التبويبات الأساسية

يقلب رئيس غرفة التجارة في طرابلس توفيق دبوسي المعادلات، فهو يسير عكس السير، ففي الوقت الذي يتحدث فيه كثيرون عن حرمان وإهمال طرابلس وضعفها، ويستجدي المسؤولين تنفيذ المشاريع الاستثمارية والانتاجية فيها، ينصح الرئيس دبوسي المسؤولين ورجال الأعمال والشركات بأن يسارعوا الى وضع دراساتهم لمشاريع سريعة في المدينة قبل أن “يعضوا أصابعهم ندما”.

يعمم دبوسي أجواء من التفاؤل بمستقبل طرابلس، وهو يرفض الحديث عن أية مكامن ضعف فيها، بالرغم من يقينه بأن هذا الضعف موجود، لكن يمكن معالجته، لأن طرابلس بنظره قوية جدا، بالمرافق الحيوية التي تختزنها وموقعها الاستراتيجي، وهي تستعد لتكون مركز النهوض الاقتصادي للبنان، من خلال مبادرته “طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية” التي لم يعد أحد قادرا على تجاوزها بعدما أصبحت أمرا واقعا، خصوصا أنها حازت على دعم محلي ووطني وإقليمي ودولي.

لم يذهب دبوسي الى بيت الوسط على رأس وفد إقتصادي شمالي ليطلب من الرئيس سعد الحريري الاهتمام بطرابلس فقط، بل هو ذهب بمنطق القوة التي تمثلها طرابلس، ليؤكد دعم الحريري في تشكيل حكومته وليقول له بالفم الملآن: “يا دولة الرئيس إستفيدوا من طرابلس”.

يقول دبوسي لـ”سفير الشمال”: إن هدف الزيارة كان له شقين الأول دعم الرئيس المكلف في تشكيل حكومة يكون هدفها حماية لبنان وتطوير الخدمات وإيجاد إستثمارات جديدة نصب في مصلحة لبنان والمجتمع اللبناني إنطلاقا من طرابلس، والثاني عرض مقومات القوة لهذه المدينة.

ويضيف: لقد أضأنا خلال اللقاء على أن قيامة لبنان ستكون من طرابلس، كما تطرقنا الى نقاط القوة الموجودة قي لبنان من طرابلس، وقد لمسنا كل التجاوب من الرئيس الحريري، ولمسناه أيضا خلال زيارته الى الغرفة في 30 نيسان الفائت، وتأكيده على نقاط القوة الموجودة في المدينة، خصوصا أنه لا يوجد مدينة في لبنان تمتلك المقومات الموجودة في طرابلس، لذلك فهي لم تعد تريد مشاريع بالمفرق، بل يجب أن تشهد ورشة عمل متكاملة تكون فيها المشاريع بالجملة، لجهة الاستثمارات والتطوير وتفعيل كل المرافق من معرض رشيد كرامي الدولي، ومطار الشهيد رينيه معوض في القليعات، والمرفأ والمصفاة، والطرقات والجسور والبنى التحتية، ومن شأن ذلك دعم الاقتصاد الوطني وإيجاد فرص عمل، وتشكيل عامل جذب لكل اللبنانيين والعرب والاجانب، لأن لبنان قادر على أن يلعب دورا محوريا على مستوى المنطقة من خلال مبادرة “طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية”.

ويتابع دبوسي: نحن نسعى من خلال طرح هذه المشاريع على القيادات والمسؤولين، للوصول الى إقتصاد ناجح وآمن، وإذا لم ننجح سيبقى وضعنا غير مستقر، علما أن من مصلحة بلدنا والعالم العربي والمجتمع الدولي أن يفتحوا ورشة إستثمارية تطويرية في لبنان من طرابلس، لأن هذه المدينة قادرة على أن تكون رافعة نهوض على المستوى الوطني وقادرة على أن تحقق الشراكة مع المستثمرين لبنانيين أو عرب ودوليين.

ويقول دبوسي: “قلت للرئيس الحريري: “إستفيدوا من طرابلس” فالمدينة “ربيحة” بكل المعايير والمقاييس، وإذا وضعنا الخريطة وإستعرضنا مقومات لبنان، نجد أن قوة لبنانية متمركزة في طرابلس، خصوصا أن مرفأ بيروت لم يعد يستوعب، وهناك ملايين المغتربين خارج لبنان وكلهم يشكلون قصص نجاح، وفي حال قمنا بتأمين الأمن والاستقرار، سيعود هؤلاء للتواصل مع وطنهم الأم والقيام بمشاريع وإستثمارات فيه، وعندها لن يستطيع مطار رفيق الحريري الدولي أن يستوعب هذا الكم من المغتربين، وإذا كنا بحاجة الى تنظيم معارض دولية، فلا توجد في لبنان مساحة تصلح، وسنكون بحاجة الى معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، وإذا كنا نريد تكرير النفط أو إيصال الغاز وأن نتصرف كبلد بترولي ليس لدينا إلا مصفاة طرابلس، وإذا أردنا موقعا إستراتيجيا ننطلق منه نحن وشركائنا العرب والدوليين، ليس لنا منصة في لبنان سوى طرابلس.

صورة editor11

editor11