رعت رئيسة الجمعية اللبنانية للحفاظ على اثار وتراث الجنوب اللبناني "أثار جل" السيدة رندة عاصي بري الاحتفال الذي نظمه اتحاد بلديات الشقيف النبطية بالتعاون مع بلدية بريقع لافتتاح محمية الشقيف الثانية - بريقع، في حضور النائب ياسين جابر، رئيس اتحاد بلديات الزهراني علي مطر، رئيس اتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جميل جابر وفاعليات.
بعد النشيد الوطني وكلمة لرئيس بلدية بريقع علي هادي سعد، تلاه كلمة لجابر، ألقت راعية الاحتفال السيدة بري كلمة قالت فيها: "عنوانان يختزلان عمل إتحاد بلديات الشقيف منذ تولي الدكتور محمد جميل جابر لمسؤولياته في رئاسة الإتحاد، وهما التنمية والبيئة. فهذا التوجه الإستثنائي، أدى إلى إطلاق وتنفيذ العديد من المشاريع البيئية والتنموية في هذه المنطقة التي تختزل حكاية الأرض والسماء، وحكاية الصمود والإنتصار. ومن هذه المشاريع، إنشاء المحميات الطبيعية والحدائق العامة، معامل فرز ومعالجة النفايات، البنى التحتية والصرف الصحي، بالإضافة الى الإهتمام بالرياضة والتوعية والإرث الثقافي والحضاري. وها هو الإتحاد اليوم، يؤكد مرة أخرى على هذا التوجه من خلال إنجازه محمية الشقيف الثانية في بريقع بالتعاون مع بلديتها بعد محمية الشقيف الأولى في أرنون. فكل الشكر والتقدير لإتحاد بلديات الشقيف بشخص رئيسها، أولا على منحي شرف رعاية هذا الإفتتاح، وثانيا على هذا الجهد والعمل المتواصل في سبيل تنمية هذه المنطقة سياحيا وثقافيا وإقتصاديا وبيئيا".
اضافت: "إن فكرة المحميات الطبيعية قديمة في التاريخ الإنساني والحضاري، فمنذ آلاف السنين، إعتبرت بعض الأراضي والجبال مقدسة لتاريخها وسحرها الخاص في كل من استراليا وأوروبا. وفي العام 252 ق.م، أقر أمبراطور الهند "أسوكا" قانونا لحماية الحيوانات والأسماك والأحراج ووفقا للمعلومات التاريخية أيضا، وخلال حكم الرومان للبنان منذ حوالى ألفي عام، وجد الأمبراطور الروماني "أدريان"، أن قسما كبيرا من غابات لبنان قد تعرض للقطع، فعمد إلى تحديد مساحة ما تبقى بحجارة منقوشة، يعلن فيها ملكية الأمبراطورية لهذه الأحراج لحمايتها. ويمكن القول إن الإمبراطور، بهذا العمل، قد أنشأ أول محمية في لبنان".
وتابعت: "إن هذه التوطئة التاريخية تضيء على أهمية المحميات الطبيعية ووجودها في المجتمعات والدول، وإنطلاقا من هذه الأهمية، يجب أن نعمل على تطبيق الأهداف التي من أجلها تم إنشاء هذه المحمية أو تلك، فالأمر لا يتوقف فقط على ضمان سلامة التنوع البيولوجي والاختلاف الوراثي للأنواع والمستويات المرضية لتكاثرها، وأماكن توالدها ومواطنها، بل يجب أن تكون المحمية آلية لإدارة الموارد البيولوجية واستثمارها بشكل مستدام يضمن المحافظة عليها وحمايتها وتنميتها، ويمكننا تفنيد الأهداف من إعلان المحميات وتأسيسها وإدارتها بما يأتي:
-·الحفاظ على العمليات البيئية (الإيكولوجية) التي ترتبط باستمرارية الحياة وبقاء الإنسان، وذلك من خلال حماية الأنواع النباتية والحيوانية الموجودة وبخاصة المهدد منها بالانقراض.
-·البحث العلمي في مجال الأحياء والنظم البيئية.
-·صون وحفظ المصادر الوراثية النباتية والحيوانية الوطنية.
-·التربية وزيادة الوعي الجماهيري بأهمية المحميات والمناطق الطبيعية.
-·الحفاظ على التراث الوطني في استثمار الموارد الطبيعية المتجددة والتراث الطبيعي وصيانتهما.
- الاستثمار السياحي البيئي للمحمية بالشكل الذي لا يؤثر سلبا على مكوناتها الحيوية. ومن هذه النقطة بالذات ومن موقعي كرئيسة للجمعية الوطنية للحفاظ على آثار وتراث الجنوب اللبناني "آثار جل" سوف أتوجه للقيمين على واضعي الإستراتيجيات السياحية والبيئية في لبنان الى:
- إدراك أهمية السياحة البيئية ومساهمتها بشكل فعال في المحافظة على التراث الطبيعي والثقافي.
- إدماج السياحة البيئية فى خطة إدارة المحميات الطبيعية.
- وعي الأهمية الإقتصادية للمحميات الطبيعية والجمالية والبيئية، ودورها فى تأدية الخدمات للمجتمع المحلي.
- إدراك الدور الوطني للمحميات الطبيعية، سواء بالنسبة الى السياحة أو لكونها احتياطا استراتيجيا للموارد الطبيعية وبنوكا للجينات الوراثية، يحتم على المسؤولين توفير الجهاز والكوادر البشرية المتميزة، لتلك المحميات ودعمها بالوسائل العلمية والمعدات، لأداء مهام الحماية والمراقبة والرصد البيئي، ومتابعة سلامة الموارد، بالإضافة إلى التنسيق والتعاون مع مختلف الأجهزة والمؤسسات المهتمة بالمحميات في لبنان.
- إصدار التشريعات اللازمة لتحويل الكثير من المناطق الخضراء في لبنان والجنوب خاصة، ومنها محميتا الشقيف في أرنون وبريقع، الى محميات طبيعية أسوة بمحمية صور التي كان لجمعية أمواج البيئة، وبدفع من دولة الرئيس نبيه بري دور كبير في اصدار تشريع إعتمادها كمحمية في العام 1998".
بعد ذلك، غرست السيدة بري شجرة عند مدخل المحمية ثم أعلنت افتتاحها امام العموم.