التبويبات الأساسية

قام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بزيارة تنموية لمنطقة البترون اطلع خلالها على سلسلة مشاريع إنمائية ودشن طريق القديسين و"بيت رفقا" للمسنين، وأقيمت له استقبالات، ورفعت أقواس النصر واللافتات المرحبة التي حملت عبارات الشكر له والثناء على دوره في الحفاظ على لبنان ومؤسساته وشعبه. كما ازدانت الطرق ومداخل القرى والبلدات والساحات العامة بالأعلام اللبنانية وصور الرئيس عون احتفاء بقدومه الى منطقة البترون.

وكانت المحطة الأولى في جولة الرئيس عون البترونية في جرد البترون عند مفترق دوما وتنورين، وكان في استقباله رؤساء بلديات الجرد البتروني، حيث اطلع على مشاريع الطرق، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وكان عرض مفصل عن خارطة الطرق التي ستربط قرى وبلدات منطقة البترون في ما بينها من جردها إلى وسطها وساحلها وبالمناطق المجاورة لتأمين شبكة مواصلات لأبناء منطقة البترون.

ومن دوما، انطلق موكب الرئيس عون الى مدينة البترون عند أول طريق القديسين، حيث كان في استقباله رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون مرسيلينو الحرك وعدد من رؤساء البلديات وفاعليات بترونية، حيث أزاح الرئيس عون الستارة عن اللوحة التذكارية لمشروع طريق القديسين، ثم انطلق الموكب باتجاه بلدة إده، حيث أقيم استقبال شعبي حاشد وسط قرع الاجراس الزغاريد والتصفيق وهتافات الترحيب وعروض الخيول واللوحات الموسيقية، في حضور وزراء ونواب وسفراء وقضاة وفاعليات دينية ورسمية، مطارنة، محافظين ومديرين عامين وقائمقامين، رؤساء بلديات ومخاتير ورؤساء جمعيات واندية وهيئات محلية، ممثلي احزاب وتيارات وحشد كبير من ابناء منطقة البترون والجوار.

بلدية جران
بعد النشيد الوطني اللبناني، قدمت للحفل الدكتورة ليلى نقولا. وبعد عرض مصور عن الاستراتيجية الانمائية لقضاء البترون، ألقى رئيس بلدية جران بسام خوري كلمة حيا فيها رئيس الجمهورية، وقال: "إن حضوركم الى منطقتنا عرس وطني تقرع له أجراس كنائسنا وتخفق لمحياك قلوب أهلنا. نحن يا فخامة الرئيس أيدناك منذ زمن بعيد، منذ إطلالتكم البهية على ساحات العمل الوطني، حاملا مشروع سيادة حقيقية وإصلاح وتغيير. واليوم، يزداد تأييدنا لخطكم ونهجكم، بعد أن تحول الشعار الى وقائع، واقترنت الأقوال بالأفعال. فها هو جيشنا البطل في عهدكم يستعيد الأرض ويحفظ العرض ويثبت للعالم كله أن لبنان هو أرض البطولة ومنبت الأبطال، وأنه حقيقة تاريخية وليس خطأ تاريخيا. ها هو جيشنا بقيادتكم يكلل رؤوسنا بغار الكرامة ويثبت استقلالنا ووحدتنا الوطنية. شكرا لكم يا فخامة الرئيس لاهتمامكم بمنطقتنا، وأملنا أن يستمر دعمكم لمعالي الوزير جبران باسيل لكي يتمكن من تحقيق المزيد من المشاريع الحيوية لمنطقتنا. باسم بلدة جران بلدية ورعية وأهالي نشكركم يا فخامة الرئيس على كل ما قدمتم وستقدمون إلى منطقتنا".

بلدية إده
وألقى رئيس بلدية اده البترون المحامي نجم خطار كلمة قال فيها: "يوم قررت يا فخامة الرئيس أن تحضر بيننا تدشين طريق القديسين في هذا الإحتفال راودتني أفكار فيها مهابة استقبالك في بلدتنا الصغيرة الوادعة، وأنت الضيف الكبير وقامتك وسع الوطن ومشرقنا. وها أنت محاطا بضيوف أعزاء في جو يمتزج فيه الوقار بالعاطفة، فقررت أن أتحدث من القلب وأقول اليوم أجراسنا تقرع وأرضنا تزهر ترحيبا بقائد التحرير والتحرر، وهي تعيش عرس وجود فخامتكم فيها وبيننا لتدشين طريق القديسين الذي أعطاه معالي الوزير باسيل عنايته الكاملة، وأضحى طريقا حديثا في تقنيات تنفيذه وبناه التحتية، هذا إضافة الى عشرات المشاريع المنفذة، والتي هي قيد التنفيذ، ومعها حولنا الحرمان بالمفرق الى إنماء وتنمية بالجملة، وخير دليل على ذلك، أرض منطقة البترون التي تشهد على ما تحقق، ولم تكن لتنجز لولا توافر القوة السياسية ووافرها والإرادة الشخصية التي رعاها من خلال فخامتكم الوزير باسيل إبن منطقة البترون قولا وفعلا".

