التبويبات الأساسية

عقد الوزير السابق اللواء اشرف ريفي مؤتمرا صحافيا في مكتبه بطرابلس، استهله بالقول: "أهلي في طرابلس، أيها اللبنانيون، أبدأ بالكلام عن اللقاء مع الرئيس سعد الحريري في دارة الرئيس فؤاد السنيورة وأقول: قمنا معا بخطوة كبيرة لطي صفحة الشرذمة والخلافات، وأنا مقتنع تمام الاقتناع أن هذه المصالحة التي أدت الى عزوفي عن خوض الانتخابات الفرعية في طرابلس، ربما كانت خسارة لمقعد نيابي، لكنها انتصار لقضيتنا ولاهدافنا في الاستقلال والسيادة ودولة المؤسسات، كما أنها وبكل وضوح وقفة في وجه من يستهدفون طائفتنا بتهمة الفساد بعدما سبق واتهموها بالارهاب".

أضاف: "أنا أشرف ريفي الذي يبدي الكرامة على الحياة اذا ما خير بينهما، والذي لا يرى في السلطة والمواقع أكثر من وسيلة لتحقيق هدف نبيل، أقول لكم وبكل ثقة، إن هذه المصالحة أغلى من مقعد فرعي، فعندما تهب العواصف سنكون رجلا واحدا في وجه المعتدين دفاعا عن وطننا وطائفتنا وقضيتنا، وأن عودة الوئام الى القلوب، هو الضمانة لاستمرار مسيرتنا وقضيتنا".

وتابع: "تعرفون أنني عزمت على الترشح للانتخابات الفرعية بعد التشاور مع أهلنا. وكان مقررا اليوم ان أعلن هذا الترشيح، لكن يعرف الجميع واولهم الرئيس السنيورة، أنني تجاوبت مع مبادرته منذ اليوم الاول، وتركت الباب مفتوحا وأعلنت ذلك، رغم ان الجهوزية كانت كاملة لخوض الانتخابات. وأكرر بكل قناعة: المصالحة لحماية طائفتنا ووطننا أغلى من 128 مقعدا نيابيا. علمت أن قوى 8 آذار تنتظر اعلان ترشحي كي تعلن مرشحا لها مستغلة انقسامنا لتخطف مقعدا نيابيا في مدينتنا الحبيبة".

وأردف: "لا ليس أشرف ريفي من يساهم بخسارة قضيته. لقد سبق ان عارضت قانون الانتخابات لأنه يمكن دويلة السلاح من اختراق الساحات السيادية، واليوم اتخذت القرار بالعزوف عن الترشح لعدم تمكين أي كان من تحقيق المزيد من هذا الاختراق. اتخذت قراري بضمير مرتاح وبقناعة عميقة ومن دون شروط او مكاسب ومن دون ابتزاز. وبالمناسبة، اوجه تحية كبيرة للرئيس فؤاد السنيورة وللوزير رشيد درباس لدورهما في انجاز هذه المصالحة".

وقال ريفي: "أهلي في طرابلس الأبية، للشيخ سعد الحريري دولة الرئيس أقول: تخاصمنا بشرف لمدة طويلة، واليوم نتصالح بنية صافية، صادقة، متبادلة لنواجه معا المخاطر المحدقة بالبلد باسم الاكثرية الساحقة التي أفرحتها هذه المصالحة. سنكون معا في الدفاع عن الدولة والدستور والطائف والعيش المشترك، وفي الحفاظ على طائفتنا اللبنانية العربية التي هي مكون اساسي من بنيان هذا الوطن. قناعاتي لا تتغير، ثوابتي لا تتبدل، إيماني باستقلال لبنان وبرفض السلاح غير الشرعي، نضالي من اجل المحكمة الدولية والعدالة وشهداء انتفاضة الاستقلال عهد علي حتى النهاية. اعتراضي على مسار التنازل امام السلاح غير الشرعي قائم ما دام هذا السلاح مستمرا بقضم الدولة والمؤسسات. وفي هذا اليوم العظيم، هذا اليوم المجيد، ذكرى انتفاضة اللبنانيين وطرد الوصاية السورية، أحيي الرئيس الشهيد رفيق الحريري وجميع شهداء انتفاضة الاستقلال. لارواحهم الطاهرة الرحمة وللبنان السيد الحر الانتصار".

أضاف: "تحاول دويلة السلاح التي تعمل لحساب ايران أن تسيطر على الدولة وتتوهم الانتصار. كلامي لا اوجهه للطائفة الشيعية الكريمة التي هي طائفة مؤسسة في لبنان، والتي تعتز بانتمائها العربي، فالدستور ملاذها وليس السلاح غير الشرعي. لقد اتهم حزب الله الرئيس فؤاد السنيورة بالفساد وبالمسؤولية عن ال 11 مليار دولار، فرد مفندا أكاذيبهم، فأربكهم وفضح مكرهم. ولا يزالون مستمرين في محاولة خداع الناس".

