التبويبات الأساسية

كشف تقريرٌ نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن أوجه التشابه والإختلاف بين ما عُرف بـ"اتفاق أوسلو للسلام" الذي تمّ توقيعه عام 1993 بين إسرائيل و"منظّمة التحرير الفلسطينية" في العاصمة الأميركية واشنطن، وبين خطّة السلام الأميركية الجديدة المعروفة باسم "صفقة القرن" والتي أعلن عن تفاصيلها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم الثلاثاء الفائت، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويشير التقرير الذي أعدّته الكاتبة الإسرائيلية، نينا فوكس، إلى أنّ "هناك أوجه شبه واختلاف بين "صفقة القرن" و"اتفاق أوسلو"، في ظلّ ما يردّده بعض الإسرائيليين عن وجود بنود أساسية في "صفقة القرن" تعود إلى جذور "اتفاق أوسلو للسلام" مع الفلسطينيين لعام 1993".
وأوضحت الكاتبة أنّ "هناك فرقاً أساسياً، يتمثل في أنّ "أوسلو" شهد حضور الوفد الفلسطيني، في حين أنّ ترامب فضل الخيار أحادي الجانب، رغم عدم وجود توقعات إلى أين قد تؤول هذه الصفقة".

وفي هذا الصدد ينقل التقرير عن وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق، والمحاضر الزائر في جامعة "نيويورك" وأحد عرابي "اتفاق أوسلو"، يوسي بيلين، قوله إنّ "هناك فرقاً جوهرياً بين "اتفاق أوسلو" و"صفقة القرن"، الأول شكّل اختراقاً في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لأنّه المعركة الأولى التي تلتقي فيها الحركة الصهيونية اليهودية مع الحركة الوطنية الفلسطينية"، مضيفاً: "لقد التقى الجانبان في مكان واحد، في حين أنّ ترامب لم يعمد للمسار ذاته، واختار العمل أحادي الجانب".

وأضاف أنّه "ربما ليس هناك مشكلة كبيرة في ما تطرحه "صفقة القرن"، لكن الإشكالية الكبيرة تكمن في الخطوات الأحادية من قبل أميركا، لأنّه لا يجب أن يطرح السؤال هل أنّ أميركا توافق على خيار الضم للمستوطنات، لأنّ أميركا ليست شريكنا في مسار السلام، يجب أن يوجه هذا السؤال للفلسطينيين، شركائنا في السلام".
ولفت إلى أنّه "في اتفاق أوسلو لم يكن هناك حلول للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، لكن ما طرح خلاله هو اتفاق مرحلي مُوقّت، في حين أنّ صفقة ترامب تطرح حلاً عملياً، لذلك من يصف الصفقة بأنّها "أوسلو ج"، ليس دقيقًا، لأنّ روح أوسلو ليست موجودة في الصفقة".

وأكّد أنّ "اتفاق أوسلو تحدث عن انسحابات على عدة مراحل، ما يعني أنّ إسرائيل كان يجب أن تنسحب من 80% من المناطق الفلسطينية قبل الاتفاق النهائي، واليوم في الصفقة يجري الحديث عن اتفاق دائم، ويشمل 70%، وهي نسبة إشكالية؛ لأنها تغلق الدولة الفلسطينية من كل جوانبها الـ 4، باستثناء البحر المتوسط من جهة قطاع غزة، وهذا مكمن خوف الفلسطينيين".

من جهته، قال عضو الكنيست السابق من حزب "العمل"، ميكي روزنتال، إنّ "صفقة القرن واتفاق أوسلو قاما في الأساس على حلّ الدولتين للشعبين، بجانب الدعم العالمي للسلطة الفلسطينية، التي وردت في كلا الاتفاقين، ترامب وعد بتوفير 50 مليار دولار لدعم السلطة الفلسطينية، وفي أوسلو أيضاً تم الحديث عن توفير إسناد المجتمع الدولي الاقتصادي للسلطة".

وأضاف أنّ "تبادل الأراضي تحدث عنه اتفاق أوسلو وصفقة القرن، وكذلك الاعتبارات الأمنية متشابهة، رغم أن هناك بنداً مثيراً للقلق في صفقة القرن، وهو أنها لا تتم بالتوافق، لأنّها خطوة أحادية مثل الانفصال أحادي الجانب".

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية بـ"الجامعة العبرية"، يوناتان فريمان، إنّ "صفقة القرن واتفاق أوسلو يتحدثان فيها الأطراف الثلاثة: الفلسطينيون والإسرائيليون والأميركيون، عن قيام سلطة مستقلة، إسرائيل لا تريد التحكم بالفلسطينيين، والسيطرة عليهم، لكنّها في الوقت ذاته ملزمة بالانسحاب من المناطق الفلسطينية التي تتواجد فيها اليوم".

وأضاف أنّه "في حين أن اتفاق أوسلو سعى لمنح إسرائيل شرعية في العالم العربي، فإنّ صفقة القرن حملت الهدف ذاته أيضاً".

المصدر: عربي 21

صورة editor14

editor14