التبويبات الأساسية

في عيد السيدة مريم العذراء، يُجمع المسلمون والمسيحيون على قدسيتها بإيمان عميق، امرأةً طاهرةً مطهَّرة، مثلما يُجمعون على قدسية ولدها السيد المسيح، آيةَ الله، وروحَ قُدْسِه، جاء فداءً لخطايا البشر. ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ، إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ﴾ (قرآن كريم). ﴿وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً﴾ (قرآن كريم).
﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ....﴾، ﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ ﴾ (قرآن كريم)
وفيما لا يجتمع اليهود معنا على هذا الإيمان، بل يكفرون به، نكون نحن، مسيحيين ومسلمين، أصحابَ الحق بفلسطين، وبيتِ مقدسها، ومهدِ مسيحها، ومسرى مَحَمَّدِها، وكنيسة قيامتها، ومسجد صخرَتها وأقصاها.
أمَّا زَعْم اليهود أنَّ فلسطين "أرضُ الميعاد" لهم، فهذا كلام لا أصل له وهو إختلاق ونفاق، وإفتئاتٌ على الحقيقة التاريخية. إنَّ الذين إضطهدوا المسيح، وعذَّبوه، وصلبوه، ونعتوا أمَّهُ الطاهرة، بأسوء النُّعوت، هم يهود التاريخ منذ يهوذا إلى اليوم. أنَّ القائد الروماني "بيلاطس البنطي"، عندما شعر بخطيئة صلب المسيح، راحَ يغسل يديه منها قائلاً: "اللَّهم إني بريء من دم هذا الصدِّيق".
... وفي عصرٍ قائم يشبه عصر الرُّومان الظالم، تظهر اليوم حاجةُ المغلوبين الماسَّة إلى أمَّهات مريميَّات، وإيمان كُلِّي برسالة ولدها المسيح، في مواجهة الظلم والإستبداد، ونشر المحبة والسلام بين العباد... فسلامٌ عليك يا مريمْ، أيَّتها التَّقيةُ النقيَّةُ الطاهرة، يا والدة المسيح. نلوذُ بكم من أهل الفساد والإستبداد، وجرائمهم الدوليَّة. إنَّ الشعوب المغلوبةُ والمغصوبة، تناديكم تجنيبها القهرَ والقتلَ والذبحَ والتدميرَ والعنفَ والإرهاب، متطلعةً فيكم إلى الرَّحمةِ والإشفاق والعدالة والأمان والسلام.

صورة editor11

editor11