وتابع: "إن من يدعي محاربة الفساد واحترام القضاء لا يقوض الدولة ومؤسساتها. إن من يدعي محاربة الفساد واحترام القضاء عليه ان يسلم المتهمين باغتيال الشهيد رفيق الحريري. إن من يدعي محاربة الفساد واحترام القضاء عليه ان يسلم المتهمين بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب. ان من يدعي محاربة الفساد واحترام القضاء لا يؤسس ميليشيا سرايا المقاومة التي تضم اصحاب سوابق ومطلوبين للعدالة. إن من يدعي محاربة الفساد واحترام القضاء عليه ان يسلم قاتل الضابط الشهيد سامر حنا. إن من يدعي محاربة الفساد واحترام القضاء عليه ان يرفع قبضته عن المطار والمرفأ والمعابر البرية حيث يحصل التهرب الجمركي بمليارات الدولارات. إن من يدعي محاربة الفساد واحترام القضاء عليه ان يتوقف عن تبييض الاموال، وتهديد النظام المصرفي. إن من يحترم العيش المشترك لا يهجر اهل بلدة الطفيل ولا يتصرف بخلفية مذهبية في سوريا والعراق واليمن".

وأردف: "أنا اليوم أدعو لكشف فساد حزب الله والقوى التي تحتمي به، كما أدعو القضاء لوضع يده على ملفات الفساد كافة. فالفاسد لا يحق له ادعاء محاربة الفساد. لقد اتهم المحور السوري الايراني طائفة بأكملها بالعمالة وأعني المسيحيين، واليوم يتهم السنة بالارهاب والفساد، وتعلمون انه هو الارهابي الاول وهو الفاسد الاكبر لا بل انه مدرسة في الفساد. نقول لحزب الله: مخطىء اذا توهمت انك تستطيع استفرادنا، فنحن عندما تهب العواصف رجل واحد، وهذه المصالحة نضعها اليوم بتصرف الجميع لمواجهة كل الاخطار، وسنواجه العاصفة متحدين وسننتصر بإذن الله".

وقال: "أهلي في طرابلس: لقد قلت ما يكفي لشرح ظروف هذه المصالحة وأسبابها، وسأقول المزيد في المرحلة المقبلة. لقد اتفقنا مع الرئيس الحريري على ايلاء طرابلس ما تستحق بعد حرمان طويل ومزمن، مسؤوليتي أن أتابع مع المعنيين هذه المهمة التي لا تعلو عليها مهمة اخرى فالوضع لم يعد يحتمل، والجميع يجب ان يتحمل المسؤولية وان نضع الخلافات جانبا لإنماء المدينة، وبناء مرافقها، وتأمين فرص عمل ليعيش ابناؤنا بعزة وكفاية وكرامة فكفانا فقرا. ومع انني لست في سدة المسؤولية الآن، فإني أتحمل المسؤولية أمام اهلي. لقد سبق ان اعتذرت لهم عن اخفاق المجلس البلدي، وأنتهز المناسبة اليوم لأدعو جميع القيادات الطرابلسية الى التكاتف من اجل إنماء طرابلس والى فصل الخلافات السياسية عن الانماء".

أضاف: "ردا على من يتساءل ماذا يطلب اللواء ريفي من محبيه في طرابلس، أقول انتم عنوان الوفاء، انتم رفاقي واخوتي وعائلتي. وكما كان لدي شجاعة اتخاذ الموقف بختم جروح الماضي، لدي الثقة بأن اتوجه اليكم بالمشاركة في الانتخابات الفرعية، كأنني أنا المرشح لهذه الانتخابات. أدعوكم لتمارسوا قناعاتكم بحرية كما عرفتكم، ولكم القرار، آخذين بالاعتبار كل المخاطر التي ذكرتها آنفا ولكم القرار وانتم اهل للقرار. أهلي في طرابلس وكافة المناطق اللبنانية: نبدأ مرحلة جديدة بأمل وتفاؤل كبيرين، فالصعاب ليست في قاموسنا. نحن أقوياء بكم وبإيمانكم بعدالة قضيتنا، سنناضل من أجل طرابلس ومن اجل لبنان، بغض النظر عن الموقع الذي نحن فيه. ضميرنا منارتنا، عزيمتنا صلبة فاستعدوا للمرحلة المقبلة استعداد الأبطال المؤمنين بالله، المنتمين الى وطننا لبنان".

وتابع: "كلمة اخيرة أقولها من القلب: تعرفون من هو أشرف ريفي وتعلمون انني لا أجري مصالحات لمصالح شخصية. ما يجري اليوم على الساحة اللبنانية هو استهداف خطير لوطننا وطائفتنا وقياداتنا، فنحن نتعرض لمحاولات خبيثة لتفريقنا واستهدافنا منفردين لاستكمال وضع اليد على ما تبقى من مؤسسات الدولة. أقول وبكل صراحة اني اشعر بخطر كبير على وجود لبنان كدولة مستقلة، وهذا ما دفعني ويجب ان يدفعنا جميعا، لرص الصفوف ومواجهة هذه الهجمة الشرسة التي تستهدف وطننا وطائفتنا وقياداتنا".

وختم: "يدنا ممدودة للجميع لما فيه مصلحة لبنان ليبقى وطننا وطنا آمنا مستقلا مستقرا لكل ابنائه".

صورة editor2

editor2