أكد النائب المنتخب عن المقعد الإنجيلي في دائرة بيروت الثانية القسيس الدكتور إدكار طرابلسي أن "الناس أثبتوا وفاءهم في هذه الإنتخابات من لبنان ومن دول الإنتشار، بالرغم من نسبة الإقتراع المتواضعة"، مشددا على أنه "لن ينخرط في مجال المناكفات السياسية وسيلتزم العمل خلال المرحلة المقبلة فعلا وليس قولا".
وردا على سؤال عن قدرته في الموازنة بين الفضيلة والعمل السياسي، خصوصا وأن ما يعرف أن هناك شوائب تعتري العمل السياسي، قال ادكار، في حديث الى برنامج "لبنان في أسبوع" الذي تعده وتقدمه الإعلامية نتالي عيسى عبر أثير "إذاعة لبنان": "ان الإنسان أسير أقواله، والأصعب حين يكتب كلمة ويوثقها، تماما ما كان يفعله حيث سبق وكتب عن الفكر السياسي وعمل في السياسة في مستويات مختلفة، وأنه نفذ ما كان يقوله ويكتبه من خلال عمله في الخطوط الخلفية كمساند لكتلته سواء كأحد أعضاء مركز الدراسات أو اللجان التنفيذية في التيار".
وأضاف: "الشيء الوحيد الذي لم أفعله التشريع، ونحن اليوم نحمل هم أهلنا وشعبنا، ولم أطمح بدخول البرلمان للحصول على نمرة زرقاء للسيارة أو الحصول على صفة وراتب النائب، بل أطمح لجعل حياة الناس أفضل في هذا البلد الجميل".
وأردف: "النائب يجب أن يفكر في اللجنة البرلمانية التي يريد الإنضمام إليها، وأنا شخصيا من حيث الإختصاص يجب أن أنضم إلى لجنة التربية، خصوصا وأن هناك ملفات عالقة ومنها أزمة تحمل الأهل تكاليف الأقساط المدرسية، وأزمة المعلمين المظلومين حقيقة وأزمة أصحاب المدارس الخاصة. وهنا تكمن الأهمية في الإنصاف والعدل في حل هذه الأزمات".
وتابع: "وكذلك أهتم لدخول لجنة الشؤون الإجتماعية - العمل والصحة، ولكنني أدرس قدرتي على التنفيذ"، مشددا أن "هناك عددا كبيرا من اللجان ولكنه ليس مع الدخول في أكثر من لجنتين أو ثلاث على الأكثر، فالغاية لا تكمن بالكثرة بل بفعالية اللجنة والقرارات التي تصدر عنها، علما أن هناك لجانا حيوية لم تتمكن من عقد إجتماعاتها لعدم إكتمال النصاب".
وعما إذا كان يعتبر أن رد اللبنانيين عن تقاعس عمل المجلس السابق، ترجم بعدد قليل نسبيا في المشاركة بالإنتخابات النيابية، لفت إلى أن "عدم مشاركة البعض هو نوع من المساءلة، إلا أنني لا أعفي الناخب من مسؤوليته الوطنية، وأعتبر هذا تقصيرا منه تجاه البلد، إذ أرى أنه كان يفترض إلزام الناخب لينتخب ولو بورقة بيضاء أو دفع بدل لقاء ذلك، لأن من يشكو من الأزمات يجب أن يتحمل مسؤولية خياراته أو عدم إنتخابه".
وأضاف: "الناخب ملزم بالإنتخاب ولو بورقة بيضاء، بالرغم من أنني ضد الإنتخاب بورقة بيضاء التي شكلت حاصلين في الأقضية وحاصلا في بيروت، وهذا أمر ليس مقبولا، فيجب أن يكون لدينا حث وطني، والسياسيون أيضا يجب أن يتجنبوا المناكفات السياسية والإلتفات إلى العمل الدؤوب".
ولفت إلى أن "من أحد بنود برنامج "التيار الوطني الحر" خلق فرص عمل جديدة، كما أنه همي الشخصي إضافة إلى موضوع التربية المعني به، حيث لدي تخوف من هجرة أولادنا ليأتي الغريب ويأخذ فرص عملهم في وطنهم"، مشيرا إلى "ضرورة إيلاء أهمية كبرى لهذا الموضوع كي يصبح لدينا دورة حياة مكتملة وإقتصاد منتج ووظائف مؤمنة".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى أيد عاملة من الخارج تختص بحرف معينة، ولكن أصبح هناك نزوح سوري إقتصادي وليس سياسي. أنا مع إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم بدون قيد أو شرط أو أمم متحدة".
وعما اذا كان هذا الملف الأول الذي يبحث بعد تشكيل الحكومة الجديدة، حيث كانت صرخة أطلقها رئيس الجمهورية ومطالبته الحثيثة بمتابعة هذا الملف من قبل التيار وتكتل "لبنان القوي"، أجاب القسيس طرابلسي: "نعم بدون أدنى شك يجب أن يكون، خصوصا وأن منذ سنوات حين طرح الوزير باسيل الامر إتهم بالعنصرية، ولكن من إتهمه آنذاك أهلهم وناخبوهم يعانون من البطالة بسبب تفاقم الأزمة وضموا صوتهم للوزير باسيل، لكن في وقت متأخر، لذا يجب التحرك سريعا لوضع حد لهذا الملف".
اضاف: "ان النظام الأكثري السابق ظلم الناس، ولكن في هذه الإنتخابات تمكنوا من الإنتخاب والخرق".
وتابع: "قبل أن أعد الناس بوعود واهية كما سمعنا في الحملات الإنتخابية، أدعوهم إلى الإنخراط في العمل معي. ووفقا لمشاهدتي في إحدى الدول في الغرب، الناخب لا ينتهي دوره عند صندوق الإقتراع، فأنا أطمح إلى أن ينخرط الناخبون في العمل السياسي، وأسعى إلى تأسيس فريق من الناخبين يعكس هموم الناس ومطالبهم وينخرط في العمل السياسي. من هنا سأجتمع مع هذا الفريق بشكل دوري، فإذا الآلية لم تكن موجودة لا نستطيع تنفيذ الوعود".
وعن وصف كلمة رئيس تكتل "لبنان القوي" الوزير جبران باسيل خلال الإحتفال بالفوز بالإنتخابات بال"مدوية"، شدد على أن "الناس عبرت عن فرحها بالمشاركة وبتكبد عناء الإنتقال من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال للمشاركة، وأن كلمة الوزير باسيل كانت مجموعة ملاحظات حرص على تدوينها طيلة تلك الفترة".
وتابع: "ليس من منطلق حزبي، ولكنني أرى أن ما كان يسمى في السابق