أطلق مركز الشارقة لريادة الأعمال ("شراع")، مبادرة "#معا_من_أجل_بيروت"، بهدف دعم الشركات المتضررة في العاصمة بيروت وضواحيها، جراء انفجار مرفأ بيروت المدمر في 4 آب الماضي، تضمنت إنشاء صندوق بقيمة 100 ألف دولار تقدم على شكل منح الى 10 شركات متخصصة في إعادة الإعمار، حصة كل واحدة منها 10 ألف دولار.
ويأتي إطلاق مركز "شراع" لمبادرة "#معا_من_أجل_بيروت"، بالتعاون مع "منتدى إم آي تي لريادة الأعمال في العالم العربي"، وبدعم من أمازون ويب سيرفيسزAWS، بحيث تقدم اعتمادات بقيمة تصل إلى 10 ألف دولار أميركي لكل من الشركات العشر التي اختيرت لتغطي رسوم الخدمات السحابية ضمن برنامج Activate AWS، بالإضافة إلى الدعم التقني والتدريب والخدمات الاستشارية.
وتنضوي المبادرة تحت مظلة "صندوق شراع التضامني"، والذي أعلن مركز "شراع" عن إنشائه في شهر نيسان الماضي احتفاء بتحدي #أبونتو_لوف_تشالينج، المبادرة العالمية التي أطلقتها رئيسة مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، ومؤسس "مؤسسة أفريقيا 2.0" مامادو كويدجيم توريه، بهدف إلهام رواد الأعمال الملتزمين إحداث أثر إيجابي حقيقي، وتشجيعهم على مساندة مجتمعاتهم خلال أزمة تفشي وباء فيروس كورونا المستجد.
تمكين مؤسسي الشركات الناشئة
وقالت المديرة التنفيذية لمركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع" نجلاء المدفع: "يأتي دعم مؤسسي الشركات الناشئة خارج دولة الإمارات خلال الأزمات في مقدم أولويات مركز "شراع"، وخصوصا الذين تضرروا من الحادث المأسوي لانفجار مرفأ بيروت، ويترجم تقديم هذه المنح المالية الى لشركات الناشئة الرئيسية في لبنان، رؤية مركز "شراع" في توسيع مدى جهودها على المستوى الإقليمي، والمساعدة في تمكين مؤسسي الشركات الناشئة في المنطقة".
وأضافت: "نحن فخورون بهذه الشراكة مع "منتدى إم آي تي لريادة الأعمال في العالم العربي) والتي تمثلت في اختيار 10 شركات ناشئة في لبنان لتتسلم منح مركز "شراع"، لأنها متخصصة في قطاعات تؤدي دورا كبيرا في دعم المجتمع المحلي في العاصمة اللبنانية بيروت، ويسعدنا أن نتعاون مع "أمازون ويب سيرفيسز" لتقديم هذا الدعم".
وأعربت عن ثقتها بأن "الشركات المشمولة بالدعم ستسهم بدفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ودعم الجهود الرامية للمساعدة في إعادة إعمار مدينة بيروت"، مشيرة إلى أن "تلك الثقة تنبع من إيمان مركز "شراع" الراسخ بأن الشركات الناشئة المعززة بالتكنولوجيا ذات التوجهات الهادفة الى إحداث التأثير الإيجابي قادرة على المساهمة في تطوير اقتصاد يتسم بالقوة والتنوع في أي مكان في العالم".
بدورها، قالت المديرة العامة لـ"منتدى إم آي تي لريادة الأعمال في العالم العربي" مايا رحال: "على رغم الحدث المأسوي الذي ضرب العاصمة اللبنانية بيروت وسكانها الشهر الماضي، فإن قادة المجتمع المدني وأصحاب الأعمال وروادها سيكونون قادرين على بناء مستقبل أفضل، بحيث تثبت هذه الشراكة مع (شراع) فاعلية القوة المجتمعية التي شهدناها أخيرا على الأرض في بيروت وخلال عملنا على مدار الـ14 عاما الماضية".
وأضافت: "أظهر مؤسسو الشركات الناشئة الأعضاء في مؤسستنا دعما وتضامنا غير مسبوقين مع المجتمع، بحيث وظفوا خبراتهم وطاقاتهم لتوفير الدعم العاجل عبر توفير الإمدادات الغذائية والمسكن للمتضررين، وخلال اختيار الشركات المستفيدة من هذه المنحة، حرصنا على تعزيز التأثير الذي ستحدثه المساهمة المالية على المديين القصير والطويل، ونحن على يقين بأنهم سيكونون قادرين على التغلب على التحديات الكبيرة التي تواجههم".
