التبويبات الأساسية

لم تهدأ هواتف المقربين من النائب محمد الصفدي أمس عن الرنين، بهدف الاستفسار عن المعلومات التي تحدثت عن قرار ترشيح السيدة فيولات خيرالله الصفدي (عقيلة النائب الصفدي) على المقعد الأرثوذكسي في طرابلس ضمن لائحة "تيار المستقبل"، والتأكد ما إذا كان الأمر صحيحا أم أنه حلقة من مسلسل الشائعات التي تصدر تباعا في هذا الاطار.

لم يأت هذا الكم من الاتصالات من فراغ، فالنائب الصفدي أعطى إشارة الانطلاق لماكينته الانتخابية قبل فترة، وهي بدأت تستعيد نشاطها وتستجمع عناصرها، وهذا يعني أن ثمة خيارا من ثلاثة، فإما أن يترشح الصفدي، أو أن يرشح أحد المقربين منه، أو أن يضع ماكينته الانتخابية في خدمة لائحة تيار المستقبل لاعطائها مزيدا من الدفع في ظل التراجع الذي يعاني منه التيار الأزرق.

وإذا كان الخيار الثالث مستبعدا، نظرا لغياب العصب الذي يمكن أن يحرك الماكينة الانتخابية، وفي ظل عدم إعلان النائب الصفدي نيته بالترشح، فإن خيار ترشيح أحد المقربين منه بات يتقدم على ما عداه.

المعلومات التي توفرت لـ"سفير الشمال" تؤكد أن إجتماعا عقد بين الصفدي والرئيس سعد الحريري في بيت الوسط ليل أمس الأول، جرى خلاله عرض كل الخيارات الانتخابية المطروحة، قبل أن يتم التوافق على ترشيح فيولات الصفدي عن المقعد الأرثوذكسي في طرابلس ضمن لائحة تيار المستقبل.

وبهذا التوافق، يكون الحريري قد أصاب أكثر من عصفور بحجر واحد، لجهة ضم إمرأة الى لائحة المستقبل في طرابلس، بعد الأزمة التي أحدثتها الوزيرة السابقة ريا الحسن باعتذارها عن الترشح، إضافة الى تأمين مرشحة لديها إمكانات مالية كبيرة من خلال زوجها النائب محمد الصفدي، خصوصا أن الأزمة المالية للحريري تفرض على كل المرشحين تمويل حملاتهم الانتخابية من جيوبهم الخاصة، وكذلك الاستفادة من الماكينة الانتخابية الصفدية المشهود لها بدقة تنظيمها والتي من المفترض أن تتحول الى الماكينة الرئيسية للائحة الزرقاء من دون أن يتكلف الحريري عليها قرشا واحدا، فضلا عن ضمان الفوز بالمقعد الأرثوذكسي خصوصا أن فيولات الصفدي ستكسر القاعدة، حيث لن يقتصر التصويت لها على الطائفة الأرثوذكسية، بل من المفترض أن تحصل على عدد كبير جدا من الأصوات التفضيلية السنية التي كانت تصب للنائب الصفدي، وبالتالي فإنها ستكون من أوائل الفائزين في لائحة المستقبل بعد بلوغها عتبة الحاصل الانتخابي وبعد مقعدي المنية والضنية.

المعلومات حول قرار الصفدي ترشيح زوجته عن المقعد الأرثوذكسي لم تنفها مصادر مقربة منه، بل أكدت أن "الاجتماع بين الحريري والصفدي عقد فعلا في بيت الوسط، وأن إسم السيدة فيولات قد طرح على بساط البحث، لكن لا شيئ نهائيا حتى الآن، حيث أن النائب الصفدي ما يزال يدرس الخيارات المتاحة أمامه".

بينما تقول مصادر سياسية مطلعة أن الأمور قد تكون حسمت لمصلحة فيولات الصفدي على المقعد الأرثوذكسي في طرابلس، إلا أن البحث يتركز حاليا على كيفية إخراج هذا الموضوع، وآلية طرحه على الطرابلسيين في ظل قرار الصفدي التخلي عن النيابة لمصلحة زوجته، ومن ثم الطلب من أنصاره إستبدال التصويت له على المقعد السني، بالتصويت لزوجته على المقعد الأرثوذكسي.

(غسان ريفي - سفير الشمال)

صورة editor11

editor11