وصف النائب السابق أنطوان زهرا، خلال لقاء حول أبرز المستجدات نظمته مصلحة الطلاب في حزب "القوات اللبنانية" الفساد بأنه "معضلة كبيرة في لبنان". ورأى أن "أزمتنا الحالية انبثقت من عوامل عدة وأسباب خاصة"، واضعا في هذا الاطار "تموضع لبنان الرسمي مع حزب الله وسياسته، إذ علاقات حزب الله بإيران وسوريا ومواقفه السياسية داخليا وخارجيا أثرت على اقتصاد البلد، لأن لبنان لطالما اعتمد على الاستثمار الخارجي لا سيما الخليجي".
وعن التحركات الاحتجاجية، قال "الثورة كان لا بد لها من أن تندلع في أي لحظة، لأن ثمة حالة من الانفصال والانكار بين السلطة المتحكمة والشعب اللبناني".
أضاف: "على الرغم من أن أحزاب سياسية مختلفة، حاولت أن تحرك الثورة وأن تؤثر عليها كما تريد، إلا أن الثورة ابتدأت بشكل عشوائي من دون أي تخطيط مسبق. وبمجرد أن نزلت أحزاب السلطة إلى الشارع لافتعال المشاكل مع القوى الأمنية، تحولت الاحتجاجات إلى حراك دائم. بالإضافة إلى العاملين الاقتصادي والاجتماعي، ثمة عامل نفسي أيضا أسهم في تبلور هذا الحراك. إذ اكتشف الشعب اللبناني قدرته على أن يملي إرادته على السلطات السياسية، للمحافظة على قيمة الفرد وحرية الإنسان وحقوقه وكرامته".
واستطرد قائلا إن "مطالب الشعب في الشارع، تجسدت ضمن إطار الدستور اللبناني، بدءا من إسقاط الحكومة، مرورا بتشكيل حكومة من الاختصاصين وليس من السياسيين لمواجهة الفساد وإنقاذ الوضع الاقتصادي، تمهيدا لانتخابات نيابية مبكرة. لذلك، حالة الإنكار لدى السلطة والممطالة في تشكيل الحكومة ومحاولات التأجيل، لا تؤدي إلا إلى تصاعد المطالب والمزيد من الفوضى".
وعن موقف "القوات" من الحراك، قال زهرا: "حزب القوات كان يحمي مطالب الحراك قبل أن يتحرك، وذلك من خلال أداء حزبنا النيابي والوزاري، وتنبيهاته وإعلاناته المتكررة والمطالبة بتشكيل حكومة من الاختصاصيين، وكل ما يتم تداوله في الآونة الأخيرة بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية هو ما حذر منه حزب "القوات" لا سيما في هذه الحكومة".
وختم معلنا موافقة "القوات" على شعار "كلن يعني كلن"، لأن "كل من يتعاطى أمور الشأن العام، ينبغي أن يخضع للمساءلة والمحاسبة بهدف إظهار حقيقة الأمور كاملة".