من جهته، قال مدير تطوير أعمال الشركات الناشئة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى أمازون ويب سيرفيسز نديم جارودي: "يسعدنا التعاون مع مركز الشارقة لريادة الأعمال ("شراع")، و"منتدى إم آي تي لريادة الأعمال في العالم العربي" في هذه المبادرة المهمة لدعم الشركات اللبنانية الناشئة. فلطالما كانت ريادة الأعمال عاملا أساسيا في إيجاد الحلول، سواء كان ذلك من خلال الخدمات المبتكرة أو تطوير حلول تحدث تأثيرا إيجابيا في المجتمع. ونتطلع إلى العمل مع الشركات الناشئة كجزء من مبادرة "#معا_من_أجل_بيروت"، لمساعدتها على الافادة من قوة الحوسبة السحابية لابتكار حلول تسهم في إعادة بناء المجتمع والاسراع في جهود تعافيه".
إحداث التغيير الإيجابي المستدام
"في أعقاب الحادث المأسوي الذي هز بيروت، واجهت الشركات الناشئة تحديات ميدانية كبيرة لأخذ زمام المبادرة بتقديم الدعم الفوري في توزيع الغذاء، والأدوية والمستلزمات الطبية وخدمات الرعاية الصحية للمتضررين في جميع أنحاء العاصمة، وبعد دراسة دقيقة للمستفيدين من مبادرة "#معا_من_أجل_بيروت"، اختار مركز "شراع" 10 شركات ناشئة تمتلك إمكانات كبيرة، وتوجهات مجتمعية قائمة على التكنولوجيا، تعمل جميعها في قطاعات أساسية مثل الإسكان، ومعالجة المياه، والرعاية الصحية، والتجارة الإلكترونية، وغيرها من القطاعات الضرورية التي تضمن الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمتضررين وسرعتها".
وجاء اختيار الشركات بناء على مستوى الأضرار وطبيعتها، التي أصابتها جراء الأزمة، وطريقة تخطيطها للافادة من المنحة، وعرض خططها التنموية التي تستمر سنتين، بحيث تسعى هذه الشركات الى تعزيز علاقاتها الإقليمية وخبراتها بهدف توفير فرص عمل جديدة وإحداث التغيير الإيجابي المستدام الذي يسهم في إعدة الإعمار.
الشركات المستفيدة من المنح
والشركات المستفيدة من المنح هي:
- "بيلدإنك"، وهي شركة بناء بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد، متخصصة في تصميم وبناء وحدات سكنية مؤلفة من طابق واحد، ومجهزة بأثاث خاص، خلال أسبوع واحد فقط، أي خفض المدة الزمنية اللازمة لأعمال البناء بنسبة 75%.
- "مرونا"، وهي شركة طورت شبكة لامركزية من أنظمة معالجة مياه الصرف الصحي الصديقة للبيئة، والتي يتم التحكم بها وتشغيلها من بعد من طريق تكنولوجيا "إنترنت الأشياء" بالحد الأدنى من الصيانة.
- "مودفيت"، وهي منصة إلكترونية للتصميم والأثاث الداخلي، تساعد الناس على تأثيث منازلهم عبر جمعهم مع خبراء التصميم الداخلي.
- "فابريك إيد"، وهي مؤسسة مجتمعية متخصصة بجمع الملابس وفرزها وإعادة توزيعها للمجتمعات المحتاجة بأسعار رمزية تراوح بين 10 سنتات و50 سنتا للقطعة الواحدة.
- "سيمباتيكوس"، وهي شركة مجتمعية قائمة على التكنولوجيا المستدامة تسعى الى تعزيز وصول المرأة في الوطن العربي الى خدمات الصحة النفسية عن طريق تطبيقات الهاتف.
- "بي أو تي" (بريدج، آوتسورس، ترانسفورم)، المنصة الأولى في لبنان المتخصصة في دعم نظم الأعمال ذات البعد الاجتماعي، بحيث تسعى الى ايجاد فرص عمل في المناطق التي ترتفع فيها نسبة البطالة، وتستخدم "نظام تقصي معلومات السوق" والتكنولوجيا لتوفير فرص العمل الحر للشباب والشابات العاطلين عن العمل في المجتمعات المحتاجة.
- "كويكباك شيلتر"، وهي شركة متخصصة بتوفير مساكن الإيواء الجاهزة للاجئين والنازحين الذين أجبروا على ترك منازلهم، والمجتمعات المتأثرة بالكوارث الطبيعية، التي لم تعد قادرة على تأمين احتياجاتها الحياتية الأساسية من السكن الآمن.
- "كومبوست بلدي إس إيه إل"، وهي شركة مجتمعية متخصصة باستدامة إدارة معالجة النفايات البيولوجية، وتسعى الى تعزيز إعادة تدوير النفايات البيولوجية.
- "بسمة"، وهي شركة أجهزة طبية توفر خدمات معالجة وأجهزة تقويم الأسنان على المستوى العالمي، من خلال استخدام الأدوات والأجهزة الطبية المصنوعة بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد من طريق أطبائها المختصين.
- "كيدز جينياس" (ذا ميكرز هاب)، وهي شركة متخصصة بتطوير مواهب الأطفال والناشئة من الفئة العمرية 7-18 عاما، وهي مجهزة بالأداوت والأجهزة التي تغطي مجالات مختلفة منها التكنولوجيا.
