استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وفدا من لجنة المتابعة المنبثقة عن لقاء الفعاليات الإسلامية برئاسة المحامي محمود حطب الذي قال بعد اللقاء: "تداولت لجنة المتابعة مع سماحة المفتي بمواضيع عدة تهم الساحة الإسلامية، وفي مقدمتها ما يطرح حول تجديد الخطاب الديني وموجة العنف والإجرام باسم الدين، فأكد سماحته انه في اطار الثوابت الإسلامية يدعو الى ثقافة العيش المشترك، والحوار مع الآخر بالحكمة وبالتي هي احسن، والبر والقسط اليه استمدادا من الآيتين الكريمتين: "لا اكراه في الدين" "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين".
وأضاف حطب نقلا عن دريان: "لقد اكدنا وفي مناسبات عديدة استنكارنا وشجبنا للفكر الضال ولممارسات بعض الفئات الضالة والدخيلة على الإسلام، التي تعيث في الأرض الفساد والإجرام، وتنسب اليه زورا وبهتانا وتحت شعاراته إباحة قتل الأبرياء والأمنين، بينما الإسلام بتعاليمه السمحة حرم ونهى عن هذه الممارسات البشعة بكل أشكالها وصنوفها، ودعا إلى التواد مع الناس والتراحم بينهم "وما أرسلناك الا رحمة للعالمين".
وتابع: "وعن رأيه في ما يصدر من طروحات على هامش الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني، وفيه تجاوز للعقيدة والنصوص القرآنية المحكمة قال سماحته: "تطالعنا بين الحين والآخر أفكار ناشزة وطارئة على الفقه والتفسير، فتتشاطر في مزايدتها على سماحة الإسلام ومبادئه وقيمه التي تدعو الى حفظ النفس البشرية وحرية الانسان والكرامة "ولقد كرمنا بني آدم"، فتجنح بغير هدى ولا كتاب منير الى النيل من العقيدة، والى تحريف النصوص القرآنية الصريحة في منطوقها ودلالاتها، فتلوي اعناقها متجاوزة بطروحاتها ما هو معلوم من الشرع بالضرورة، وما استقر عليه اجماع الائمة الاعلام، موحية بان عقيدة المسلمين هي العلة الناسخة والناسفة لتراحم المسلمين وتعاطفهم مع الاخرين، وفي ذلك ما فيه من انحراف وتشويه للسيرة النبوية العطرة، وتأويل يتنافى مع محكم التنزيل، وكأن عقيدة المسلمين في ما يزعمون، تجيز استباحة دماء الآخرين وحرماتهم، وان سماحته يرفض رفضا مطلقا، كل الأقوال والأفكار التي تصدر عن أي كان، بما يتنافى مع شرعنا الحنيف ومع الثوابت في عقيدتنا الإسلامية، فهي لا تعبر الا عمن صدرت عنه وروج لها".
واردف حطب: "دعا سماحته كل من تجرأ فاجتهد رغم القاعدة الشرعية الثابتة، المانعة والناهية عن الاجتهاد في مورد النص، الى الكف عن الإساءة للاسلام بتحميل العقيدة التفاسير المنحرفة والباطلة عن طريق الفصل بينها وبين مبادئ الإسلام وقيمه التي تدعو الى نبذ العنف والى العدالة والاستقامة في السلوك".
وختم: "اكد سماحته ان على الجميع ان يعي بأن الأمانة التي نحملها مع العلماء وأصحاب السماحة المفتين، تضع على عاتقنا وتنيط بنا كل ما يتعلق بالعقيدة والنصوص القرآنية من حيث شرحها وتفسيرها وذلك استنادا للسنة النبوية الشريفة وإجماع الأئمة".
اهالي موقوفي عبرا
كما استقبل دريان وفدا نسائيا من اهالي موقوفي احداث عبرا الذين طالبوه "بالتدخل لدى المعنيين بتسريع محاكمات الموقوفين وعدم تأجيل الجلسة المقبلة بالملف المفصول عن الشيخ احمد الأسير"، كما طالبوه ب"السعي مع الجهات المعنية في هذا الموضوع بفصل ملف الشيخ احمد الاسير عن باقي الموقوفين وتسريع ملف ما يسمى بالخلايا النائمة وعدم تأجيلها لوقت طويل واخلاء السبيل الفوري للمستوجبين في ملف الخلايا".
واطلع الوفد من المفتي دريان على "الجهود التي تقوم بها دار الفتوى في معالجة قضية أبنائهم الموقوفين والاهتمام الذي توليه عبر هيئة رعاية السجناء وأسرهم التابعة لدار الفتوى".
واكد للأهالي انه "يتابع ملفات الموقوفين مع الجهات المعنية للاسراع بإطلاق سراح الموقوفين وإنهاء التحقيقات مع المتهمين ومحاكمتهم محاكمة عادلة لرفع المعاناة عن أسرهم".
جمعية الغنى
كذلك استقبل دريان وفدا من "جمعية الغنى الخيرية" برئاسة الدكتورة غنى حمود التي اطلعته على نشاطات الجمعية لا سيما تقديم المساعدات الاجتماعية والغذائية والطبية والتعليمية للفقراء والمحتاجين والايتام.
جارودي
واستقبل هشام جارودي الذي قدم له كتابه بعنوان "من القلب".