التبويبات الأساسية

زار وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فينانوس مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، في خطوة مفاجئة، بعد الضجة الاعلامية التي أثيرت في اليومين الأخيرين بسبب الازدحام في قاعات المغادرة.
وصودف وجود المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي كان يجول بدوره على الدائرة المختصة بالأمن العام والكونترات العائدة له.

وعقد فينانوس اجتماع عمل في المديرية العامة للطيران المدني ضمه الى المدير العام للطيران المدني بالانابة محمد شهاب الدين ورئيس المطار فادي الحسن وقائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط ورئيس دائرة امن عام المطار العميد فادي الخواجه ورؤساء الوحدات الامنية التابعة لجهاز الامن وعددا من نواب رئيس المطار ورؤساء المصالح والدوائر في المديرية العامة للطيران المدني، وجرى البحث في سير عمل المطار وما شهده يوم امس الاثنين من ازدحام خانق، خصوصا على مداخله الرئيسية وقاعاته، مما ترك استياء عارما لدى المسافرين.

وفي مستهل المؤتمر الصحافي لفينانوس، انضم ابراهيم الى الحضور، وكانت له مشاركة في هذا السياق.
وقال فينانوس: "ان مطار رفيق الحريري الدولي أنشئ لكي يستوعب 4 الى 5 ملايين راكب سنويا، فيما تضاعفت هذه الاعداد اليوم بسبب عوامل عدة أطلعنا مجلس الوزراء مرات عديدة عليها، ونحن في صدد اتخاذ الاجراءات المناسبة لتوسيع المطار، وهذا ما يحتاج الى مخطط توجيهي، وقد أعلن عنه منذ نحو اسبوع، واطلعنا عليه في نظرة اولية. وهناك أطراف معنيون يضيفون حاليا الملاحظات لكي يستوعب هذا المطار في المرحلة الاولى 12 مليون راكب سنويا، وفي المرحلة المقبلة 24 مليونا".

أضاف: "الأعداد كبيرة، لكن إذا كنا نفتش عن واجهة اقتصادية لهذا البلد لكي نواكب المرحلة المقبلة، فإن مطار بيروت ومرفأ بيروت والمرافئ المحيطة به من الناقورة لدينا خطة بشأنها سنعلنها في الاسابيع المقبلة لإنشاء مرفأ تجاري في الناقورة، وعندها نكون على الطريق الصحيح لكي نخفف الازدحام عن مطار بيروت".

وتابع: "هناك ثلاثة اسباب للازدحام الذي شهده المطار يوم امس، سأتحدث عنها بالتفصيل وبالارقام. فهناك 16 الف حاج كان عليهم ان يغادروا لبنان خلال فترة خمسة ايام لان سمات الدخول الخاصة بهم تأخرت في السفارة السعودية، مع شكرنا للسفارة على جهودها وللتسهيلات التي قدمتها للحجاج اللبنانيين، والتي تلبي طلبات الحج، وهذا الرقم قياسي بالنسبة الى السنوات السابقة. أضف الى ذلك أن موسم زيارات النجف تزامن مع هذا التوقيت وسيستمر حتى الثاني من أيلول المقبل. كما ان اللبنانيين العائدين الى اعمالهم والذين اتوا الى لبنان خلال فصل الصيف لتمضية إجازاتهم فيه مع عائلاتهم، بدأوا بالعودة قبل أول ايلول لكي يستعدوا للعام الدراسي، خصوصا في اوروبا".

وقال: "منذ يوم أمس وحتى صباح اليوم، وللمرة الأولى شهد المطار إقلاع وهبوط 345 رحلة جوية غادرت ودخلت عبر المطار، وهذا الرقم يعتبر فوق الارقام القياسية، وبالامس أقلعت من لبنان 18 رحلة حج بسبب تأخر إصدار سمات الدخول للحجاج كما ذكرت. واود ان اشكر المملكة العربية السعودية لتسهيلها اعطاء سمات الدخول للحجاج التي بلغت حوالي 16 الف تأشيرة. وقد بلغت زيادة عدد المغادرين هذا العام مقارنة باليوم نفسه من السنة الماضية 22,7 في المئة، وهذا الرقم قياسي، وسأعلن اليوم أمام اللبنانيين جميعا انه في شهر آب من هذا العام استخدم المطار مليون راكب، ومن الممكن ان يتصاعد هذا الرقم خلال اليومين المقبلين، وللمرة الأولى يسجل مثل هذا الرقم في مطار بيروت".

وتمنى "ان ينعم لبنان بهذا الهدوء باستمرار، وقد سجل فيه انتصار من خلال التحرير الثاني وتحرير الجرود. وكان علي أن أبدأ المؤتمر الصحافي بالعزاء لأهالي الشهداء الذين سقطوا وتركوا لدينا جميعا غصة كبيرة جدا في لحظة الانتصار هذه".

