التبويبات الأساسية

رعت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية عناية عزالدين احتفال تخريج طلاب المدرسة الانجيلية اللبنانية في صور، والقت كلمة قالت فيها:
"كل الشكر لكم السيدات والسادة في المدرسة الانجيلية لدعوتي لاكون بينكم اليوم هنا في صور التي نأتيها يحدونا الشوق الى مدينة كأنها لؤلؤة اهداها البحر للبر، فاستراحت تحت ظلال خضراء من بساتين الليمون، وتربعت على سفوح عاملة عاصمة للجمال، للعطاء، للفكر، للمقاومة، عصية على المعتدين، منبرا للحكمة، وسفيرة الجنوب الى كل الدنيا".

اضافت: "اليك يا صور جاء الامام يسكن دروبك والحارات، فتزدادين تألقا ودفئا، من شاطىء الحرية والكرامة يجمع المحرومين ليمشي بهم على طود النهوض، يشق المعاناة بالمعاناة، حتى لا يبقى محروم واحد يرزح تحت نير التهميش المناطقي والطائفي البغيض".

وتابعت: "يعبىء الجنوبيون رفضا ومقاومة، زينتهم سلاح الحق، يرافقه رجل، من اقصى الشرق أتى، معلم عارف، يهدي من هدأة عينيه شبابا من بلادي مهنا وعلما، مصطفى شمران، يزرع في تربة التبغ بعضا من عفوية ثائر، فتثمر افواجا من المقاومين والشهداء، محمد سعد وخليل جرادي وغيرهم الكثير، افواج تصنع نصرا يليه نصر، وفي 25 ايار تحرير يتوج اكليل عز وغار على قمم الجنوب والوطن كل الوطن".

واكملت عزالدين قائلة: "صور ايها الاعزاء لم تعرف التمييز، ابناؤها جسد واحد، هنا لم تمر فتنة تدمير بلادي، كل الناس في عيش مشترك لا بل حياة مشتركة، هنا لا مهجر ولا خائف نقرأ في كتاب واحد كلمة واحدة، انها كلمة سواء"، مؤكدة "ان المدرسة الانجيلية هي وجه من وجوه صور الجميلة والبهية، وليس غريبا عليها، وهي المؤسسة الضاربة في جذور التربية والتعليم منذ مئة وثماني وأربعين عاما، ان تخرج الناجحين والمتفوقين".

واضافت: "اما انتم ايها الطلاب المتخرجون والمكرمون فأقول مبروك لكل واحد منكم هذا الانجاز الخاص، وانتم تعبرون من مرحلة في حياتكم الى مرحلة اخرى، تصبون الى مزيد من النجاحات والتألق وتسيرون نحو مستقبلكم، ان نجاحكم الخاص هو نجاح لوطنكم ولاسركم الذين يرون الامل بالمستقبل من خلالكم".

واردفت "ايها الاعزاء، العلم هو طريق التنمية والنمو، وهناك فرق بين الاثنين ليس بالضرورة ان يؤدي كل نمو الى تنمية، التنمية تحتاج الى اصلاح وسياسات حكيمة ونزيهة وقواعد حكم رشيد وعادل، وبغياب هذه المفاهيم لن ينعكس النمو تنمية في المجتمع"، مشددة اننا "نحن اليوم في هذا العالم الذي بات قرية صغيرة، اما ان نكون اصحاب فعل واما مجرد مستهلكين نتلقى ما ينتجه الاخرون، فنبقى على هامش التطور لا نملك اليات التنمية، بل نستجديها من خلال وصفات خارجية، بعضها داء يقدم لنا على شكل ترياق".

وتابعت عزالدين: "ان الاستثمار في العلم وتنشيط دورته البحثية والمخبرية عبر ناجحين ومتفوقين امثالكم، هو الامل الكبير للالتحاق في ركب التنمية التي نصنعها بانفسنا شابات وشبان من لبنان، وتبدعها عقول من بيئتنا ومن ارثنا الحضاري والفكري"، قائلة: "ايها الاعزاء هكذا نجسد معادلة التنمية والتحرير، تحرير الارض والانسان ليبقى هذا الوطن عزيزا كريما سيدا وحرا".

وقالت: "اعود الى صور لاستلهم منها، واستعين بها نموذجا حيا ينقض كل ادعاءات من لا يريدون لهذا الوطن ولهذا الشعب ان يعبر الى الدولة من بوابة وطنية جامعة مصرا على تصنيف الناس طوائف وعشائر وقبائل"، مضيفة: "نحن هنا في صور التي لم تعرف تمييزا وفيها شيعة وسنة ومسيحيون لا يراهم البعض في قوانينه الانتخابية فيحذف جزءا من ناخبيها لان لا مقاعد يستطيع ان ينالها فيها".

واردفت: "ان هذه المقاربات لا تحترم الناس ولا تطلب رأيهم وتتعاطى مع المواطنين اللبنانيين على انهم ارقام تساهم في زيادة عدد كتلة نيابية هنا وتكريس سطوة فريق في السلطة هناك، اي امل نعطيه لهذه الاجيال من خلال طريقة التفكير هذه؟".

وحول موضوع الانتخابات، اعتبرت عزالدين ان النسبية الشاملة وحدها تضمن اعطاء الفرصة المتساوية لكل مواطن اينما كان ولأي طائفة انتمى ، للتعبير عن نفسه ورأيه وتأييده ورفضه، وان النسبية الكاملة ضمن لبنان دائرة واحدة او دوائر موسعة تسمح لكل ابناء منطقة صور بالمشاركة من علما الشعب الى مروحين ويارين ومدينتنا الحبيبة فلا يهمش طرف ولا يستبعد رأي ولا تعزف جماعة عن المشاركة .

وختمت عز الدين محذرة من ازمة تزعزع مناعة الوطن وتباعد بين ابنائه فتشرع الابواب لعواصف المحيط ولهب الفتن، قائلة: "انها فرصة قبل فوات الاوان ايها الساسة فامنحوا هذه الاجيال الامل ودعوها ترث قانون انتخاب عادل يقرب ولا يبعد يجمع ولا يفرق".

صورة editor9

editor9