التبويبات الأساسية

في العام 2014 شهدت السويد ولادة أول طفل بعد إجراء عملية زراعة رحم. شكّلت هذه السابقة الطبية بارقة امل لكل امرأة وُلدت من دون رحم او عانت التصاقات قوية أو تشوهات منعتها من الحمل. إنجاز السويد لقي صداه في الولايات المتحدة التي شهدت منذ شهر على ولادة مماثلة. هذا الأمل الطبي سيرخي بظلاله في لبنان قريباً، حيث سيشهد مستشفى ومركز بلفيو الطبي (Bellevue medical center) على أول زراعة رحم في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط.

تحقيق حلم الأمومة بعد انتظار طويل وأبحاث عدة أصبح حقيقة اليوم. نجحت الاختصاصية في الطب النسائي والتوليد والباحثة اللبنانية رندة العاقوري في منح الأمومة لإمرأة سويدية من دون رحم تبلغ من العمر 32 عاماً. هذا الانجاز الطبي خرق هاجس العقم عند النساء بفضل فريق من الأطباء والباحثين في جامعة "غوتنبرغ" السويدية بعد سنوات من الأبحاث، واليوم يسعون الى تحقيقه في لبنان من خلال زرع رحم لإمرأتين في العشرينات.

فيروس التهم عضلة قلب قاسم: نجوتُ بأعجوبة بزراعة قلب جديد!
من السويد الى لبنان، أجرت الطبيبة العاقوري استشاراتها وزياراتها ووقع الاختيار على مركز ومستشفى بلفو الطبي لتأسيس أول مركز لزرع الارحام في لبنان ومنطقة الشرق الاوسط. وفي هذا الإطار، أكدت العاقوري انه "بعد نجاح زراعة الرحم في السويد وانجاب اطفال بصحة جيدة تلقف العالم هذا الخبر السار مما دفعنا جدياً للعمل بجهد ومثابرة لتحقيق زراعة مثيلة في منطقة الشرق الاوسط، لا سيما ان ثقافة الانجاب في مجتمعنا هي في صلب اهتماماتنا وأساساتها. اخترنا لبنان المتطور طبياً والذي يملك احدث التقينات والأجهزة في هذا المجال".

واشارت العاقوري الى انه "بدأ العمل على ارض الواقع بعد قدومنا الى لبنان وزيارة المستشفيات لاختيار الأفضل لهذه المهمة. ورسا الاختيار أخيراً على مسشتفى ومركز بلفو الطبي لكونه من المستشفيات الحديثة ويملك كل الأجهزة التي نحتاجها لمثل هذه الجراحة. هكذا وقّعنا الإتفاقية بينه وبين جامعة غوتنبرغ في السويد وسنشهد على اول زراعة رحم في منتضف حزيران. سيشرف 4 أطباء سويديين على العملية في لبنان والذي سيجريها فريق من الأطباء اللبنانيين. ويبقى هدفنا ان يحضن لبنان اول مركز لزراعة الرحم في لبنان ومنطقة الشرق الاوسط والذي سيعالج حالات من مختلف الدول العربية".

10 ساعات لاستئصال الرحم من الواهبة

"زراعة رحمين لإمرأتين لبنانيتين" (امرأة في سن الـ 25 واخرى في الـ 27) خبر نقلته لنا الطبيبة والباحثة اللبنانية ليكون الأمل القريب الذي سنشهد على ولادته في لبنان. إذاً، تحدى حلم الأمومة شبح العقم وستكون محطتنا في حزيران لنلتمس حقيقة هذا الإنجاز الطبي. تقول العاقوري: "الامرأتان اللتان ستخضعان لزراعة الرحم وُلدتا دون رحم. هناك امرأة من اصل 400 تولد دون رحم. لكن زراعة الرحم لا تنحصر فقط للنساء الواتي يولدن دون رحم وانما لكل امرأة عانت مرضاً خبيثاً أو رحمها صغير وغيرها من المشكلات التي تحول دون إنجابها".

ورأت العاقوري ان "كل ما نحتاجه لإجراء عملية زرع الرحم يتمثل بتوافر الواهبة التي ستعطي رحمها ويُفضل ان تكون والدتها او أحد افراد العائلة او اي واهبة اخرى يكون رحمها وصحتها في حال جيدة، واهمية تناسق الأجنة لنجاح العملية. يمكن للمرأة وهب رحمها بعد 7 سنوات من انقطاع الحيض. تستغرق الجراحة حوالى 10 ساعات لاستئصال الرحم من الواهبة و4 ساعات لزرعها عند الملتقي". وتضيف "تتطلب هذه العملية وجود فريقين، فريق يُحضر للرحم الذي سيزرع في المريضة وفريق آخر يُحضر المريضة التي ستُلقح بالرحم الجديد. اما بالنسبة الى مضاعفاتها، فتكمن في رفض الجسم لهذا الرحم والالتهابات التي قد تحدث بعد العملية. لكن عند ظهور اي اشارة على بدء رفض الجسم لهذا العضو الجديد يكون التدخل سريعاً لمنع ذلك. نرافق المريضة حوالى الشهرين من المتابعة الحثيثة لأنها الأصعب، ان المتابعة بعد الجراحة اهم من الجراحة نفسها".

ولفتت الباحثة اللبنانية في زرع الأرحام الى ان "مدة زرع الرحم لا تتعدى الـ 5 سنوات حيث بإمكان المرأة انجاب طفل او طفلين قبل استئصاله في مدة اقصاها 5 سنوات تفادياً لأي مضاعفات جانبية على المدى الطويل واهمها تضرر الكلى".

(النهار)

صورة editor11

editor11