أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "لا وجود في لبنان لما يسمى الاطراف، لأن لبنان منطقة واحدة، وكل شبر فيه يرتبط بالآخر، ولا تفريق بين اللبنانيين". وأبلغ وفدا من "الحراك المدني في عكار وطرابلس" زاره قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا أن خطاب القسم سينفذ بكامله خلال ولايته الرئاسية. وقال: "ما قلته في خطاب القسم أعيشه فعلا، فأنا من كتبه، وألتزم تنفيذ كل ما جاء فيه".
ولفت عون الى أهمية المحافظة على الارض وعدم هجرتها، وقال: "لا يجوز ترك الارض لان هذا يعني ترك الوطن. ان هويتنا لبنانية لان ارضنا اسمها لبنان، وعندما نهجر قرانا فإننا نهجر بذلك جزءا من وطننا، كما ان مصدر استمرارية الحياة هو في الارض وليس في مناجم الذهب او النفط، صحيح انها حاجات لها قيمة مادية، لكن غذاءنا هو من الارض، ويجب عدم التخلي عنها".
وأضاف: "هناك قطاعان تم اهمالهما في السنوات الاخيرة هما الزراعة والصناعة، ولم يكن يحق لنا التلهي فقط بقطاع الخدمات الذي قد يعطي مردودا ماليا، لكنه لا يؤمن الحد الادنى من الاستقلالية ولا الغذاء والملبس. فكل التحية لاهل عكار والشمال، واقول لهم انتم في قلب لبنان ولستم على اطرافه".
وأبلغ عون الوفد الشمالي بأن مطلب تشغيل مطار رينيه معوض في القليعات وفتحه أمام الملاحة الجوية التجارية هو مطلب محق، لأن إعادة فتحه سوف يحقق ازدهارا لمنطقة الشمال، وسيواكب ذلك ورشة إصلاح للبنى التحتية.
كذلك أشار الى العمل على اعادة اعتماد سكك الحديد بعد انجاز الدراسة التي يجري اعدادها على مستوى كل لبنان، فضلا عن الطريق الدائري الذي يربط الشمال بالجنوب عبر بيروت.
وكان أعضاء الوفد هنأوا رئيس الجمهورية وقدموا له مذكرة مطالبهم، وأبرزها: إعادة تشغيل مطار القليعات ومصفاة طرابلس ومعرض رشيد كرامي الدولي واستكمال الأوتوستراد العربي وافتتاح فرع عكار الجامعي وتفعيل مستشفى الدكتور عبد الله الراسي الحكومي.
وقال أعضاء الوفد إن أبناء الشمال خصوصا واللبنانيين عموما، يعلقون الآمال الكبرى على عهد الرئيس عون لتحقيق آمالهم وامنياتهم. كما شرح الوفد بإسهاب الانعكاسات الايجابية لاعادة تشغيل مطار القليعات اقتصاديا وانمائيا واجتماعيا وسياحيا.
غرفة التجارة في زحلة والبقاع
والاوضاع الاقتصادية في منطقة البقاع، كانت ايضا محور بحث بين عون ووفد غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع برئاسة نائب رئيس الغرفة السيد انطوان خاطر، الذي نقل الى رئيس الجمهورية تحيات اعضاء الغرفة بان يحقق عهد الرئيس عون التنمية الاقتصادية المطلوبة في كل لبنان. وقدم الوفد مذكرة بأبرز مطالب الهيئات الاقتصادية في زحلة والبقاع وابناء المنطقة، ومنها استكمال تنفيذ اوتستراد بيروت- البقاع، وتأمين طرق بديلة لتصريف الانتاج الزراعي والاستمرار في اعتماد الخط البحري الموقت ريثما يعاد فتح الطريق البرية، وتشغيل مطار رياق الدولي كمرفق للشحن الجوي. كذلك طالب الوفد باقامة مرفأ ناشف DRY PORT في البقاع يساند ميناء بيروت والمرافىء اللبنانية الاخرى لاسيتعاب الحاويات المستوردة الى لبنان، واستحداث ثلاث مناطق اقتصادية في البقاع، واقامة قطار للنقل بين العاصمة والبقاع. وطالب الوفد ايضا بمعالجة مسألة انتشار النازحين السوريين والتشدد في قمع المخالفات ووضع حد للعمالة السورية والقضاء على التهريب الى الاسواق اللبنانية وعدم اغراقها بموجب اجازات وغيرها بالمنتجات المستوردة المنافسة.
ورد عون مرحبا بالوفد، ومؤكدا أن "المطالب التي قدمت هي موضع متابعة دائمة منه مع الإدارات والمؤسسات المعنية"، كذلك أكد أنه يواصل العمل لتسهيل تصريف الانتاج الزراعي اللبناني وتأمين وصوله الى أسواق الاستهلاك العربية.
حاكم مصرف لبنان
والاوضاع المالية عرضها عون مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي أكد استمرار الاستقرار المالي في البلاد، مشيرا الى استمرار المصرف المركزي في القيام بكل ما من شأنه المحافظة على الاستقرار التسليفي وبقاء لبنان منخرطا بالعولمة المصرفية.
رئيس التفتيش المركزي
واستقبل الرئيس عون الرئيس الجديد لهيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، الذي شكره على الثقة التي أولاه ومجلس الوزراء اياها بتعيينه رئيسا للتفتيش المركزي. وتمنى عون لعطية التوفيق في مهماته الجديدة، مشددا على دور الهيئات الرقابية في مكافحة الفساد ووقف الهدر.
مدير قوى الأمن
كذلك استقبل المدير العام الجديد لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، الذي شكره على الثقة التي أولاه إياها مع مجلس الوزراء، وتمنى عون لعثمان التوفيق في مهماته الجديدة، مركزا على دور قوى الأمن الداخلي وعلى التنسيق بينها وبين الاجهزة الامنية الأخرى للمحافظة على الأمن والاستقرار في البلاد.
المركز الدولي لعلوم الانسان
وفي قصر بعبدا، وفد المركز الدولي لعلوم الانسان في جبيل برئاسة الدكتور أدونيس عكره الذي أطلع رئيس الجمهورية على اهداف المركز والنشاطات التي يقوم بها منذ تأسيسه عام 1998 بالتعاون مع منظمة الاونيسكو واشراف وزارة الثقافة. وطالب الوفد بزيادة موازنة المركز وتفعيل دوره الثقافي والحضاري وتعزيز قدراته لاسيما وانه خرج حتى الان 580 شابا وشابة من لبنان والعالم العربي في مجالات حقوق الانسان والتربية على المواطنية واصول البحث العلمي وغيرها من المواضيع التي تدخل في صلب عمل المركز.
ونوه عون بدور المركز الدولي لعلوم الانسان في جبيل مؤكدا اهتمامه بتوفير الدعم اللازم ليستمر المركز في اداء مهماته وتحقيق الاهداف التي انشىء من اجلها، والتي تشكل مظهرا اضافيا للغنى الثقافي والحضاري في لبنان.