، وهو ايضا الرومانسي فوق العادة إذا أحب.
بهذه الوجوه المختبئة خلف وجه واحد يلعب خولي على شخصية "غمار"، متفردا بكاريزما خاصة فيجذب الأنظار، ويقدم دوراً لبنته الأساسية متينة، ومزخرفة بنبرة صوت متلونة تصاعديا وتنازليا وفق المشهد، وأحيانا ضمن المشهد الواحد بحنكة فنية واضحة، ونظرة عين جارحة ماكرة مرة، وحزينة حد الثمالة مرة أخرى. فهي أشبه بنظرة زجاجية شفافة، مصحوبة بإيماءات جسدية مرنة ومتقنة مفصلة على مقاسات الشخصية، فلا يرف له جفن ساعة الحزم، بينما تتبدل كل ملامحه وقتما يشاء كعجينة يخبزها وفق متطلبات المشهد الدرامي، لتخرج طازجة تفتح شهية الفرجة والاستمتاع بتفاصيل الأداء المقنع.
مع هذا الحضور اللافت لنجم "غزلان في غابة الذئاب"، المنصهر في شخصية "غمار الغانم"، تكون شركة "الصباح اخوان" قد نجحت حقاً بضم حصان رابح جديد الى قائمة أعمالها. ولن يمر هذا الحضور دون ترك أثر لدى الجمهور وفق معطيات الأداء المدروسة التي ظهرت باكرا، فيما يقف صناع الدراما السورية داخل البلد متفرجين على نجاحات أبنائهم من خلف الشاشات دون حراك جدي، لإعادة إستقطابهم للساحة الدرامية الأم!
المصدر: شاشات