الأزمة المعيشية إلى مزيد من التفاقم والقطاع التجاري يشهد حالياً ركوداً مخيفاً كما أن الوضع الإقتصادي والتجاري في عاليه يشبه وضع لبنان، هكذا وصفه رئيس جمعية تجار عاليه الأستاذ سمير شهيب.
خلال لقاء خاص لموقعنا تحدّث الرئيس شهيب وعلامات الأسى بادية على وجهه: «المحلات التي أقفلت في عاليه قاربت الخمس وعشرون في المئة وأشار ان هذا الرقم عرضةً للتصاعد. فرغم سوداوية المشهد التي نعيشه قد أعطانا القليل من الأمل مصرحاً أن عاليه أقل تأثراً من مناطق ومدن أخرى. وعبّر أن هناك حل لمشكلة لبنان في حال وجدت النية.
الرئيس شهيب كما يعرفه الجميع بعفويته وفعاليته وحبّه لمدينته، كذلك لجمعية التجار الذي منذ ترأسه لها وهو يدفع بها قدماً إلى الأمام ضمن خطط عمل وسياسات ذكية إعتمدها عبر سنوات خلت محدثاً مطوراً لها لتماشي الحاضر والمستقبل.
عاليه العيش الواحد المشترك، عاليه المحبة والألفة، انها ليست فقط عروس الجبل بل عروس لبنان الكل. هكذا يرىاها شهيب وهكذا وصفها، فإليكم اللقاء التالي وما دار فيه...
كيف أثّر الوضع الإقتصادي على الأسواق التّجاريّة عامّةً؟ وعلى سوق منطقة عاليه بشكلٍ خاصّ؟
الوضع الإقتصادي هنا يشبه حال لبنان، أيّ أنّ الأثر يطالنا كما يطال الآخرين، أو يطالنا بنسبةٍ أقلّ من مناطق أخرى. بما أنّ عاليه مدينةٌ تجمع حولها ما يُقارب سبعين أو ثمانين قريةً، تُشكل لها مركزًا قضائيًّا وسوقاً يلبي مبتغاها التجاري ونواحي التسوق، فهذا ما يبعث بها الحيوية والحركة. ولكن لا شكّ أنّ التأثر السلبي رمى ثقله عليها في الناحية الإقتصاديًّة، والسياحيًّة بشكلٍ خاصّ. الإيجابي في هذه المدينة، أنّها مُستقرة أمنيًّا، من ناحية أخرى وللأسف نشهد إقفالاً لمحلّاتٍ ومؤسّساتٍ، ممّا جعلنا نشعر بضّيقة إجتماعيّة.
كم يبلغ عددها تقريبًا؟
المحلّات الّتي أقفلت تبلغ حوالي الخمسة والعشرين بالمئة (25%)، وهذا الرّقم معرّض للزّيادة.
متى جرى هذا بعد ثورة 17 تشرين؟ أم قُبيلها؟
إذا رأيت تصاريحَنا نحن كجمعيّة، لتدرك أنّنا نصرّح منذ عشر سنين، أيّ منذ بدء المشاكل في سوريا، وإقفال الخطّ البرّي بين لبنان والعالم، خصوصًا العالم العربي. هنا بدأنا نشعر بالأزمة، الّتي وصلت إلى ذروتها عندما انقطعت السّياحة بين الخليج العربي ولبنان. والمشكلة أنّ الدّولة اللّبنانيّة لم تعمَل على «صناعة السّياحة»، فهي ما زالت تعتمد على السّياحة القديمة، الّتي تبلغ من العمر ما يعادل المئة سنة تقريبًا، مثلَ الطّقس، المناخ، حسن الإستقبال، الضّيافة ... وهذه العناصر باتت رجعيّة، ما عادت تساهم في السّياحة لأنّ العالم يتطوّر، ففي السّعوديّة مثلًا، وبالرّغم من الحرارة المرتفعة فيها، النّاس يمارسون التّزلّج، وهذا جرّاء تعرّض العالم اليوم إلى تطوّرٍ يطال جميع الأصعدة. فالسّياحة اليوم في لبنان بحاجةٍ إلى تطويرٍ، أو «صناعة السّياحة». بالإضافةِ إلى ذلك، من الممكن المحافظة على العادات والتّقاليد الّتي تُجذِب السّوّاح، ولكن نحن بحاجةٍ لدعمٍ من وزارةِ سياحةٍ سياديّة، لا لوزارةٍ باتت ميزانيّتها، وللأسف 0% تقريبًا، لأنّنا في لبنان نعتمد على القطاع السّياحي بشكلٍ مباشر، إذ إنّنا في القطاع الصّناعي شعبٌ إستهلاكيّ يعتمد على الإستيراد. أمّا في التّجارة، فنحن معروفون منذ أيّام الفينيقيّين حتّى الآن، ولكن للنّجاح مقوّمات أخرى.
ما هي المشاريع الّتي تحضّرون لها من أجل تشجيع النّاس وتحفيزهم لزيارة سوق عاليه؟
وهل من مشاريع قادمة للصّيف المقبل؟
خلال كلّ سنة نضع مشاريع صيفيّة، ولكن خلال هذه السّنة وبظلّ هذه الظّروف، لسنا قادرين على التّحضير كما السّنوات السّابقة، لأنّ هذا يتطلّب مبالغ باهظة وSponsors...
