التبويبات الأساسية

استتوقفتنا مُؤخراً تصريحات البعض التي هي أشبه بإعلان حرب واتخاذ أقصى حالات التأهب لمواجهة تموضع باخرة الكهرباء قبالة الجية، ومنهم من أعلن صفارة الحرب لردعها والحؤول دون رسوّها، مستعيناً «هذا البعض» بما أنعم عليه الرب من مواهبٍ في انتقاء عبارات التصدّي وتأجيج الرأي العام وحثهم على رفض هذه المؤامرة لما لها من انعكاسات تتعلّق بتلوث بيئي وتعدٍ سوسيولوجي سافر وغيره ، ملوحاً بالتنديد وصولاً الى العصيان ان إقتضى الأمر...

لا يُدرك «ذاك البعض» انه اوقع نفسه بحفرةٍ من صنع يديه وليست صناعةٌ تركية المناخ والمزاج والنكهة، حفرة كغيرها من البدع والمطبات التي إعتدنا عليها في هذا البلد من تضليل الرأي العام بشكل عبثي من قبل بعض المسؤولين حتى يعلو الصوت فنسمع الرأي والرأي المضاد أو بالأحرى اخصاماً متناحرة لها من الحق والأحقية ما يسويها ببعضها البعض، فالكل مُحقٌ في مطلبه، لا الـ «مع» ولا الـ «ضد» على خطأ!! بل يرتقي الجميع الى رتبة الحريص المُتفاني على مصلحة البلاد والعباد.....

فلا توجيه ولا تخطيط أو انضباطٌ في المواقف الانفعالية التي من شأنها ان تدمر ذاتها ومنطقها بشكل آلي وبأقل من بضعة أيام...

بل حتى وفي مضمون الطرح... حيث بدأ ان شأنه أن يؤذي المناطق المجاورة. والغريب كيف تحول هذا الموقف الذي أظهر صلابة في مقاومة هذا المشروع في البداية إلى موقف اشبه بالاذعان الطوعي لا بل اشبه بالانكسار امام غاية في نفس يعقوب او شراهة في نثر الوعود الفضفاضة في مكافحة الفساد والإصلاح او لمجرد إعلاء الصوت للدخول في اللعبة وتحقيق أكبر حصة من المغانم... فالمرفوض بات مقبولاً ولو ضمن شروط على زيادة انتاج الكهرباء حتى ينعم الإقليم في حصة أكبر منها الى جانب الاستحصال بعض الوعود بعدم مكوثها لأكثر من 3 اشهر قبالة الجية....
اما وقد أصبحنا في دولة اللادولة حيث الاستثناء يصبح قاعدة والقانون يصبح في خبر كان.. يجوز لنا طرح السؤال التالي هل نحن أمام "مطمر ناعمة" جديد، عفواً أعني "مراعي إيرلندا الخضراء" التي قيل لنا أنها ستقوم فور اقفال هذا المطمر المؤقت والذي اقفل بعد ٢٠ عاما بأبشع صورة ممكنة؟ ألهذه الدرجة بات الاستخفاف بمؤسسات الدولة ومقدراتها سهلا؟ كل شيء مستباح هنا ... كل شيء قابل للتفاوض حتى انت اخي المواطن لقد استهلكت وقودا لمعركة محاصصة ... وما أدراك بخلفياتها وأبعادها...لذا ما عليك سوى انتظار معجزة علّ القليل من الوعود يتحقق حتى لا تضطر إلى التحسر على ايام معمل الجية بعلله .

صورة editor11

editor11