استهلت وزيرة التنمية الإدارية الدكتورة عناية عزالدين جولتها في مدينة صور بزيارة مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار حبال في دار الفتوى، في حضور رئيس مصلحة إدارة التبغ والتنباك المدير العام ناصيف سقلاوي، رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق، مفوض عام كشافة الرسالة الإسلامية حسين قرياني وعدد من أعضاء قيادة حركة "أمل" في صور.
بعد الترحيب بعزالدين قال حبال: "إن الفقهي الشرعي المتبع في ديننا يسمح ويجيز للمرأة بأن تتبوأ المراكز الاجتماعية والإنسانية وحتى السياسية، وهذه المناصب مشتركة بين الرجال والنساء والعمل الإنساني نتاج العقل الإنساني الذي تحمله المرأة كما يحمله الرجل. إن التاريخ الإسلامي حافل بعطاءات النساء في مجال المجتمع، ونؤمن بالديموقراطية الصحيحة وليس الديموقراطية المتبعة في هذه الظروف، كما أن المرأة تحمل النتاج الفكري ونؤيد الرئيس نبيه بري في تنصيب المرأة في مراكز الدولة، ونشعر بأنفسنا بحكم القناعة في عمل المرأة وخصوصا أن معالي الوزيرة تحمل الثقافة الإسلامية".
ونوهت عزالدين بعمل حبال، واعتبرت أن محور تحركاتها ومبادئها "تنطلق من مدرسة الإمام القائد السيد موسى الصدر لأننا في حاجة إلى ثقافة وتربية فكرية ونعول على تعاون الجميع لنشر لغة العصر الحديثة بالقالب الثقافي المميز، ونريد الحفاظ على التنوع الإنساني في لبنان، ونحن بحاجة إلى فكر عملي وديني وإلى الخدمات الإنسانية وتأمين فرص العمل للشباب والشابات لمعالجة الانحراف ربطا بالخطط الوقائية".
وتحدثت عن دور المرأة، مشيرة إلى "وجود العديد من النساء المنتجات في لبنان، ولكن نريد تمكين المرأة ثقافيا وفكريا وتنمية قدراتها والمساهمة في صناعة القرار الوطني مع جدولة أولوياتها بالنسبة الى الأسرة، وهذا الأمر التربوي مشترك بين الأم والأب وعليهما تقع كامل المسؤولية".
الإفتاء الجعفري
ثم تابعت جولتها وكانت المحطة الثانية في دار الإفتاء الجعفري في صور، حيث استقبلها مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبدالله الذي اعتبر أن "العيش المشترك أمانة الرسالات وأمانة مدرسة الإمام موسى الصدر، والمنهج والخطاب هو خطاب هذه المدرسة، والهدف هو إلغاء الطائفية السياسية وقبولنا بالطائف لأنه وضع لإلغاء الطائفية، ولا نقبل بأن يأخذنا أحد إلى الطائفية السياسية وصولا إلى الفئة الرابعة بالوظيفة، وجهودكم وجهود الرئيس نبيه بري ستحول دون تحقق هذا الامر". وتحدث عن "زيادة مستوى الاقتراع لإنجاح النسبية مقابل الأكثرية".
وقالت عزالدين: "مدينة صور كانت ولا تزال الحاضنة للعيش المشترك ومدينة عريقة بالتاريخ والحضارة وسنحافظ على هذا النهج المميز الذي زرعه الإمام الصدر".
أضافت: "تصديت لموضوع الوظيفة للمرأة المحجبة ليس من منطلق إمرأة محجبة بل من منطلق إنساني وحقوق الإنسان وحقوق المرأة، ونسعى دائما للخروج من الضيق الطائفي إلى مساحة الوطن الفسيح الذي يتسع للجميع وأرفض الطائفية السياسية وأعمل بالمنطلق للاصلاح الحقيقي في الوطن، وهذا الأمر يأخذنا إلى ضرورة قانون انتخابي يخرج إلى مساحة الوطنية، ولكن اليوم حصلنا على قانون نسبة الدسم فيه قليلة وما نريده هو الحصول على نسبة الدسم الكامل".
ورد عبدالله:" ليس غريبا على الوزيرة عزالدين أن تكون في صور التي تنتمي إلى التنوع اللبناني ومدرسة التعايش والتعاطي مع الإنسان وحقوقه، واليوم لبنان يدخل مرحلة جديدة على أساس النسبية، وهو خطوة للخلاص من الطائفية والمذهبية، وهذا يتحقق بكثافة الاقتراع للوطن والمرشح الذي يريد، ومن الواجبات الأساسية لكل مواطن أن يعبر عن ذاته ويقترع لهوية لبنان الذي يريد وهي هوية لبنان الواحد، والاقتراع يشكل رؤية وطنية للخروج من كهوف المذهبية الطائفية واستراتيجية المواجهة مع العدو الإسرائيلي ورسم لبنان موحد في مواجهة الإرهاب والإحتلال".
