ناشط ٌ سياسيٌ ومناضل ٌ حزبيٌ من الطراز الرفيع، شقّ طريقه بكلّ عزمٍ والتزام ٍ متسلحاً بأفكارٍ ومبادئ اقتنع بها بعد مناقشات ومشاروات عميقة. حسّان صقر، ابن الكورة وأحد مرشحّيها المحتملين عن المقعد الأرثودكسي في الإنتخابات النيابية المقبلة، يطلعنا على مشاريعه وبرنامجه في ضوء المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها لبنان من خلال حوار صريح ٍ ننشر فيما يلي أبرز ما جاء فيه.
- في البداية، ما الذي جذبكم إلى صفوف الحزب القومي السوري الإجتماعي؟
انضميّت إلى صفوف الحزب خلال فترة دراستي الجامعية في العام 1990، أنا في الأساس من منطقة من الكورة وتحديدا ً من بلدة كفرحاتا، والحزب كما هو معروفٌ له وجودٌ فاعلٌ في القرى المحيطة بالبلدة. وهكذا تعرّفتُ عن قرب على الحزب وتأثرت بمبادئه، خصوصا ً في الشق المتعلّق بالدين والطائفة، فشكلّت معتقداته الغطاء الفكري لقناعاتي، ولاحقا ً انغمست أكثر فأكثر في الشؤون الحزبية، تابعت عدّة ندوات فكريّة بالإضافة إلى مشاركتي في حوارات ومناقشات طويلة وغيرها من النشاطات الحزبيّة الثقافيّة لأصل إلى ما أنا عليه اليوم.
أنا ملتزمٌ وأعمل لقضية..
{{ ترشيحي خارج إطار
الحزب غير مطروح }}
- هل أنت مرشحّ للإنتخابات النيابية المقبلة؟
على المستوى الحزبي، هناك ثلاث شخصيّات قدّمت نفسها لقيادة الحزب كمرشحّين عن المقعد الأرثودكسي في قضاء الكورة، واسمي مطروحٌ بين تلك الأسماء، فإذا تبنّى الحزب ترشيحي سأكون جنديّاً في المعركة من موقع الترشح لأنّ الهدف هو إيصال الرسالة، وإذا قررّ الحزب تبنّي ترشيح شخصٍ آخر سأكون أيضا ًجندياً لإيصال مرشح الحزب بغضّ النظر عن الإسم، ففي جميع الأحوال أنا ملتزمٌ وأعمل لقضيّة ولمشروع، فالعمل السياسي ضمن الحزب هو قناعة لا يتأثر بعوامل كالإنتخابات التي نعتبرها مجرّد فرصة أو منصّة لإيصال الرسالة لا أكثر. أما أن أترشّح خارج إطار الحزب فهذا الأمر غير مطروح على الإطلاق ولا يعنيني.
- إلى من تميل قيادة الحزب برأيكم ؟
لا أعلم، وحدها القيادة الحزبية تملك جواباً على هذا السؤال، وهذا الموضوع لا يأخذ من وقتي كثيرا ً.
- هل أنتم مرتاحون للقانون الإنتخابي الجديد؟ وهل ينصف المسيحيين برأيكم؟
إنّ هدف أي قانون إنتخابي هو تمثيل المواطنين إذ لا بدّ له من أن يعكس إرادة الناس، جميع الناس من دون تفرقة بين مسيحي ومسلم، والطائفيّة أساسا ً هي جزءٌ من المشكلة اللبنانيّة لذلك يجب التفتيش عن الحلّ وعدم الإنجرار إليها أكثر. نحن نعتبر أن الطائفيّة مرضٌ، والمشلكة هي أن الطوائف تمتلك نمط تفكيرٍ موّجه ومحددّ. المسيحيوّن يعتقدون بأن ما هو لمصلحتهم يكون لمصلحة لبنان، والشيعة والسنة والدروز كذلك الأمر، إنما المنطق السليم يجب أن يكون معكوساً بمعنى أن ما هو لمصلحة لبنان هو حكماً لمصلحة الجميع، واذا إنطلقنا من هذا المبدأ نصل إلى خدمة مصالح الناس. ذلك أن تطوير البلد يتطلّب الخروج من منطق المحاصصة الطائفية واتبّاع منطق الكفاءة، فقد تبيّن بفعل التجارب بأن الدين يستخدم كغلاف لتحقيق مكاسب سياسيّة خاصة.
