التبويبات الأساسية

إفتتح محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود، المعرض الميلادي الذي أقامه رئيس دير مار باسيليوس الاب نقولا الرياشي على درج الدير، بالتعاون مع جمعية عيش الاشرفية ومارك بيروتي، في حفل أقيم على درج دير مار باسيليوس - الاشرفية، بحضور الوزير السابق ميشال فرعون، راعي ابرشية بيروت وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك المطران جورج بقعوني، مخاتير المنطقة واعضاء من مجلس بلدية بيروت وكهنة دير مار باسيليوس وعدد من الشخصيات الانمائية والاجتماعية.

بعد جولة على أرجاء المعرض ألقى الاب الرياشي كلمة رحب فيها بالحضور، وشكر للمحافظ عبود رعايته وحضوره، مشددا على "أهمية المناسبة في بداية شهر الاعياد المجيدة".

ثم ألقى المحافظ عبود كلمة قال فيها: "هذه المرة الاولى التي نفتتح فيها أول نشاط لعيد الميلاد، والوزير ميشال فرعون يكون سباقا والمبادر دائما في الأشرفية، خصوصا في هذه المرحلة لأننا مررنا بظروف صعبة، ناتجة من انفجار مرفأ بيروت، ولكن بعون الله استطعنا يدا بيد تجاوز قسم كبير منها، استطعنا ترميم البيوت وعدتم اليها، هذه المنطقة التي كانت حزينة ومدمرة بأكملها، ولكنها عادت اليوم الى رونقها وجمالها".

وأضاف: "إن الدمار المادي نستطيع تجاوزه، ولكن دمار النفوس هو الأخطر والاصعب، واليوم نقول لكم إن نفوسنا مدمرة بسبب ما حصل في لبنان، بسبب الازمة الاقتصادية الكبيرة التي تضربنا، بسبب كورونا وهجرة الشباب، وقد أصبحت العديد من البيوت فارغة من أبنائها، وزهوة الاعياد أن يجتمع الاهل والعائلات، ولكن للأسف نرى معظم الابناء في الاغتراب فيما يعيش أهاليهم بوحدة هنا".

وتابع: "لن نتوقف عند هذه الصورة، فنحن مسيحيون أبناء الرجاء وبقاؤنا في هذا الشرق هو رسالة، وبالتالي علينا تجاوز الصعوبات، فأهلنا وأجدادنا مروا بصعوبات أكبر، ولكنهم تجاوزوها بالايمان والرجاء وبتعاونهم ومحبتهم لبعضهم، ونحن لسنا أقل ايمانا من أهلنا واجدادنا، سنرجع لنقف الى جانب بعضنا البعض، أن يقف الغني الى جانب الفقير، أن نقسم رغيف الخبر في ما بيننا لنقطع هذه المرحلة، وبعد العاصفة سيأتي الطقس الجميل، الريح قوية ولكن علينا أن نتمسك بالارض ونتجذر بها، دائما في الحياة صعوبات، وسرعان ما نصل الى بر الامان".

ثم ألقى فرعون كلمة رحب فيها بالحضور، وشكر للمحافظ عبود "اضطلاعه بمهامه في هذه الظروف الصعبة بكل كرامة وعنفوان ونزاهة بعكس ممارسات بعض الموظفين السابقين الذين استغلوا مناصبهم لمصلحتهم الشخصية".

وأضاف: "كما أن عيد الاستقلال مر دون أن يكون عيدا بل محطة لتأكيد الالتزام بالدفاع عن مبادئ السيادة والاستقلال، فالميلاد هذه السنة ليس عيدا بل إلتزام بمعاني العيد، من رجاء وإيمان ومحبة وأمل وبشارة وتضامن ورفض العنف.
فالتشاؤم ليس إستسلاما، بل دعوة الى العمل، بالرغم من أن مميزات لبنان أصبحت معكوسة في ظل هذا العهد، فالقضاء الذي هو رمز العدالة أصبح تحت هجوم وحصار لمنع المحاكمة، والمرفأ رمز النجاح الاقتصادي أصبح رمزا للدمار، والديمقراطية ورمزيتها للحرية والتجدد توقفت مع شرط ان الانتخابات لن تحصل الا إذا بقيت السلطة، والضمان الاجتماعي أصبح لا ضمان ووزارة الصحة توقفت عن تغطية صحة اللبنانيين، والمصارف التي يجب أن تحمي جنى عمر المواطن قضى عليه وبعض أصحاب هذه المصارف هرب أمواله الى الخارج وترك المودعين في مهب الريح، يوزع عليهم مساعدات إنسانية بدل إحترام حقوقهم القانونية. والكهرباء التي ترمز للاضاءة أصبحت رمزا للانقطاع. ‏‎يدمرون رسالة لبنان ولا خيار الا الالتزام في الدفاع عنها والحفاظ عليها".

وتحدث بقعوني فقال: "من وسط الالم، من وسط المنطقة التي دمرها انفجار مرفأ بيروت، نقول أن عيد ميلاد سيدنا يسوع المسيح يعطينا الحياة والفرح، هذا المعرض الجميل هو فسحة فرح في أيام صعبة وقاسية. ولأجل ذلك احيي الاب نقولا وكل من ساعده على هذه المبادرة، المسيحيون لا يستسلمون لأنهم أبناء الرجاء وهذا المعرض هو علامة على رجائنا ورغبتنا وارادتنا بالفرح ويبقى عيد الميلاد عيد الفرح رغم كل التحديات التي تواجهنا لأن المسيح ولد وتجسد وهو ابن الله معنا، واتمنى للجميع اياما مباركة واستعدادات كريمة لعيد الميلاد، مع أملنا بأن لا يبقى هذا المعرض مزارا لشراء الاشياء الجميلة المعروضة والدخول الى الكنيسة لشكر الله والتأمل بيسوع سبب فرحنا جميعا".

صورة editor14

editor14