اقيم احتفال في مشغرة، لمناسبة تحويل منزل زكي ناصيف الى "مركز ومتحف زكي ناصيف الثقافي"، برعاية وزيري السياحة والثقافة ميشال فرعون وريمون عريجي، وحضور الوزير فرعون، ممثل وزير الثقافة مدير الآثار سركيس خوري، الوزراء السابقين سليمان طرابلسي وفريج صابونجيان، محمد رحال، عبد الرحيم مراد، النائب روبير غانم، رئيس بلدية مشغرة جورج دبش، رئيسة جمعية "الابساد" ريا داعوق، رئيس الكونسرفاتوار وليد مسلم وحشد من المدعوين والاهالي.
بعد النشيد الوطني، ألقت داعوق كلمة قالت فيها: "استهويت حب التراث وهو استهواني، فبمؤازرة فريق عملنا والاصدقاء المخلصين والتقنيين البارعين عملنا سويا لانجاز ما تحقق اليوم، انجازاتنا هي احلام تحققت، لقد حلمت بيوم ان أعتلي هذا المنبر لافاخر بأناس انجزوا بحياتهم أعمالا جبارة عن المبدع زكي ناصيف، هذا الرجل الذي أعطى بريقا جديدا للموسيقى وللكلمات، نكرمه اليوم بإعادة الحياة الى منزله ومسقط رأسه ليكون هذا الحدث قدوة لاعمال أخرى، نكرم كل من أعطى لبنان نجاحات ثقافية اجتماعية وغيرها".
وشكرت داعوق لكل من أسهم بتحويل هذا المنزل الى متحف لزكي ناصيف، معتبرة أن "العمر والدهر أخذ، ونحن عدنا لننفخ الحياة في المكان المليء بذكريات رجل عظيم نكرمه".
ناصيف
ثم، ألقى نبيل ناصيف كلمة العائلة، فقال: "في هذه الامسية المباركة، تلخص كلمة عائلة زكي ناصيف بكلمة شكر. الشكر اولا لله عز وجل الذي أهدى وطننا منذ مئة عام، مبدعا في الكلمة والنوتة والصوت، أسس مع حفنة من معاصريه مدرسة موسيقية جديدة تمكن الاجيال الناشئة والمقبلة أن تعبر عن مشاعرها ومعتقداتها بوسائل راقية تؤكد الصورة الاصيلة لهويتها الوطنية في بلاد المشرق".
وتابع: "الشكر ثانية لكل الذين سعوا جديا للحفاظ على تراث زكي ناصيف منذ رحيله في 11 اذار 2004: كالجامعة الاميركية في بيروت التي درس فيها زكي ناصيف في ثلاثينات القرن الماضي فن التأليف الموسيقي والغناء، فكان ان اسست في كانون الاول 2004، برنامجا اكاديميا يحمل اسم زكي ناصيف، ومن ثم احتضنت منذ كانون الثاني 2008 ارشيفه الكامل المؤلف من 1100 مقطوعة، بعمل نموذجي اوصل جميع كتاباته واوراقه الخاصة الى مكتبة نعمة يافت في قلب حرم الجامعة. كذلك الشكر للحاج عبدالله هدله، نائب رئيس بلدية مشغرة، وللمهندس نبيل عواضة اللذين بدءا في صيف 2008 ، عملية ترميم هذا المبنى العائد أصلا الى عائلة شاكر ناصيف، بشغف وحرفية عالية وتضحيات، ضمن التمويل المتواضع الذي كان متاحا للعائلة انذاك. أما الشكر الكبير فلجمعية الابساد بشخص رئيستها ريا الداعوق وأعضاء اللجنة التنفيذية للابساد، الذين أكملوا مشروع الترميم منذ كانون الاول 2012، فحولوه رغم الصعاب والتكاليف الباهظة لمتحف ومركز ثقافي ومدرسة للموسيقى يفتح في هذه الأمسية".
خوري
بعد ذلك ألقى خوري كلمة، قال فيها: "بعد اليوم ، جارة القمر مشغرة، ستكون ببيت رجع يتعمر ليروي حكاية ابداع روح ولدت فيه وعادت اليه عاشقة للورد متنقلة عاهروب الهوى".
أضاف: "شده الشوق والحنين الى عروسه مشغرة والى دندنة أمه الحنون، فعاد زكي ناصيف المرهف الى مسقط رأسه ليتربع خالدا على كرسيه الخشبي عند المساء، يتأمل سحر القمر، وهامسا انا اشتقنا كثير يا حبايب نمشي دروبنا سوى، غبتوا كتير يا حبايب مهما يطول هالنوى، مهما يصير يا حبايب رح تتلاقى سوى".