أضاف: "لولا هذه القوة السياسية المقرونة بالإرادة وتفاني فريق العمل لما تحقق شيء، لأن الضعف لا ينتج سوى الفتات الذي كانت منطقة البترون تقتات عليه، فيما مليارات الدولارات كانت تصرف حولنا، ونحن نتفرج عليها وعلى عجزنا. كانت حقوقنا مهدورة بإرادة عارفيها لربط الناس بالحاجة لإخضاعهم وتسطيح أفكارهم. كانت اللعبة إلهاؤنا "بالقيل والقال" كرمى لإقطاعي من هنا ومقاطعجي من هناك، وما الحملات السياسية التي تشن بين حين وآخر سوى دليل على العجز عن مواجهة واقع النهج الإصلاحي التغييري الذي ننتهجه اليوم وأدى الى نقل قضاء البترون من بحر الحرمان الى شاطئ الازدهار والنمو".

وتابع: "فخامة الرئيس، اليوم تطأ أرض بلدتنا إدة، فهي بلدة عاشت، كما سائر بلدات منطقتنا مراحل حلوة وأخرى صعبة، ودفعت في العصر الحديث أثمانا وشهداء منذ الحرب العالمية الأولى، مرورا بخمسينيات القرن الماضي والحرب الأهلية، لكنها بقيت متماسكة بحب أبنائها وتعلقهم بقيمهم التي تشهد عليها كنيستنا الأثرية، ونحن نقف الآن في ساحتها وجدارياتها التي تحمل في الوقت عينه آلام الصلب وصعود العذراء الى السماء".

وأردف: "نحن اليوم في عهد القوة والكرامة والسيادة الوطنية، القوة التي أعادت الى جيشنا البطل قوته كعصا، بعدما حوله الضعف الى مكسر عصا، قوة الشخص الذي يعرف تاريخ وطنه والطبقة السياسية التي حكمته عهد قاحلة، قوة الرئيس الذي لم يأت الى السلطة لإنجاز صفقة شخصية بل لتخليص الوطن، قوة الرئيس الذي أعاد الى وعينا الجماعي أننا أبناء الرجاء والإيمان، قوة الرئيس الذي زرع مبادئ وقيما ومثلا تعيش وتستمر مدى التاريخ، رئيس علمنا الإقدام، علمنا أن نكون أحرارا، وأن الحرية تؤخذ ولا تعطى، نعدك بأن تلك المبادئ والصور النقية لن تستطيع المطابخ الإعلامية تشويهها ولو سعت سعيها وجهدت جهدها".

وقال: "التفاهمات منذ البدء كانت عنوانا لسياستكم الوطنية، فكان لها الأثر الأكبر على إراحة مجتمعنا وتأمين الطمأنينة له وما تبوؤ فخامتكم لموقع الرئاسة الأولى سوى ترجمة لتلك التفاهمات، وما حضور كل الأطياف الوطنية لهذا الاحتفال سوى تكريس للتفاهم العمودي وتدعيمه على الأرض التي نطأ عليها اليوم".

أضاف: "فخامة الرئيس، منذ الاستقلال، واللبناني يعيش مآسي الشرق وأزماته. وبفضل سياستك الحكيمة والرؤيوية، دخلنا مرحلة العيش الهادئ في محيط ملتهب. واليوم، نحن نشهد على مرحلة جديدة من تحرير الأرض من الإرهاب. أهي قدرية؟ أم مسار مرسوم أن تقود مجددا معركة التحرير، أن تعود الى قلب القرار السياسي والعسكري، كما البداية عبر جيشنا البطل الذي يذرف الدماء الغالية والذكية في سبيل الوطن وسيادته وحريته واستقلاله".

وتابع: "زيارتك اليوم لمنطقة البترون وتفقدك المشاريع الإنمائية هي استكمال لقرارك بقيادة معركة التحرر، حيث يرتبط الإنسان بأرضه ويعود الى جذوره، ويفهم معنى وجوده ليبقى متسلحا بالإيمان والمحبة، وليعي دوره رسولا للسلام والعيش مع الآخر لبناء مستقبل آمن لأجيالنا الطالعة".