{{ للخروج من منطق
المحاصصة الطائفية }}
- ما هو برنامجكم الإنتخابي؟
لن أصل إلى مجلس النيابي كفرد بل ان الحزب والمشروع الذي يحمله هو من سيصل. من ناحيتي سأكون نائبا ً عن الأمّة بحسب الدستور اللبناني، وبالتالي سأمارس مهمّاتي الأساسيّة التي تتمثّل بمراقبة أعمال الحكومة والتشريع، كما أن للنائب دوراً استثنائياً يتعلّق بالمنطقة التي ينتمي إليها بإعتبار أنّه يساهم في سدّ جزءٍ من عجز الدولة، فكلّنا يعلم ان هناك تقصيراً من قبل السلطة السياسية لجهة الإنماء المناطقي. أمّا بالنسبة لمراقبة أعمال الحكومة، سأكون صوتاً من الأصوات التي ستعمل على تصويب مسار أعمال السلطة التنفيذيّة، كما سأكون سدّاً في وجه الفساد وفي وجه تهميش الفئات المحرومة بموازاة العمل على تحفيز القطاعات المنتجة للوصول إلى توازنٍ بين مختلف الفئات.
- ما هي انعكاسات السلسلة على الوضع الإقتصادي، وكيف تنظرون الى قانون الضرائب الجديد؟
نحن نؤيّد سلسلة الرتب والرواتب لكن لدينا ملاحظات، فنحن ضدّ الضرائب الجديدة التي فُرضت وضدّ الرسوم التي تطال الفئات المحرومة. ونقول بأنّه كان بالإمكان إنجاز السلسلة بطريقة أفضل، من خلال البحث عن مصادر تمويل أخرى وأجدى من تلك التي أُقرّت. فالدولة معنيّة بفرض سلطتها وهيبتها على كافة أراضيها ويعود لها البحث عن مصادر تمويل في الأماكن الصحيحة. لقد بات من المستحيل الإكمال بهذا المنطق الذي يأخذ من الفقير ليعطي الغني. وهذا هو مشروعنا.
- لماذا لا يتحرّك الشارع برأيكم؟
عندما يحاول المواطن رفع صوته، يخلقون له من حيث لا يدري مواضيع طائفية لتضييعه، علما ً أن سوء الخدمات يطال جميع الناس من دون إستثناء كأزمة السير، الإنترنت، الكهرباء وغيرها .. فمظاهر الدولة كلّها غائبة ما عدا الطائفيّة. الدولة ومؤسساتها مهترئة ولم يبق منها سوى النظام الطائفي الذي يحميها من السقوط. فلولا هذا الصراع لكانت سقطت هذه الدولة. بينما نحن كحزب نؤمن بأنّ العكس هو الصحيح، بحيث يجب ان تكون مظاهر الدولة هي الأساس مقابل إندحار النظام الطائفي الذي أوصلنا الى هذه الحالة البائسة. وغياب الطائفية سيؤدّي حكماً إلى بناء دولة ديمقراطية علمانيّة ومدنية حديثة.
- هل تعتقدون أن الناخبين سيتجاوبون مع طروحاتكم؟
نحن لا نتفائل ولا نعتقد، بل نعمل. نحن لدينا اعتقاد بأن الإنسان الشريف يبحث عن القضيّة المحقة وليس عن القضيّة الرابحة. في السياسة نختار الأهداف التي تؤمن مصلحة الناس ونعمل لتحقيقها بغض النظر إذا وصلنا إلى السلطة أو لا. فصعوبة الهدف لا تعني التخلّي عن المبادئ. فصراعنا اليوم هو مع القوى الطائفية التي تمتلك أدوات مهمّة تستغلّها في المعركة ولعلّ أبرزها براءة الناس وطيبتهم.
- ماذا عن الكورة، ماذا تحتاج اليوم؟
الكورة بحاجة إلى عدّة أمور، علماً بأنّها منطقة العلم والمعرفة حيث تبيع الناس أرضها وأرزاقها لتعليم أولادها. مشكلة الكورة هي أن أهلها لا يقطنون فيها، ففي الشتاء تكون أشبه بمنطقة مهجورة على عكس فصل الصيف حيث تشهد البلدات حركة دائمة.
والكورة ينقصها ما ينقص لبنان وهو فرص العمل. وهذا الأمر يحتاج إلى رعاية الدولة، ذلك أن أبناء المنطقة لا يستطيعوا استقطاب أنفسهم.. إضافة إلى ذلك، نحن أبناء الشمال لدينا عقدة عطلة نهاية الأسبوع فكلّنا نتوجه إلى بلداتنا مع كلّ نهاية أسبوع عمل، وهو ما نعتبره رحلة عذاب بالنظر إلى زحمة السير الخانقة التي تشهدها الطرق المؤديّة، لقد طرح مشروع الأوتوستراد البحري أكثر من مرّة إنّما كان يواجه بإعتراضات معيّنة، أنا سأعيد طرح هذا المشروع. هناك موضوع آخر يعنيني كثيراً، وهو أنّنا في الكورة لا نملك ناديا ً خاصا ً لكرة قدم، لدي طموح بتأسيس نادٍ مهمّ يكون على مستوى الدرجة الأولى بالإضافة إلى بناء ملعبٍ بمواصفات عالية ونحن قادرون على ذلك . فأنا أحبّ جدا ً هذه الرياضة ولو لم تجذبني السياسة لكنت إحترفت هذا المجال، وربّما سيكون هذا مشروعي لفترة التقاعد..