إستضافت غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال الدكتور جمال كبي "الخبير بسياسات التنمية المستدامة وإعتماد الحلول العملية الممكنة" في ندوة علمية حول "سبل النهوض بالإقتصاد اللبناني" بحضور شخصيات وفاعليات إقتصادية وإجتماعية وأمنية ودينية وأكاديمية وتربوية ومصرفية ونقابية ورؤساء وأعضاء مجالس بلدية ورؤساء وأعضاء نقابات مهنية وعمالية وهيئات المجتمع المدني والأهلي ومهتمين.
في البداية رحب رئيس الغرفة توفيق دبوسي بالدكتور كبي والحضور، معرباً عن الاعتزاز باستضافة قامة لبنانية وطنية علمية متخصصة تمتلك خبرات استثنائية وقدرات قيادية على مستوى مؤسسات التمويل الدولية لا سيما مجموعة البنك الدولي وغيرها من تلك المؤسسات.
ثم تحدث الدكتور كبي شاكراً الرئيس دبوسي على إستضافته لهذه الندوة الهادفة، مثنيا على الدور الذي يلعبه باتجاه ايصال صوت أعضاء مجلس الادارة والهيئات والفاعليات الى المسؤولين لما فيه المصلحة العامة، معتبراً وجوده في طرابلس هو واجب تجاه المدينة وغرفتها.
وأوضح كبي أن وجودنا في غرفة طرابلس هو للبحث في المواضيع الإقتصادية والظروف المحيطة بالأزمة المالية والنقدية والمصرفية والإضاءة على خطة الدولة في تحقيق النهوض بالاقتصاد اللبناني والخطوات الجريئة الممتازة لا سيما تلك التي تلحظ توفير الدعم المادي للاسر المحتاجة لمدة سنتين والخطة الجديدة التي تهدف الى اعادة هيكلة القطاع المصرفي واعادة الودائع بطريقة تعتمد أحسن الممكن.
وقال: كلامنا يرتكز على حاجات البلد واعادة التفكير بطريقة مؤسساتية منظمة وفقا لمنظور جديد لأن الأساليب التقليدية لم تعد تفي بالغرض، وتطوير دور الدولة وتحديثه عبر مراقبة شديدة تتوفر معها الخدمات الاساسية بطريقة حديثة، والالتفات الى مساعدة القطاع الخاص والقطاع الأهلي ونحن نرى أن البلد لديه مقومات قوية جداً أهمها الخبرات والقدرات البشرية والمطلوب تفعيل القدرة المؤسساتية للقطاع الخاص وللقطاع العام للوصول الى المستوى الذي يطمح لبنان الى بلوغه.
وشدد الدكتور كبي على أهمية الأخذ بعين الإعتبار الركائز الأساسية المتمثلة بتحرير سعر الصرف وتوفير الحماية الاجتماعية والموازنة العامة والضرائب والتخفيف منها بالرغم من اننا لا نملك الثقافة الضريبية وطرق الإنفاق وتنمية القطاع الخاص والتخفيف من الهدر ومكافحة الفساد بالحكم الرشيد وضبط الوضع المالي والإقلاع عن إعتماد سياسات لا تخدم البلد ولكن خطة الحكومة وافقت عليها الجهات المانحة ولا بد في هذا السياق من تفعيل دور المؤسسات لا سيما القضائية منها واعادة الثقة بالبلد، خصوصا أن الحكومة قد خطت خطوات بالاتجاه الصحيح وتبقى المساءلة مطلوبة بكل الاتجاهات.
وفي الختام، عقّب الرئيس دبوسي فشكر الدكتور كبي على الغنى الذي تضمنته محاضرته ولفت الى أننا في غرفة طرابلس الكبرى لدينا رؤية متكاملة تستند على أهمية الإستثمارات التي تجذبها المشاريع الكبرى ونحن نمتلك أيضاً على نطاق طرابلس الكبرى كل مقومات القوة التي تشكل القاعدة الأساسية لتحقيق النهوض بإقتصادنا الوطني من شرقي المتوسط وهو مثار إهتمامات لبنانية وعربية ودولية.
وفي الختام دار حوار متعدد الجوانب تمحور حول المفاصل الأساسية التي ركزت عليها محاضرة الدكتور كبي.