وأضاف: "أريد ان اسجل في الموضوع الامني ما يلي: حتى هذه اللحظة وبالرغم من الازدحام الكبير في المطار للمسافرين وشركة طيران الشرق الاوسط، لم يسجل والحمدلله اي حادث او خرق امني، ونحن كل همنا ان ينتعش لبنان، ومع هذا الانتعاش تكون الفرحة كبيرة بالتزامن مع الانتصار والتحرير الثاني الذي تحقق بالامس. أنا لا اريد ان اوجه التهمة لهذه الحكومة بالتقصير، ولكن علي ان اعلن ايضا اننا ندخل في السنة الى مطار بيروت نحو 300 مليون دولار، ما عدا مداخيل الميدل ايست، وهذا يعني انه سيكون لدينا 3 مليارات دولار في السنوات العشر المقبلة. والميدل ايست وضعت من حسابها الخاص مئة مليون، ونحن في حاجة الى مئة مليون دولار لتأهيل المطار، بدءا من الحمامات وصولا الى كل الامور الاخرى العائدة له، وهنا يجب أن نقول إن هناك ستة أبواب مفتوحة للتفتيش، كما أن وزير الداخلية ارسل بالامس سرية من عنده والامن العام مستنفر ليل نهار، وقد فتح جميع الكونتوارات العائدة له تسهيلا لامور المسافرين، وبفضل كل هذه الاجراءات لم يسجل اي خرق امني، ونحن نقدر مدى المعاناة التي عاشها المسافرون بالامس، ولم نستطع معالجة هذا الازدحام رغم كل الاجراءات التي قمنا بها في محاولة منا لتسهيل امورهم".

وأشار الى ان "التجهيزات الامنية في المطار أجريت المناقصة الاولى لها، والقسم الثاني أرسل الى المناقصة ايضا لكي نؤكد اننا في المستقبل ستتخلى عن ستة أبواب، ونلجأ كما في كل مطارات العالم الى توضع الحقائب كي يتم تفتيشها الكترونيا فيما يدخل المسافرون، تسهيلا لعملية الدخول والخروج، وهذا لا يمنع ان المطار يحتاج الى توسيع، والمخطط التوجيهي الذي وضع لهذا التوسيع يجب السير به، وقد تحدثت طويلا اليوم مع رئيس الحكومة بهذا الشأن واتفقنا على الخطوات التي يجب القيام بها من اجل انجاز هذا المشروع، لان مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي لم يعد بامكانه استيعاب هذا القدر من المسافرين، وعلينا ان نعرف ان كل شهر هناك مليون راكب يستخدمون المطار، وهذا الرقم هو فوق القياسي، ولا نستطيع تحمله".

وأوضح أن "المخطط التوجيهي لحظ استيعاب 12 مليون راكب سنويا في المرحلة المقبلة، وفي المستقبل 24 مليونا".

وأكد فنيانوس أنه "منذ عشرين عاما لم يصرف للمطار كما يجب، والآن حان الوقت في حكومة الرئيس سعد الحريري، وانا اعلم انه جاد في هذا الموضوع واعطى توجيهاته، والمداخيل التي تصل الى المطار يجب ان يوضع منها قسم من اجل تطويره، لكي يبقى هذا المرفق واجهة لبنان الاقتصادية".

سئل فنيانوس: لماذا لم تتخذ اجراءات مسبقة لتفادي الفوضى التي شهدناها بالامس، والناتجة من الازدحام؟
اجاب: "ماذا تعني الاجراءات المسبقة؟ في الاحوال العادية نحن نستخدم آلتي تفتيش، وبالامس شغلنا 6 آلات، والمديرية العامة للامن العام واللواء عماد عثمان كانا على تواصل معي ساعة بساعة ودقيقة بدقيقة لمتابعة كل الاجراءات، كما ان الامن العام فتح كل الكونتوارات لاستيعاب أعداد الوفدين والمغادرين، ولكن هذه هي سعة المطار الحالية، وكل قدرته الاستيعابية وضعت من قبل كل الاجهزة، سواء الامن عام او قوى الامن الداخلي او الجيش، ولم نترك اي وسيلة الا لجأنا اليها لتفادي الازدحام، مع الاخذ في الاعتبار انه كان هناك انتشار للامن العام والامن الداخلي والجيش بثياب مدنية، لمراقبة أي حركة مشبوهة تتعلق بأمن المسافرين. واضطروا الى إنزال فرق مخفية بثياب مدنية للتجول بين الناس ومراقبة أدق التفاصيل خوفا من حصول اي خلل ما في التفتيش، والحمدلله لم تقع اي حادثة في هذا الاطار".