وتابع: "ليس أصدق وارق من هذه الهمسات لتتلاقى بعائلة الفنان زكي ناصيف الصغيرة والكبيرة. مئة عام من العطاءات اللامتناهية، وما زالت، اذ يكفي اليوم ان نغمض عيوننا لنرى هامته الشامخة ونشعر بموسيقاه الساحرة تصدح في حنايا المكان والزمان باعثة الحياة، فيتراءى لنا الريف بخيراته وجماله وطيبة اهله، ونتذوق في كلماته والحانه وعذوبة صوته نكهة التفاح وعصير حبوب العنب، وعبق اريج الورد والياسمين، واغاني الفرح والدبكة والميجانا، ومواويل السهر واوف العتابا، وتتجلى الوطنية والشهامة حتى اضحت اغانيه دنية سحر بحالها وكلمة سر بقلب الفجر طل الفجر وقالها".
واضاف: "بيت العائلة هبة قدمتها عائلة زكي ناصيف الى جمعية الابساد كي يبقى هذا المبدع حيا في ذاكرة الانسانية، فجزيل الشكر والتقدير الى هذه العائلة الكريمة، وطبعا الى جمعية الابساد التي ومن خلال ترميمها لهذا المنزل وتحويله معلما ثقافيا قد اثبتت للرأي العام بأن التراث الموسيقي لا يقل اهمية وشأنا عن التراث المعماري".
وتابع: "ان وزارة الثقافة، وادراكا منها للدور الريادي للموسيقى وللفن، تعتبر متحف زكي ناصيف ومدرسة الابساد للموسيقى، جزءا لا يتجزأ من هيكليتها، وما هذا الانجاز الا خطوة من خطوات الالف ميل في مسيرة تكريم عظماء لبنان، هذا البلد الصغير الذي يعاني ما يعانيه في هذه الظروف الصعبة التي تلم في البلاد، فتكريم زكي ناصيف اليوم يحيي فينا الامل بأنه مهما يتجرح بلدنا منلموا ولو كنا قلال، قلال ولكن ما تعودنا نبكي ونوقف ع الاطلال، هالمرة قلنا كلمتنا وعالكلمة فيها كرامتنا ما زال الهمة همتنا كلمتنا وحدا بتنقال..".
الصايغ
بعد ذلك، ألقى الدكتور داوود الصايغ كلمة اقترح فيها "ان تكون السيدة ريا داعوق مواطنة شرف في مشغرة لانها أعطت حياة جديدة للمنزل". كما تحدث عن "زكي ناصيف وعطاءاته الفنية والتراثية".
فرعون
ثم، كانت كلمة فرعون الذي قال: "عندما دخلنا منزل زكي ناصيف أحسسنا وكأنه موجود، وتصورت لو أنه كان حيا لكان عمره 100 عام، وعمي هنري فرعون 115 عاما وهما جالسان على الاريكة يتحدثان عن تاريخ لبنان والبقاع المجيد الذي عشناه وسنبقى نعيشه".
أضاف: "هذه المناسبة ليست انتخابية أو أمنية أو سياسية وكلها بالاهمية نفسها، لانه مثلما جميعنا نحيي الجيش اللبناني الذي يدافع عن سيادة أراضيه وعن الحريات الاعلامية وعن الديموقراطية والانتخابات ، هناك جيش آخر، جيش الحضارة الذي يضم جمعيات غير حكومية بلديات، مجتمعا مدنيا ينمو مدافعا عن سيادة الحضارة والتراث في لبنان"، مؤكدا "الاعتدال ضد العنف وأن لبنان هو رسالة، كما أن مشغرة هي رسالة لها تاريخ في العيش المشترك، وبالتالي لا يمكن للبنان ان يكون رسالة اذا لم تتواجد في كل ضيعة او مدينة منطقة تكون نموذجا للعيش المشترك".
وتابع: "نحن نعرف أن مشغرة هي الرسالة، التاريخ الاقتصاد والثقافة، ولا شك ان زكي ناصيف هو نموذج ويعكس هذا التاريخ الثقافي والحضاري وحمل مشغرة وتاريخها وتجاوز حدودها ولبنان ووصل الى العالم العربي، متسلحا بحضارته وتراثه وفنه الكبير".
وقال: "أنا سعيد جدا ان اكون بينكم في مشغرة وان ألبي هذه الدعوة الكريمة وان نكرم زكي ناصيف احد الرجال الكبار في عالم الفن والتراث، وان يبقى هذا الجيش حاملا لواء الدفاع عن الحضارة ليعيد نضارتها الى الشرق وسوريا والعراق اللذين يدمر تاريخهما وحضارتهما وتراثهما".
وعلى موسيقى اوركسترا الشرق العربية بقيادة المايسرتو اندريه الحاج، كانت سلسلة من الالحان والاغاني التي كان وراءها زكي ناصيف.