التبويبات الأساسية

اقيم في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة قداس وجناز لراحة نفس رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة وأحد مؤسسي نادي ابناء انيبال - زحلة ادمون جريصاتي بدعوة من رئيس واعضاء مجلس أمناء نادي انيبال زحلة، ورئيس وأعضاء اللجنة الادارية واعضاء نادي الانيبال.
ترأس القداس رئيس اساقفة زحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، بحضور راعي ابرشية زحلة والبقاع للموارنة المطران جوزف معوض، مطران زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الارثودكس انطونيوس الصوري.
عاون المطران درويش في القداس النائب الاسقفي العام الارشمندريت نقولا الحكيم ولفيف من الكهنة بحضور النائب سليم عون، الوزير السابق خليل الهراوي، رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل المهندس اسعد زغيب، نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة منير التيني، مدير عام الغرفة يوسف جحا، رئيس امناء نادي انيبال جورج نصر والأمناء، اعضاء بنك الدم في زحلة والبقاع، رؤساء الاندية والجمعيات الخيرية فاعليات سياسية وحزبية واجتماعية وبلدية، وعائلة الراحل.
درويش
بعد تلاوة الإنجيل المقدس، كانت للمطران درويش عظة تحدث فيها عن الراحل الكبير وقال:" ما من أحد يحيا لنفسه، وما من أحد يموت لنفسه. فإذا حيينا فللرب نحيا، وإذا متنا فللرب نموت" (رو 14/6-19)،
ادمون جريصاتي لم يحي لنفسه، ولم يمت لنفسه.. حياته كانت للرب وللآخرين، للناس كلِّهم وموته للرب. كانت حياته مجموعة من عطاءات في مجالات عدّة وطبعا كانت مليئة بالنجاحات. لقد كان جداولَ تفيضُ خيرا ومحبة على كثيرين، بذلك أصبح شخصا إنجيليا ونجما سطعَ من خلال أعماله وإنجازاته الكثيرة.