الحرك
من جهته، رحب رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون بالرئيس عون وتوجه اليه بالقول: "وجودكم معنا اليوم لتدشين طريق القديسين في منطقة البترون وصولا الى عنايا في جبيل له معنى خاص، فمسالك دروب القديسين صعبة ووعرة يلزمها رجال أبطال لأنها تؤمن الوصول الى الجنة، وما أكثر القديسين في بلادنا، وهي التي تؤمن وصول الوطن الى الحرية والعدالة والنزاهة في حين أن الرجال الابطال أصبحوا قلة".

أضاف: "فخامتكم، بدأتم بسلوك هذه الطريق منذ لحظة اختياركم اللباس العسكري، وأقسمتم على النضال، وكانت طريقكم مزروعة بالأشواك، ونحن نعرف جيدا كم نزفتم على هذه الطريق لكن كل خطوة من تضحياتكم أثمرت تحقيقا لآمالنا بعد يأس سيطر علينا، ورحلة الوصول الى وطن بدأت تنتعش وتلملم جروحا ونزفا دامت لفترة طويلة".

وتابع: "اسمحوا لي يا فخامة الرئيس أن أؤكد لكم أن القديسين كانوا معكم في كل مسيرتكم النضالية، ونحن في منطقة البترون خصوصا لم نتركهم يرتاحوا، وبالفعل ها هو نضالكم الذي ترافق مع صلواتنا حقق الأمل بوصولكم الى الحكم، وهذا يزرع الامل بمستقبل زاهر لوطننا".

وأردف: "طريق القديسين التي تدشنها اليوم لها منافع عدة، فإضافة الى تنشيط السياحة الدينية، هي مشروع انمائي لمنطقتنا التي كانت ضحية الاهمال على مدى سنوات عدة، وها نحن اليوم وصلنا الى ما وصلنا اليه بمتابعة من ابن المنطقة الوزير جبران باسيل الذي أخذ على عاتقه هذا المشروع وتنفيذه بعد 50 عاما من إقراره. واليوم، نحتفل بتدشين المرحلة الاولى منه، ولا بد من توجيه الشكر إلى وزارة الاشغال العامة والنقل، وكل من سعى إلى إنجاز المشروع".

وقال: "شكر لفخامتكم التوقيع على مرسوم استملاك أربعين الف متر لانشاء معمل لمعالجة النفايات، فهذا انجاز مهم للمنطقة. وإننا كإتحاد بلديات نتعهد بالسعي الدائم لانماء المنطقة، ونحن كرؤساء بلديات متحدون ومتوافقون لتحقيق النمو فيها، ولن يتمكن اي عائق من الوقوف في طريقنا، طالما اننا نلقى الدعم من فخامتكم. باسم بلدية البترون، التي أترأس مجلسها، أشكركم على الدعم والاهتمام لتحقيق مشاريع عدة ومهمة من معامل تكرير المياه المبتذلة والطرق والمعاهد والمدارس والبنى التحتية وغيرها من المشاريع، والمسيرة لن تتوقف، وسنكمل كمجلس بلدي لتعود البترون العروس التي تحدث عنها التاريخ".

وختم: "نعرب عن سعادتنا بوجودكم بيننا اليوم، ونجدد محبتنا ودعمنا لمسيرتكم السياسية الحكيمة، ولنظرتكم الانمائية والعمرانية، ولكم منا ومن منطقة البترون كل الشكر والمحبة الصادقة".

هديتان تذكاريتان
بعد ذلك، تسلم الرئيس عون هديتين تذكاريتين: ذخائر القديسين من اتحاد بلديات منطقة البترون، وجدارية ترمز إلى جداريات لكنيسة مار سابا من بلدية اده.

ثم دون كلمة في السجل الذهبي، وزرع شجرة أرز، قبل أن يزيح الستارة عن النصب التذكاري.

جربتا
ومن بلدة إده، انتقل موكب رئيس الجمهورية باتجاه جربتا لتدشين "بيت رفقا" للمسنين، وكان في استقباله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي والرئيسة العامة للراهبات اللبنانيات المارونيات الام صونيا الغصين ورئيسة دير مار يوسف جربتا الام ميلاني مقصود والمتبرع بمشروع "بيت رفقا" سليم الزير وجمهور الدير واسرة "بيت رفقا"، وذلك على وقع الموسيقى الكلاسيكية.

وبعد قص الشريط وإزاحة الستار عن لوحة الشرف، كانت جولة في البيت، وزيارة للكنيسة المزينة بالرسوم الملونة في سقفها وجدرانها.

أخبار الوكالة الوطنية للاعلام

صورة editor11

editor11