د. زمكحل: "هدفنا تعزيز إنشاء منطقة خاصة
بالبحر الأبيض المتوسط متكاملة ومتضامنة"
"ندعو إلى المزيد من التماسك والمسؤولية المشتركة
بين دول البحر الأبيض المتوسط بمختلف إنتماءاتها"
"مهما كانت المخاوف والتحديات التي تقف بوجهنا
فإن رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم
لن يستسلموا أبداً لليأس وسيستمرون في
التطور والنمو وفي بناء شراكات إستراتيجية مع المنطقة بأجمعها"
نظم تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم برئاسة الدكتور فؤاد زمكحل حفل غداء – نقاش أقامه مع جمعية «Mon Liban d’Azur» الفرنسية في مطعم ليلى «زيتونة باي»، والتي تزور لبنان لبضعة ايام، بغية تطوير وتعزيز الروابط الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والأكاديمية بين منطقتين تقعان في حوض البحر الأبيض المتوسط، أي لبنان ومنطقة الـ Côte d’Azur التي تقع جنوب فرنسا.
حضر اللقاء من الجانب اللبناني أعضاء مجلس إدارة التجمع اللبناني العالمي، والمجلس الإستشاري. ومن الجانب الفرنسي حضر شخصيات عامة، سياسيون، رجال أعمال فنانون، أكاديميون، أتوا لبنان خصيصاً من جنوب فرنسا .Côte d’Azur
رحب رئيس التجمع اللبناني العالمي د. فؤاد زمكحل وقال: «نشكركم أنكم حضرتم جميعكم خصيصاً إلى لبنان لترسيخ العلاقات التاريخية بين رجال الاعمال الفرنسيين ونظرائهم اللبنانيين في العالم، لمناقشة بكل وضوح ومنتهى الشفافية أهدافنا المشتركة، أي نمو وتطوير تبادلانتا الإقتصادية مع منطقة البحر الأبيض المتوسط، وخصوصا Côte d’Azur جنوب فرنسا، والتي ستؤدي حتماً إلى تطور شامل على صعيد المنطقة بأسرها. هدفنا هو بوجه خاص تعزيز التعاون مع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم، وتعزيز إنشاء منطقة خاصة بالبحر الأبيض المتوسط متكاملة ومتضامنة».
أضاف د. زمكحل: «إن أردنا التحدث عن البلدان المجاورة، يمككنا القول أن لبنان ليس محظوظاً جداً بجيرانه... لذلك، سنحاول الإلتفات نحو جيراننا حول البحر الأبيض المتوسط الذين هم أبعد قليلا، آملين في إقامة شراكات فعالة وبناءة ومثمرة.
ليس هناك مستقبل لتطوير منطقة البحر الأبيض المتوسط في غياب تعاون مكثّف وحوار صريح وتفاهم متبادل بين جميع البلدان الموجودين ضمن هذه المنطقة. ان تحدياتنا الخاصة بالمنطقة وأهدافنا المشتركة هي بناء عالم أفضل، وإقتصاد مزدهر ونام لشعوبنا في منطقة البحر الأبيض المتوسط في مجالات عدة.
ينبغي أن يكون الإندماج الإقتصادي أولوية بالنسبة للمنطقة، والمصدر الحقيقي لأعمال حقيقية وبناءة وناجحة. إنما يعتمد هذا الاندماج على تجمع وتظافر كافة بلدان هذه المنطقة، شرط ان تكلله أعمال منتظمة واضحة وملموسة، وخصوصاً في مجال التعاون المثمر والفعال بين بلدان منطقة البحر الأبيض المتوسط.
من اجل تحقيق ذلك، لا بد من إشراك مختلف أدوات التبادل التجاري بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط وإنشاء منطقة مشتركة تقوم على التكامل والإندماج الإقتصادي والإجتماعي والثقافي والعلمي، فضلا عن القيم المشتركة في ما يخص الديموقراطية وحقوق الإنسان والتسامح والتعايش مع مختلف الثقافات والأديان.
من ناحية أخرى، إن حماية البيئة، وتشجيع السياحة، والتبادلات الثقافية، فضلاً عن نمو قطاع الطاقة والتعليم والعلوم تشكل جميعها تحديات، علينا التغلب عليها لتحقيق وتحفيز التنمية والتطور في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
ضمن عالم مترابط، لا يمكن لأي بلد أن يعمل لوحده وأن يزدهر. لم يعد بإمكاننا النمو والتطور من دون حوار مستمر ورغبة وارادة في "التوصل إلى حل وسط"، ووضع خطط عمل وإستراتيجيات مشتركة.
بإسم رجال الأعمال اللبنانيين في العالم، ندعو إلى المزيد من التماسك والمسؤولية المشتركة بين دول البحر الأبيض المتوسط بمختلف انتماءاتها.
