التبويبات الأساسية

في الوقت الذي لا يزال فيه اللبنانيون مستمرين بالنزول الى الساحات تأكيداً على مواصلة طريق الانتفاضة التي انطلقت قبل نحو أسبوعين، هناك شبان من صور يقبعون خلف القضبان، ذنبهم الوحيد أنّهم شاركوا كما غيرعم من المواطنين في الانتفاضة، رافعين شعار "كلن يعني كلن"... أيام مرّت وهم في أقبية السجون والادّعاء الموجّه إليهم كما يقول المحامي حسن بزّي "خطير".

توقيف" سياسي اعتباطي"

صور التي انتفض شباب فيها على الطبقة الساسية، وتحدّى شبان وفتيات فيها حواجز الترهيب، يدفع بعضهم اليوم ثمن مجاهرتهم برفض عباءة أي زعيم، وبحسب ما قاله بزّي لـ"النهار": "يوجد 12 موقوفاً في صور، توقيفهم سياسي اعتباطي، كما أنّ بعضهم استُدعي للتحقيق معه بقضية إحراق استراحة صور، وحين مثل أمام المحقّق، بدأ استجوابه في موضوع إحراق صوَر الرئيس نبيه #برّي، ومن يقف خلف دعوته للنزول الى الشارع، أي أنّ التحقيق خرج على الموضوع الاساسي، والأمر الاخطر أنّه تم الادّعاء على جميع الموقوفين بقضية حرق وسرقة موصوفة، وهي جناية تصل عقوبتها الى 7 سنوات أشغال شاقة"، مضيفاً: "تم الادّعاء على الموقوفين بقضايا جرمية وتحويلهم الى قاضي التحقيق الاول في الجنوب، حيث حدّد لهم جلسة استجواب الاثنين في صيدا".

ماذا عن المسلّحين؟

غالبية الموقوفين كما قال بزّي، لا علاقة لهم بقضية إحراق استراحة صور، لافتاً الى أنّ "الحرق يعتبر جنحة، لكنّ الخطورة تكمن في الادّعاء على الجميع بالسرقة الموصوفة". وشرح: "بعض الموقوفين قد تكون ثبتت عليهم تهمة التكسير، إلا أنّ اتهامهم بالسرقة أمر معيب وهدفه الإبقاء على توقيفهم وترهيب جميع أبناء صور كي لا يعاودوا النزول الى الساحة والمطالبة بتغيير النظام"، متسائلاً: "عن سبب عدم توقيف من نزل الى الشارع بالأسلحة الحربية لقمع المتظاهرين، فحتى إنّه لم يتم فتح محضر، على الرغم من احتلالهم قرى قضاء صور، وهذا دليل على أنّ القضاء في هذا الملف مسيس"، وعما إذا تم الاعتداء على الموقوفين بالضرب، أجاب: "نعم، جزء ممن أُوقفوا تعرضوا لذلك".

بيان استنكار

وكان صدر عن حراك صور بيان جاء فيه: "بعد استدعاء مخفر صور لعشرات الشباب للتحقيق، بينهم قاصرون وحالات مرضية، ظهر التدخّل السياسي بوضوح من أحزاب السلطة، حيث وُجهت أسئلة للموقوفين عن مواقفهم على وسائل التواصل الاجتماعي. يهمّنا في الحراك التأكيد أنه لا يجوز بحجة الاعتصام والمطالبة بالحقوق استدعاء المشاركين، وما يحصل هو أكبر دليل على أحقية الاستمرار في مطالبنا".

المصدر: النهار

صورة editor14

editor14