سئل: تحدث البعض عن رشى دفعت في المطار يوم امس، هل سيتم فتح تحقيق لجلاء هذا الموضوع؟
اجاب: "لقد قرأت وسمعت هذا الامر من مكان واحد، وكتب ذلك الاستاذ غسان حجار الذي نحترمه ونقدره، وقال ان هناك شخصا دفع مئة دولار وآخر عرض عليه ألف دولار، وتم إنزال الرقم الى 250 دولارا ثم مئة دولار، ونحن نتمنى على كل من لديه معلومة عن هذا الامر ان يلجأ الى قائد جهاز امن المطار او اي من الاجهزة المسؤولة، وفي هذه الحالة يجب تقديم اخبار لقائد جهاز امن المطار، ونحن على استعداد للتحقيق فيه. انما ان افتح انا تحقيقا من دون اي اثبات حسي، فلا يمكنني ذلك، وعلى صاحب الشكوى، ان وجدت، ان يقول لي كيف واين حدث ذلك، واذا تبين ان هناك اي امر يتعلق بالمديرية العامة للطيران المدني فأنا مسؤول عنه واتحمل مسؤولياته، اما اذا كان الامر يتعلق بالشق الامني فهناك جهاز امن المطار، وقائد الجهاز يفتح بابه للمراجعات مع كل الاجهزة الامنية الاخرى المولجة بهذا الشأن".

سئل: هل سيعزز وضع مطار القليعات قريبا؟
اجاب: "انا قلت ان كل الحلول مطروحة أمامنا بالنسبة الى هذا الموضوع، فمطار القليعات، الشرط الاساسي لتشغيله هو إنشاء الهيئة العامة للطيران المدني في لبنان، ومتى تم انشاء هذه الهيئة يفتح المجال للبحث في كل المطارات القائمة على الاراضي اللبنانية وامكان تشغيلها، اضف الى ذلك ان مطار القليعات كلفنا بشأنه لجنة وفريقا متخصصا في المديرية العامة للطيران المدني، يضم المدير العام محمد شهاب الدين وفريقا من ستة اعضاء، وهناك لجان في منطقة عكار كانت مهتمة بهذا الموضوع، وعقدت اجتماعا وكشفت بالتعاون مع الجيش اللبناني على الامكانات المتوافرة لتسيير الرحلات من مطار القليعات. وعندما تقول الحكومة انها جاهزة لهذا العمل، فنحن كل دراساتنا قائمة وموجودة، وهذا الامر يتطلب اموالا يجب رصدها من الحكومة لتسهيله. ولا اريد ان ادخل السياسة في هذا الموضوع، فالكل يعرف ان مطار القليعات متاخم تماما للحدود السورية في مجال الطيران المدني الذي يمر في الاجواء السورية، ونحن نريد حوارا ليس له اي دخل بالسياسة لتأمين وصول هذه الطائرات الى مطار القليعات التي حتما ستمر في الاجواء السورية".

ابراهيم
من جهته، قال ابراهيم: "كنت أقوم بجولة في المطار للاطلاع على مجريات الامور نتيجة الازدحام الذي شهدناه والاتصالات التي تلقيناها في هذا الشأن، وقد اتصل بنا الرئيس سعد الحريري بالامس طالبا المزيد من الاهتمام نتيجة الازدحام، وتم التنسيق بيني وبين اللواء عماد عثمان، كجهازين معنيين ومستنفرين بأقصى طاقاتنا لهذه الغاية، كما ان رئيس جهاز امن المطار ليس مقصرا على الاطلاق في هذا الموضوع، ولكن كما قال معالي الوزير ان اعداد المسافرين ذهابا وايابا في تصاعد، ونحن لا نواكب هذا التصاعد من حيث توسيع المطار، واعتقد ان هناك مشروعا حاليا لهذه الغاية تحدث عنه معالي الوزير، يتعلق بتوسيع المطار، وقد آن الاوان لذلك، ونحن مقبلون على أيام خير ان شاء الله، وسيزيد عدد المسافرين والقادمين الى لبنان بهدف السياحة او الاستثمار، وان شاء الله الازمة السورية تنتهي ويصبح لبنان محطة لاعادة اعمار سوريا، وهذا الامر يحتم علينا ان يكون لدينا مرافق عامة اكبر واكثر قدرة على الاستيعاب".

وردا على سؤال يتعلق بالفترة التي سيستغرقها اعلان نتائج فحص الحمض النووي للشهداء العسكريين، قال ابراهيم: "أعتقد ان هذا الامر سيتم خلال ايام قليلة، لأن قيادة الجيش جادة جدا وتبذل كل جهدها لجلاء حقيقة هذا الموضوع الذي اصبح معروفا تقريبا، وانا قلت بالامس واكرر اليوم واجزم بأن هذا الرفات يعود للعسكريين، ولكن نحن في انتظار ان نقطع الشك باليقين علميا، واعتقد انه سيثبت قبل نهاية الاسبوع ان هذا الموضوع محسوم كما سبق أن قلنا".

سئل: هل تتوقعون الاعلان عن ذلك قبل يوم الخميس المقبل؟
اجاب: "هذا الموضوع علمي وانا اليوم تواصلت مع قائد الجيش وقد أجابني بأن ليس هناك وقت محدد، وعندما تظهر النتائج سيعلن عنها في اللحظة نفسها".

أخبار الوكالة الوطنية للاعلام

صورة editor11

editor11