صحيح أن منطقتنا ولا سيما بلدنا لبنان يمر بفترة غير مستقرة وصعبة للغاية على جميع المستويات. إذ تخيّم السحب الداكنة على إقتصادنا، فيما نجد أنفسنا ضحايا التوترات والمعارك الدولية، والحروب الإقليمية والصراعات السياسية على المستوى المحلي والتي لا تكّف عن الدفع بنا الى الوراء، ولكن مهما كانت المخاوف والتحديات التي تقف بوجهنا، فإن رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم لن يستسلموا أبداً لليأس وسيستمرون في التطور والنمو وفي بناء شراكات إستراتيجية مع المنطقة بأجمعها من أجل:
- تعزيز التبادلات الاقتصادية،
- خلق القيمة للحفاظ على نمو منتظم ومستدام،
- التطور رغم كل المصاعب.
بالفعل، نحن مقتنعون بأن التكامل الإقتصادي الأورومتوسطي هو شرط أساسي لتنمية بلدان جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط وأيضاً بلدان أوروبا، وخصوصاً أمّنا الحنونة فرنسا، وان الإنتاج المشترك هو عملية فعالة لإقامة علاقات على أسس جديدة ومتينة ومتوازنة بين الجميع. بالتالي، من الجوهري تعزيزالتعاون بيننا والترويج لخلق منطقة متكاملة وشاملة ومتضامنة ضمن البحر الأبيض المتوسط، والتعهد سوياً على المساعدة على تنمية الشركات القائمة في منطقة البحر الأبيض المتوسط من أجل توعيتها أكثر على رهانات التقارب الإقتصادي ضمن هذه المنطقة وتشجيع ظهور شعور بالانتماء الى منطقة إقليمية مشتركة.
ان أهدافنا المشتركة هي خلق فرص عمل، وتعزيز الإبداع وخلق القيمة، وتوليد النمو وتحسين مستوى معيشة سكان وشعوب البحر الأبيض المتوسط».
مؤسسة ورئيسة جمعية «Mon Liban d’Azur» السيدة جيرالدين غوسطين
من جهتها، صرحت مؤسسة ورئيسة جمعية «Mon Liban d’Azur» الفرنسية السيدة جيرالدين غوسطين قائلة: «لقد تأسست جمعيتنا التي لي شرف رئاستها بموجب قانون الجمعيات الفرنسية والقانون الفرنسي، الصادر في العام 1901، وهي مؤسسة لا تبغي الربح، وعملها مستقل وغير سياسي، ويرمي عملها إلى تعزيز الروابط والتبادلات الإقتصادية والثقافية والإجتماعية والفكرية والأكاديمية وغيرها بين لبنان ومنطقة الـ Côte d’Azur التي تقع جنوب فرنسا، والتشديد على التآزر المشترك بينهما».
أضافت غوسطين: « يعيش نحو 50 ألف شخص لبناني بين منطقتي موناكو ومرسيليا (جنوب فرنسا) بينهم نحو 25 ألف لبناني في منطقة الـ Côte d’Azur، ومن هؤلاء اللبنانيين، ثمة عائلات ثرية جداً، إذ تستثمر في العقارات والفن والسلع الفاخرة، إضافة إلى أن «الريفييرا» الفرنسية تُعتبر وجهة سياحية يفضلها اللبنانيون والمهاجرون اللبنانيون الذين يجدون في الموقع جودة الحياة ومناخ البحر الأبيض المتوسط والأجواء الإحتفالية».
أضافت غوسطين: «سيقوم وفد «الريفييرا» الذي يضم أيضا شخصيات عامة ورجال أعمال، فنانين، أكاديميين... بـ «إنشاء جسر تواصل» بين منطقة الـ Côte d’Azur ولبنان. علماً أنه في العام 2020 ، ستستضيف «الريفيرا» الفرنسية وفداً من لبنان بدعم من التجمع اللبناني العالمي RDCL World برئاسة الدكتور فؤاد زمكحل».
وتابعت غوسطين: «إن إجتماعنا اليوم وحوارنا مع تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم، دار حول موضوعات تنمية السياحة والتبادل الثقافي، التعليم والتدريب، ودور المرأة في المجتمع ورائدات الأعمال».
وخلصت غوسطين إلى القول: «إن طموحنا هو الإستمرارية على المدى الطويل وتفعيل اللحظات الحصرية والمميزة التي نعيشها خلال الإجتماعات والنشاطات التي نقيمها، بغية خلق الشراكات في مختلف القطاعات الناشطة، بدعم من التجمع اللبناني العالمي، وتنمية الإمكانات العالية والكثيفة».