التبويبات الأساسية

كثيرًا ما تتردد مقولة "قمحة ولا شعيرة؟" في مجتمعاتنا وفي مناسبات مختلفة على أمل أن تكون الإجابة: “قمحة” ليعم السرور والفرح. واليوم الكل يسأل هل سينجح بهاء الحريري بعد عودته الى لبنان وطموحه السياسي ليأخذ مكان والده الشهيد رفيق الحريري وأخاه سعد المعتكف عن السياسية؟ فهل ستكون "قمحة"؟
من المبكر الايجابة على هذا السؤال لأن الكل يترقب هذه الزيارة وينتظر تفاعل الشعب اللبناني معه وخاصة من هم من الطائفة السنية وليس صحيح ما يتردد بحسب الضوء الأخضرالذي أخذه من الدول الأجنبية أو العربية وخاصة المملكة العربية السعودية.
برز بهاء الحريري على الساحة السياسية عقب ثورة 17 تشرين الأول 2019، واستقالة سعد الحريري من رئاسىة الحكومة على خلفية الاحتجاجات الشعبية، تبنى بهاء الحريري الثورة واتخذ من مطالبها مدخلا للإعلان عن مشروعه السياسي داعماً مطالبها ومُنتقداً الطبقة السياسية، بما في ذلك أخيه سعد الذي اتهمه بالتستر والسكوت عن سلاح حزب الله.
في عام 2020 على أثر انفجار مرفأ بيروت أسس "حركة "سوا للبنان" وهي حركة تغييرية تعمل ضمن مخطط سداسي، أولاً محاربة الفساد، ثانيا تطبيق اتفاق الطائف بشكل كامل، ثالثاً المطالبة بقضاء مستقل، رابعاً مخطط توجيهي اقتصادي متكامل، خامسا تقوية الجهاز الأمني وسادسا وضع مخطط استشفائي متكامل.
في عام 2022 فتح مكاتب لحركة "سوا للبنان" في جميع المحافظات وذلك لخوض الانتخابات النيابية والتي انتهت بعدم تمويل اللوائح واغلاق جميع المكاتب والاكتفاء بتوصية دعم لوائح القوى التغييرية.
كانت أول زيارة له للبنان بعد غياب عدّة سنوات بحجة الخطر الأمني،هذا العام في شهر نيسان فقط ليومين للمشاركة في تقبل التعازي بوفاة زوج عمته المغفور له مصطفى الحريري، مع العلم أنّ الوضع الأمني الآن في أسوأ حالاته.
ثم عاد الى بيروت ثانية في 28 حزيران بهدف استكمال مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وهذا حسب قوله وسيبقى فترة أطول ليتمكّن من لقاء أكبر عدد من المواطنين وتقديم مشاريع حسب حاجات كلّ منطقة.
وخلال استقباله الوفود والشخصيات والفاعليات يردد بهاء استحالة تعاونه مع الطبقة السياسية الفاسدة، ويعتبر أن الانتخابات النيابية لم تغير شيء، ودخول أخاه سعد في التحالف الرباعي كان بداية المشكلة، وهذا لا يمثل مسيرة والده الشهيد رفيق الحريري حيث كان البلد في عهده بألف خير.
يلاحظ من خلال هذه اللقاءات ان هناك عدّة تحديات تواجهه منها افتقاره إلى قاعدة جماهيرية قوية، الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية الصعبة في لبنان تُشكل تحدياً كبيراً لأي مشروع سياسي وخاصة في ظل الحرب القائمة بين اسرائيل وحزب الله.
انّ نجاح بهاء الحريري مرهون بعوامل متعددة، منها تفاعل الشارع، وكفاءة مشاريعه، وتنفيذ ما يعد به وأَلا تكون كسابقاتها.
الوقت وحده سيُخبرنا إن كانت عودة بهاء الحريري ستُثمر "قمحة" من التغيير، أم "شعيرة" وتبقى الأمور على حالها أي يبقى الشعب يأكل الطاووق والطبقة السياسية تأكل السمك كما حصل في احدى لقاءاته في طرابلس عندما دعا عدد من الجمعيات والشخصيات على طاولة الغداء وخلال هذا اللقاء علقت إحدى السيدات الحاضرات مخاطبةً بهاء الحريري: "ليش حضرتك أكلت سمك ونحن طاووق"؟
ويصبح لنا مقولة جديدة سمك ولا طاووق؟ بدل قمحة ولا شعيرة؟

منى الدحداح زوين

صورة editor2

editor2