وتابع:" لقد أدرك المرحوم إدمون صلاحَ الله العلي ولمس رقَتهُ، وأن لا شيئ مستحيل لمن لديه إيمان، وهو لم يعتمد على قوته بل على الله القادر على كل شيئ، فتجسَّدَ إيمانُهُ فعلا ومحبة وعملا فصار قريبا من الإنسان، يجدُ الفرحَ في خدمة الناس، ويصيرُ، كإدمون جريصاتي، مرجعيةً للآخرين، يزيدُهم حماسة ويبثُّ فيهم تجدُدا وتوقا إلى الأسمى، فيكونوا معه عناصر تغيير في الكنيسة وفي المجتمع. هذا الإيمان الذي تحلى به المرحوم إدمون، شبههُ يسوع بحبة الخردل، فهو ليس متعاليا ولا متكبرا ولا يتظاهر أمام الناس، إنه إيمانٌ متواضعٌ منحَهُ القدرةَ على التكيف، إيمانٌ جعلَهُ يُسَلِّم ذاته لله بثقة لا حدود لها. كان إيمانه مُعاشا، منفتحا على نعمة الله وبالتالي منفتحا على الناس وعلى حاجاتهم، في نادي أنيبال وفي بلدية زحلة وغرفةِ التجارة والجمعية الخيرية الكاثوليكية وغيرِها الكثير الكثير"
وختم درويش:" أحببت أن أضيء في عظتي بعض جوانِبِ إيمان المرحوم ادمون، كما عرفته شخصيا، صحيح أنه كان إيمانا صامتا، خفيا ومتواضعا، لكنه كلن إيمانا ساطعا ومشرقا ومُعديا. إني أترك للذين نظموا هذا القداس الإلهي وهذا التكريم، أن يتحدثوا في نهاية القداس عن الجوانب الأخرى من حياته".
وفي نهاية القداس اقيمت صلاة النياحة لراحة نفس فقيد زحلة.
غنطوس
وبعد انتهاء القداس القى المحامي البير نجيب غنطوس كلمة نادي أبناء انيبال زحلة عدد فيها مزايا الراحل وقال:" ان المسؤوليات التي تولاها في عدة مؤسسات واولها كان رئاسته لنادي أبناء انيبال, والجهد الذي بذله ضمن هذه المؤسسات الخدمة وتحقيق أهدافها قد أثمر انجازات ونجاحات جعلت منه مسؤولا رفيعا مميزا ومحبوبا" .
واضاف:"لقد بدأ ادمون جريصاتي نشاطه في جمعية الكشاف المسيحي في زحلة والذي تحول اسمها بعد ذلك الى les scouts du Liban , وقد تميز من خلال هذا النشاط حبا لخدمة مجتمعه بكل الميادين الانسانية والرياضية والعمرانية.
ثم انتقل بعد ذلك مع رفاقه في الكشفية الى تأسيس ناد رياضي لتنشئة الاجيال الناشئة والشابة وكان ذلك منة ۱۹۵۲، متسلحين بالمثابرة ومضحين بالكثير من اوقاتهم أموالهم وعمدوا إلى تجييش أصدقاء لهم لانجاح هذا العمل. وميزة هؤلاء المؤسسين والرفاق هي أخلاصهم لبعضهم البعض ومن هنا لم يتأخروا في أن يعطوا رئاسة هذا النادي إلى رفيقهم أدمون امين جريصاتي والذين ارتأوا باجماع على اعادة انتخابه خلال دورات متتالية وصلت الى نحو ثلاثين سنة, وذلك اقتناعا من كل شخصية منهم بأنه الرجل المناسب لخدمة أهداف النادي وازدهاره ونموه".
وتابع:" هذه المسيرة المسؤولة, وهذه المثابرة للمؤسسين وأعضاء اللجان الادارية المتتالية تتوجت في ترشيح الرئيس ادمون جريصاتي رئيس النادي انذاك الى عضوية بلدية زحلة - المعلقة. وكان ذلك في الستينات من القرن الماضي وقد برز اسم ادمون جريصاتي عاليا لأنه حصل على أكبر نسبة مقترعين وكان أيضا العضو الأصغر سنا. وبعد الخدمة في المجلس البلدي على جميع الأصعدة ونجاحه في تلبية حاجات المواطنين الطالبين, وبعد شهرته في تحمل المسؤوليات على تنوعها في هذا المجلس أصبح من الطبيعي أن يطرح اسم ادمون جريصاتي في عدة مؤسسات, فتم الطلب اليه ليكون عضوا في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع. وقد نجح وبرز في هذا الدور".
واردف:" من المعروف والواضح أن شخص ادمون جريصاتي كان محبوبا من كل مواقع و مراتب المجتمع الزحلي من صغيرهم الى كبيرهم، وصولا الى تقدير شباب وشابات المقاومين الزحليين الذين شجعهم حتى ينضووا في صفوف التجمع الزحلي العام منة 1970 آبان الأحداث الأليمة وكان
هو من أبرز المؤسسين لهذا التجمع ومن الفاعلين فيه.
ومن بعد هذا النجاح الذي حققه في مسؤولياته العديدة, من رئاسة نادي أبناء أنيبال الرياضي مدة ثلاثين سنة, إلى عضويته الناجحة في بلدية زحلة المعلقة, الى مساهمته الفعالة في غرفة
التجارة في زحلة والبقاع. كل ذلك جعل من البديهي أن يتم انتخابه رئيسا لغرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع. وهنا لا بد أن نقر له بأفضاله بما فعل في الغرفة المذكورة, فقد طورها واستحدثها وأنشأ فيها أقساما
مبنية على العلم والاختصاص والحداثة وسلم كل عضو من أعضائها لجنة يهتم بشؤونها, ثم شجع كثيرا على قضية التصدير إلى الخارج، كل ذلك جعله يستحق وبكل جدارة كل هذه الأوسمة التي كللت نجاحه وزینت صدره. وكان يحضر معظم المباريات ويتحمس خلالها بشكل عفوي صادق مظهرا حسه المرهف وشعور المحبة والطيبة التي كان يظهرها لكل لاعب".
وتابع غنطوس "كما عين رئيسا للجمعية الخيرية الكاثوليكية لفترة طويلة، كما تراس نادي ليونز زحلة الاجتماعي الاقتصادي والانمائي والذي ادى فيه خدمات جلى ومشكورة . هذه السيرة الغنية لشخص الرئيس ادمون جريصاتي لا يمكن أن تحجب مؤازرة وفضل أشخاص مهمين في حياته وهي زوجته السيدة نيئا فرح المعلوف التي ساندته وعاونته في شتى المجالات خلال مسيرته، وهي بدورها اسست فرع بنك الدم في زحلة والبقاع والمتكامل مع خدمات الصليب الأحمر اللبناني .
جريصاتي
والقى نجل الراحل ريشار جريصاتي رئيس نادي انيبال زحلة كلمة العائلة وقال:" كم يصعب علي الوقوف هنا لأحدثكم عن خسارة غيابه وعن مقدار القيم التي حاولنا التجمل بمزاياها. وعن الامتنان الذي يبقى قليلا مهما كبر للأب، لرب العائلة وللرجل الذي غادرنا. لقد كان السند والقوة الهادئة والفرح والطمأنينة والمحبة والطيبة وبلسم الجراح".
"عزاؤنا هو كل كلمة جميلة كتبت وقيلت عنه بعد ان غادرنا، وتكريمه كل يوم بكلام القلب لكل من عرفه كما هو تكريمه اليوم من ناديه نادي ابناء انيبال عائلته الثانية التي علمنا ان نحبها كما هو احبها وكما احب زحلة وعمل من اجلها. شكر كبير لكل من شاركنا الصلاة وشكر خاص للمجلس البلدي ولرئيس البلدية المهندس اسعد زغيب".

وفي الختام، قدم رئيس نادي ليونز زحلة انطوان صليبا درعا تكريمية لرئيس نادي انيبال ريشار جريصاتي تكريما لعطاءات والده الذي نذر حياته خدمة لاهل زحلة والبقاع.
والجدير بالذكر الى ان الراحل ادمون جريصاتي حائز على وسام الاستحقاق اللبناني، وسام الاستحقاق الزراعي الفرنسي، وسام الكورنزو دي سول البرازيلي. وهو احد مؤسسي نادي ابناء انيبال زحلة، ورئيس سابق للجمعية الخيرية الكاثوليكية، رئيس سابق لنادي ليونز زحلة، عضو سابق في مجلس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل، ورئيس نادي ومجلس امناء نادي انيبال الرياضي سابقا.

صورة editor3

editor3