وبالرّغم من ذلك، أعددنا مشروعًا لهذه السّنة، ولكن من يدري أحوال البلد ومفاجآته...
هل يوجد تعاونًا بينكم وبين جمعيّاتٍ أخرى؟
لدينا ما يُسمّى «اتّحاد تجّار جبل لبنان»، يشمل الأقضية السّتّ، التي تشكّل القوّة الإقتصاديّة الكبرى في لبنان، بالإضافة إلى تنسيقٍ تامّ مع غرفة التّجارة والصّناعة بشكلٍ منظّم ومع الأستاذ محمّد شقير بشكلٍ خاصّ الّذي هو ملمّ جداً بالوضع الإقتصادي، وإلى اتّفاقٍ مع جمعيّة تجّار بيروت، ولبنان كافّةً.
لبنان اقتصاديًّا، إلى أين؟
برأيي، هناك حلّ لمشكلة لبنان، إن وُجِدَت النّيّة. فنحن بلدٌ صغير يضمّ حوالي الأربعة مليون نسمة، سيادتنا محدّدة غير كاملة، لا نشبه البلدان الصّناعيّة المتطوّرة الكبيرة. وإذ ما التزمنا قليلًا بالخطّ الدَّولي العريض وبالبنك الدّولي، وإذ ما تمّ التعاون بين الأفرقاء والجهات المتضادّة، نصل عندئذٍ إلى بناءِ دولةٍ.
هل تتلقّون الدّعم من بلديّة عاليه؟
نحن وبلديّة عاليه فريقٌ واحد ومتّفقون، ننسّق المشاريع جميعها سويًّا. وفي النّهاية البلديّة هي نسيج منطقة عاليه.
ما الّذي تغيّر في جمعيّة تجّار عاليه منذ استلامك الجمعيّة حتّى تاريخ اليوم؟
أشياء كثيرة تغيّرت منذ استلامي، أهمّها:
1- العمل على استقطاب العنصر الشاب.
2- برامج تطويريّة لم تكن موجودة سابقًا.
3- توفير التأمين الصحّي للتّجّار (حوالي الخمسَ مئةِ شخصًا)، كونهم أصحاب مهن حرّة ولا يشملهم الضمان الإجتماعي. والجدير ذكره أن هذا التّأمين أقلّ بنسبة 50% من سعرهالطبيعي توصلنا اليه من خلال شركة «أمانة انشورنس».
4- استصدار بطاقات الـ Visa Card من بنك الموارد تخوّل التّجّار التّسوّق داخل سوق عاليه بحسوماتٍ تصل إلى الـ 25%، اضافة إلى جوائز وهدايا متعدّدة.
5- تقديم حسومات تصل لغاية 25% على كافة الفحوصات المخبرية وذلك بالتعاون مع مختبرات عاليه الطبية لكل مواطن موفد من قبل الجمعية.
6- تقدمة حسم بنسبة 30% على كافة الفحوصات المخبرية بالتعاون مع مستشفى الوطني عاليه، ونسبة 20% على الصور الشعاعية لكل مريض يأتي من قبل الجمعية.
7- إقامة معرض سنوي دائم للمنتوجات السّياحيّة والتّجاريّة.
8- مشروع للدّعم الصّحّي والتّربوي في عاليه.
9- إقامة مركز مجهّز لإستقبال النّدوات والإجتماعات الكبيرة. لتحفيز التّجّار للمشاركة في الحياة الإجتماعيّة أكثر. (تعدد الأدوار)
ما هو تقييمك للثّورة؟ وهل تعتبر أنّ لبنان اليوم يسطّر تاريخ جديد له؟
الثّورة مهمّة، ومطاليبها تطابق مطاليبنا، الّتي طالبنا بها منذ خمس سنوات تقريبًا. وبعض العناصر في الثّورة يسهبون إلى آفاق شخصيّة بعيدة جدًّا وخاطئة. ونصيحتي للثّورة هي المحاسبة ضمن الملفّات الموجودة بين أيديهم، وليس بالاتّهامات الخاطئة والسّبّ والشّتيمة. ويجب تنظيم الثّورة، وبهذا تصبح صلبة يُحسَب لها ألفُ حسابٍ. وأنا مع تشكيل حكومة ظلّ مراقِبة، وزير مقابل وزير، ومحافظ مقابل محافظ... فبالمراقبة تقلّ نسبة الفساد.
ولبنان اليوم لا يسطّر أيّ تاريخ جديد له، والسّلطة ما زالت أقوى من الثّورة.
كلمة أخيرة لـ « ليبانون غايت»
أنا متابع قديم لوسيلتكم الإعلامية، أشكركم على هذا اللّقاء، مع التّواصل الدّائم بيننا بإذن الله. وأدعو لكم بالتّوفيق وإكمال مسيرتكم المهنيّة النّاجحة الّتي تتلقّى أصداءًا إيجابيّة.