أقامت "القوات اللبنانية" قداسا لراحة نفس شهدائها في كنيسة بلدة المطلة في اقليم الخروب، ترأسه الأب بولس سمعان يعاونه كاهن الرعية الأب حسيب مرعي، في حضور ماريان عيد ممثلة وزير البيئة طارق الخطيب، نائب رئيس حزب "القوات" النائب جورج عدوان، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي جورج مخول ورؤساء بلديات دير القمر السفير ملحم مستو، المطلة ارنست عيد، مزرعة الضهر حسيب عيد، ضهر المغارة طلعت داغر، عضو اللجنة التنفيذية في إقليم الشوف الكتائبي مختار بيقون جورج عيد ورئيس قسم المطلة المختار فارس عيد ممثلين لرئيس اقليم الشوف الكتائبي المحامي جوزف عيد، اضافة الى فاعليات المنطقة.
سمعان
بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الأب سمعان عظة قال فيها: "جئنا اليوم نلبي دعوة احباء لنا في هذا الشهر المريمي المبارك، لنحيي ذكرى تؤكد وفاءنا لشهداء لبوا نداء الواجب وقدموا انفسهم عل مذبح الوطن، ونؤكد التزامنا بمتابعة المسيرة بكل ايمان وثبات".
وأضاف: "نحن أبناء هذا التاريخ الحافل بالشهداء، فاستشهادهم لم يكن يوما في سبيل مصلحة او منفعة شخصية، ارضنا التي ارتوت بدمائهم، اصبحت ارض قداسة وطهارة وكرامة، فهل يجوز ان نفكر في بيعها لاي سبب او تحت اي عنوان؟". واكد "اننا نؤمن بالمحبة والتلاقي وقبول الآخر والعيش معه بسلام، فهذا في صلب ايماننا المسيحي".
وختم: "نحن نشكر القوات اللبنانية، ونأمل ان تستمر المسيرة وتبقى القوات حامية لهذا الوطن وصوت الحقيقة والعدالة الصادقة".
احتفال
وبعد القداس توجه الجميع الى النصب التكاري لشهداء البلدة، ووضعوا الأكاليل والزهور على النصب في ساحة الكنيسة، حيث اقيم احتفال استهل بالنشيد الوطني وتلاه نشيد القوات، ثم تقديم من طوني حنا عيد، ثم ألقى شارل عيد كلمة "القوات" في المطلة أشار فيها الى "اننا نحيي اليوم الذكرى 34 لمعركة المطلة ونؤكد العهد والسير على خطى الشهداء من اجل المبادئ التي استشهدوا من اجلها، والاستمرار على درب العيش المشترك ومحبة جيراننا".
وقال: "نؤمن بهذه الأرض وبحتمية وجودنا هنا ضمن محيطنا المتنوع الذي نحترمه، نحب جيراننا ونريدهم لسببين، اولا لان معتقدنا يدعوننا ال المحبة الى اقصى الحدود، وثانيا لان عقيدتنا تقوم بقبول الآخر والتفاعل معه بديموقراطية".
رئيس البلدية
ثم تحدث رئيس البلدية المهندس ارنست عيد، فأكد اننا "لن ننسى الشهداء ولن نسمح بنسيان من اختاروا الموت لتبقى لنا الحياة"، مشيرا الى "اننا نشتاق لهم، وما اصعب الشوق لمن غادروا الارض واختاروا الموت لتبقى لنا الحياة".
وخاطب الشهداء فقال: "افرحوا ولا تخافوا، فنحن عل العهد باقون وللوعد أوفياء. لبنان كما اردتموه سيكون، وهذه وصية ستتوارثها الأجيال، وحدة، شراكة في الجبل، ليعم السلام والأمان. كلنا في الشوف واحد، وللشوف عنوان، مصالحة الجبل اسمه، وهذا الاسم من اذكى ثمار الخلق للأذهان، مصالحة فاح اريجها في صرح العز فكانت وستبقى رمز الاخوة ورمز الوحدة والامان. معا وللابد اهل الشوف واحد وسيبقى الشوف عرين الابطال ووحدته كابوسا لمن يحلم بأنه سهل المنال".
وختم بالقول: "لا نريد حروبا تدمر، نريد الوفاق مع الكرامة عنوانا. لا نريد ان ندفن الشباب تحت التراب، نريد شبابا بالحياة ينعمون وبالأحلام يضجون. رباه ارحم شهداءنا وساعدنا لنتفادى البلاء".
عدوان
ثم تحدث النائب عدوان فحيا المطلة واهلها، معتبرا انها "مطلة بالكرامة والعنفوان والتضحية والنظر الى بعيد"، منوها بدور رئيس البلدية وشبابها، "الذين يعطون من كل قلبهم"، مؤكدا وقوفه "الى جانبهم والى جانب بلدة اعطت لبنان والجبل خيرة شبابها".
وحيا الشهداء وارواحهم، مؤكدا اننا "لن ننسى تضحياتكم واحلامكم، لاننا مؤتمنون على تحقيق هذه الأحلام، وسنبقى اوفياء".
واضاف: "لبنان يمر اليوم في اصعب المراحل. الوضع الاقتصادي والمالي في تدن، والوضع السياسي متشنج. لبنان ينتظر اليوم كي يكون عنده قانون انتخابات، حتى تستطيع كل الناس ان تعبر وتحاسب، وتكون ممثلة بشكل سليم وصحيح. المشكلة الكبيرة التي نعاني منها في البلد هي ان ليس هناك من محاسبة، والتي كنا نعاني منها ان الانتخابات لا تتيح لكل واحد منا ان يقول ماذا يريد. اليوم نحن نسعى لصوت كل واحد من اللبنانيين. طبعا هذا السعي امامه عقبات، وفيه صعوبات، ولكن نحن لن نتوقف لا امام اي عقبة ولا امام اي صعوبة، وليس لدينا خيار الا ان يكون لدينا قانون انتخابات قبل عشرين حزيران".