البلدية
وفي بلدية صور، استقبل رئيس البلدية حسن دبوق وأعضاء المجلس البلدي عزالدين، وبعد اللقاء عقدت مؤتمرا صحافيا قالت فيه: "أوجه تحياتي لجغرافية الصمود التي تمثلها مدينة صور وهي المدينة التي لم تتخل يوما عن مواثيق الوطن الأساسية إذ وقفت الفتن الطائفية على أبواب صور ولم تستطع أن تخرق جدار المقاومة والصمود، والرئيس نبيه بري الذي سعى إلى التنمية المستدامة مع قيادته للمقاومة في مواجهة إسرائيل، يعطي لصور الكثير من الاهتمام".
أضافت: "بصفتي وزيرة للتنمية زرت عددا من قيادات مدينة صور الروحية، وفي اللقاء مع البلدية واتحاد بلديات قضاء صور سنناقش مشروع وموضوع أزمة النفايات والعمل والسعي لدعم معمل فرز النفايات ومعالجتها في صور وسنطلع من البلدية على حجم المشكلات التي تواجهها المدينة والمنطقة من أجل وضع آلية للمعالجة وسبل وضع الحلول المتاحة على المستوى الوطني عامة. وبعد درس التقارير التي وضعها الخبراء سنباشر فورا بالتطبيق، وخلال أيام سنعقد هذا اللقاء لنبدأ بالعمل".
وردا على سؤال قالت: "قرار ترشيحي هو بيد الرئيس نبيه بري الذي تفوض من المجلس المركزي لحركة "أمل"، ولكن نحن دخلنا إلى عصر النسبية بالقانون الإنتخابي وهي تؤمن صحة تمثيل أعدل ومشاركة أفضل ولكن الدوائر لو كانت خارج القيد الطائفي لكان أفضل، وكل مقترع له حق أن يتمثل وهذا القانون يواجه النظام الأكثري".
ووجهت نداء "لكل فئات الشعب وأهالي الجنوب لممارسة هذا الحق الديموقراطي لأن صوتنا يجب أن يعكس خيارات التنمية والتحرير والصمود والمقاومة، وعلينا ممارسة هذا الحق بكل تفاصيله". وأبدت ارتياحها لمبدأ الحوار الوطني الذي يجب أن ينتج حلولا عادلة وتطبيق الطائف نصا وروحا، وعندما نختزل من النصوص بنود العدل والمساواة نقع في مشكلة، ونحن نعول على القامات اللبنانية في تصويب الإتجاه الصحيح".
بدوره قال دبوق: "أرحب بالوزيرة عزالدين التي تنتمي إلى المدرسة عينها التي ننتمي إليها بالعقيدة والوطنية، وبصفتها في تنمية الإدارة في لبنان نحن معها شركاء في تطوير معمل معالجة النفايات في منطقة صور وخصوصا أن معمل عين بعال لا يكفي المنطقة ولكننا نحتاج إلى أكثر من معمل، ولمسنا جميعا خطورة النفايات والتلوث الموجود في لبنان وخصوصا أننا في صور رواد سياحة والسياحة تتنافر مع التلوث والنفايات".
مؤسسات الإمام الصدر
وتابعت عزالدين جولتها بزيارة مؤسسات الإمام الصدر في صور، حيث كانت في استقبالها رئيسة المؤسسات السيدة رباب الصدر شرف الدين والمدير العام للمؤسسات نجاد شرف الدين وأعضاء الإدارة، في حضور النائب علي خريس ودبوق ومفوض عام الكشاف حسين قرياني وعدد من فاعليات المدينة.
ورحبت الصدر بعزالدين وقالت: "نرحب بالضيفة العزيزة إبنة الإمام الصدر وهي بأخلاقها وعملها تعبر تعبيرا صريحا عن عملها، ونحن نرحب بها دائما، ونتمنى لها النجاح والتوفيق في أعمالها".
واعتبرت عزالدين أن "مؤسسات الإمام الصدر هي مائدة من الموائد التي مدها الإمام الصدر على مستوى الوطن والجنوب وهي من مؤسسات المجتمع المدني قامت بدور الدولة في غيابها، واليوم نحن نعمل على أن تكون الدولة والمجتمع المدني في خدمة الإنسان".