وتابع: "نؤكد مرة جديدة، نحن لدينا التزامات وطنية تجاه كل الناس، في ان نتمكن من انشاء دولة قادرة قوية وحدها تكون مسؤولة عن كل شيء، التزامنا ان تكون دولتنا بيدها كل القرار والسلاح وكل الخدمات وكل شيء، وان تقوم الدولة على مؤسسات وليس على اشخاص، تكون قائمة على بنيان وليس كلما اهتزت الامور حولنا في المنطقة او اهتزت الامور في الداخل يتعرض كل شباب لبنان، ويكونوا هم من يريدون الدفاع عن كل ما يؤمنوا به".
وقال: يجب ان تكون الدولة حامية لجميع اللبنانيين، هي التي تفرض القوانين وتكون محطة ثقة لنا جميعا. نحن كقوات لبنانية يجب ان يكون رهاننا الاول والاخير على الدولة اللبنانية. نحن في عهد جديد وحكومة جديدة، نضع يدنا معهم لنتمكن نحن واياهم من عبور لبنان الى بر الامان والاستقرار والهدوء والرخاء الذي نحلم به جميعا".
اضاف: "جاء الوقت لنعبر من وادي الدموع والأزمات والتهجير والتفرقة الى بر الأمان والفرح، فاللبنانيون لهم الحق في العيش، لهم الحق في ان يحصلوا على كل متطلباهم في جو من الرخاء والكرامة والاطمئنان".
وتابع: "أما على صعيد الجبل، هذا الجبل مر بمراحل تاريخية طويلة وصعبة، انما نحن اليوم في مرحلة اخرى ومختلفة، نعيش بناء مداميك المصالحة التي ارساها البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، بطريرك الاستقلال الثاني مع النائب وليد جنبلاط، وكل شيء يجب ان يتم تحت سقف هذه المصالحة وان لا تتعرض الى اي اهتزاز. موقفنا واضح وليس فيه مواربة، فأي خطوة تعرض الجبل بمسلميه ومسيحييه وموحديه الدروز، الى اي اهتزاز او اي توتر، نحن كقوات لبنانية سنتصدى لها، لانه جاء الوقت لكي يعيش الناس في أهل الجبل بتنوعهم بإطمئنان مع جيرانهم، كل يحترم الآخر، ويقبل الآخر ويريد العيش مع الآخر، والآخر كذلك، في جو من الندية والاحترام المتبادل، فحريات الآخرين تصان بحرياتنا، وحرياتنا تصان بحريات الآخرين، من هنا اؤكد ان كل واحد منكم مؤتمن على هذا الموضوع، لان الوصاية والاحتلالات والتدخل الاجنبي والغريب ومخططات المحاور لديها سبيل وحيد حتى تفتك بوطننا، هو ان لا نكون سويا كلبنانيين، لذلك عندما نتحدث عن المصالحة والعيش الواحد والندية وحريات بعضنا البعض، نتحدث لانها الطريق الصحيح لكي نصون وطننا واستقلالنا، وعندها يبقى جبلنا شامخا وموحدا".
وقال: "لا تنسوا، انه في الوقت الذي كل العالم حولنا تأكله نار الحقد والضغينة والاصوليات والتطرف، ما زال هذا الوطن في العالم هو النموذج في العيش معا. ما زال هذا الوطن الذي يستطيع فيه المسلم والمسيحي والدرزي التحدث والنقاش مع بعضهم البعض ولو اختلفوا في بعض القضايا، ولكن يمكنهم الحديث والوصول الى حل للنهوض بوطننا. الحل الوحيد الذي يمكننا ان نبني فيه لبنان هو التقدم نحو المساحة المشتركة، حتى نستطيع من خلالها بناء وطن يكون قراره بيده ولا يتدخل احد فيه، اليوم عندنا فرصة، هناك رئيس جمهورية من مناضلي ومقاومي الاستقلال، ولدينا رئيس جمهورية من اصحاب العزم والارادة، ولدينا رئيس حكومة عنوان في مواجهة التطرف، عنوان الاعتدال والانفتاح، ولدينا شركاء في الوطن والجبل، يتقدمون معنا الى نصف الطريق، ومنهم النائب جنبلاط. نحن نريد الاقتراب اكثر لنجتمع واياهم، حتى ضمن الندية والكرامة والمحبة والاحترام المتبادل وضمن اعتراف كل واحد بخصوصية الاخر وتنوعه، فهم غنى وليس نقمة، علينا الاقتراب جميعا لنضع قانون انتخاب، ليحاسب الناس ويختاروا ما يريدون لكي نبني مؤسسات. فمن هنا وعدي لكم بان أي موضوع نقوم به، أكان بقانون الانتخاب او بإلانماء، او بعمل مشترك، سنكون معكم يدا بيد وصفا واحدا لندافع عن كل ما آمنا به، لكي نتمكن من خدمة وطننا وخدمة اهلنا، ونكون اوفياء لكل التضحيات التي تمت، هذا وعدنا وقرارنا، نحن عندما نعد نفي بعهدنا، وعندما نقول كلمة نقف عندها".